قبل فجر الأول من أغسطس الجاري، بدأت معالم معركة ملحمة حلب بالظهور بصورة قوية ومفاجئة، أهمها صدمة الإعلام الروسي والإيراني من التقدم النوعي الخاطف، الذي حققه الجيش السوري الحر وفصائل أخرى، في خطوط المواجهة الحسّاسة مع النظام، وأحياء حلب الغربية.
المعركة أُطلقت قبل ذلك بساعات، ولكن التفويج الذي أنجزه الثوار، وغرفة العمليات المشتركة لها، كان كافيا بعد توفيق الله، لتحقيق هذا الاختراق النوعي، وسيُطرح هنا سؤال اعتراضي مهم، وهو أن الثوار سبق أن حققوا انتصارات نوعية، لكن تراجعوا بعد ذلك وتمكن التحالف الروسي الإيراني والنظام، من إخراجهم.
وهذا صحيح، لكن حجم الحصار الذي عاشته الثورة السورية مؤخراً، وكل دلائل تصفيتها التي لاتزال خطورته قائمة، وصل إلى مرحلة تقترب من اليأس العسكري، وبالتالي فدروس ملحمة حلب حسب ما أطلق عليها الثوار، مهمة للغاية حتى لو حصل- لا سمح الله- تراجع.
وأهم درس مسألة توحيد الثوار المقلقة، والذي تسبب بحسب دلائل الميدان وتواتر الشهادات، بأكبر أسباب التراجع وتمكين العدو، مع وجود السبب الآخر وهو خذلان أصدقاء الثورة المسلمين عن دعمهم.
ولذلك فإن أهم ما يجب عليه العمل، هو إعادة رمزية وكينونة وحدة الثورة السورية في جسم مركزي وهو الجيش السوري الحر، والتي يشكل عودته، فرصة تاريخية، لنهضة الثورة السورية وقدرتها على تغيير الميدان، وفرض حل سياسي اضطراري على الحلفاء، ولتوضيح ذلك نعرضه في التالي:
1 - نعلم أن فصائل الجيش السوري الحر، متوزعة ولم تضبط هيئة أركانها حتى الآن، وذلك بسبب تهميشه ودعم فصائل سلفية وسلفية جهادية على حسابه، وهو تقاطع جمع بين التطرف وتآمر من صديق وعدو.
2 - إعادة دمج مجموعات الجيش السوري الحر، وإعلان هيئة أركان جديدة له، بعد معالجة ميدانية ممكن جدا، وهو ما يعني أنه يعود كقوة تمثيل أولى، للثورة السورية، يحتضنه كل الشعب، ويعود كضمانة تأمين وطني لكل السوريين عند تسلم المدن والمواقع الكبرى، وهو ما يُطمئن الشعب ويخلق اختراقا لصالح الثورة عربيا ودوليا.
3 - وبالتالي يعود مفهوم التأمين الدستوري الوطني الجامع، عبر المركز الثوري الموالي لتدين الشعب المعتدل، وإسلاميته الواضحة في كل فصائله، وفي قدرات تحويلها لصالح الشعب، وليس كمجموعات صراع لأرض محروقة.
هذا لا يعني أبداً، إقصاء المجموعات السلفية السورية، المتباينة عن السلفية الجهادية، ولكنه يساعد في دمجها من جديد، لو تبناها الداعمون لها، وشجعوا فكرة انضمامهم للجيش السوري الحر.
4 - لن يتحقق هذا الدمج بسهولة، فالميدان تعرض لبعثرة مجنونة، صنعت انشقاقات وفصائل، وأصبح قرار بعض منها في داعمه الشعبي أو الرسمي الخارجي، وليس في يده.
5 - لكن من الممكن السعي إليه، لتحقيق أكبر قدر ممكن لكتلة التوحد مع الجيش الحر، وعودته لانطلاقة مختلفة كقوة رئيسية حاسمة، وممثلة للشعب السوري، وإذا قوي الجيش الحر، فقد يستطيع أن يقنع العديد من الجماعات بالاندماج فيه، أو التنسيق الكلي مع خططه.
6 - جيش الفتح لا يزال خليطا، وهناك شراكة واضحة من النصرة فيه، وأداؤه الإيجابي الأخير واضح، لكن الإشكالية كيف يفصل الشعب السوري، دلائل الخوف من مشاريع النصرة، وانقلابها الميداني، وبين استثمار أي نزوع للحق لديها وشراكة الشعب في معركته، لا معركة سلفية جهادية أخرى، خلقها تنظيم فتح الشام الجديد كبديل اضطراري.
إن ضمان هذا العبور الصعب مع النصرة، ممكن حين يتحد الموقف الثوري العسكري والسياسي في إعادة تصدير الجيش السوري الحر، ويوقَف التهميش الإعلامي والسياسي له، حينها سيتشجع الآخرون، للخضوع لأقل الإيمان، ويعاون الجيش الحر، لتحقيق قاعدة شرعية كبرى، وهي دفع أكبر الضررين، وهو دفع الصائل، عن رقبة الشعب السوري، بمشروع عسكري ثم سياسي يحفظ سوريا للعرب ولإسلامها، وشعبها للحياة.
