لا زلنا ندحرج - بلغة أهل الكرة - السطور في الألقاب والتسميات، وزيادة على ما قلناه بالأمس.. نضيف أن العشق العربي للألقاب كبير، والبعض يعتقد أن حاجته للألقاب والتسميات كحاجته للطعام والشراب، عشق