بقلم : مهنا الحبيل
المعركة أُطلقت قبل ذلك بساعات، ولكن التفويج الذي أنجزه الثوار، وغرفة العمليات المشتركة لها، كان كافيا بعد توفيق الله، لتحقيق هذا الاختراق النوعي، وسيُطرح هنا سؤال اعتراضي مهم، وهو أن الثوار سبق أن حققوا انتصارات نوعية، لكن تراجعوا بعد ذلك وتمكن التحالف الروسي الإيراني والنظام، من إخراجهم.
وهذا صحيح، لكن حجم الحصار الذي عاشته الثورة السورية مؤخراً، وكل دلائل تصفيتها التي لاتزال خطورته قائمة، وصل إلى مرحلة تقترب من اليأس العسكري، وبالتالي فدروس ملحمة حلب حسب ما أطلق عليها الثوار، مهمة للغاية حتى لو حصل- لا سمح الله- تراجع.
وأهم درس مسألة توحيد الثوار المقلقة، والذي تسبب بحسب دلائل الميدان وتواتر الشهادات، بأكبر أسباب التراجع وتمكين العدو، مع وجود السبب الآخر وهو خذلان أصدقاء الثورة المسلمين عن دعمهم.
ولذلك فإن أهم ما يجب عليه العمل، هو إعادة رمزية وكينونة وحدة الثورة السورية في جسم مركزي وهو الجيش السوري الحر، والتي يشكل عودته، فرصة تاريخية، لنهضة الثورة السورية وقدرتها على تغيير الميدان، وفرض حل سياسي اضطراري على الحلفاء، ولتوضيح ذلك نعرضه في التالي:
1 - نعلم أن فصائل الجيش السوري الحر، متوزعة ولم تضبط هيئة أركانها حتى الآن، وذلك بسبب تهميشه ودعم فصائل سلفية وسلفية جهادية على حسابه، وهو تقاطع جمع بين التطرف وتآمر من صديق وعدو.
2 - إعادة دمج مجموعات الجيش السوري الحر، وإعلان هيئة أركان جديدة له، بعد معالجة ميدانية ممكن جدا، وهو ما يعني أنه يعود كقوة تمثيل أولى، للثورة السورية، يحتضنه كل الشعب، ويعود كضمانة تأمين وطني لكل السوريين عند تسلم المدن والمواقع الكبرى، وهو ما يُطمئن الشعب ويخلق اختراقا لصالح الثورة عربيا ودوليا.
3 - وبالتالي يعود مفهوم التأمين الدستوري الوطني الجامع، عبر المركز الثوري الموالي لتدين الشعب المعتدل، وإسلاميته الواضحة في كل فصائله، وفي قدرات تحويلها لصالح الشعب، وليس كمجموعات صراع لأرض محروقة.
هذا لا يعني أبداً، إقصاء المجموعات السلفية السورية، المتباينة عن السلفية الجهادية، ولكنه يساعد في دمجها من جديد، لو تبناها الداعمون لها، وشجعوا فكرة انضمامهم للجيش السوري الحر.
4 - لن يتحقق هذا الدمج بسهولة، فالميدان تعرض لبعثرة مجنونة، صنعت انشقاقات وفصائل، وأصبح قرار بعض منها في داعمه الشعبي أو الرسمي الخارجي، وليس في يده.
5 - لكن من الممكن السعي إليه، لتحقيق أكبر قدر ممكن لكتلة التوحد مع الجيش الحر، وعودته لانطلاقة مختلفة كقوة رئيسية حاسمة، وممثلة للشعب السوري، وإذا قوي الجيش الحر، فقد يستطيع أن يقنع العديد من الجماعات بالاندماج فيه، أو التنسيق الكلي مع خططه.
6 - جيش الفتح لا يزال خليطا، وهناك شراكة واضحة من النصرة فيه، وأداؤه الإيجابي الأخير واضح، لكن الإشكالية كيف يفصل الشعب السوري، دلائل الخوف من مشاريع النصرة، وانقلابها الميداني، وبين استثمار أي نزوع للحق لديها وشراكة الشعب في معركته، لا معركة سلفية جهادية أخرى، خلقها تنظيم فتح الشام الجديد كبديل اضطراري.
إن ضمان هذا العبور الصعب مع النصرة، ممكن حين يتحد الموقف الثوري العسكري والسياسي في إعادة تصدير الجيش السوري الحر، ويوقَف التهميش الإعلامي والسياسي له، حينها سيتشجع الآخرون، للخضوع لأقل الإيمان، ويعاون الجيش الحر، لتحقيق قاعدة شرعية كبرى، وهي دفع أكبر الضررين، وهو دفع الصائل، عن رقبة الشعب السوري، بمشروع عسكري ثم سياسي يحفظ سوريا للعرب ولإسلامها، وشعبها للحياة.
بقلم : مهنا الحبيل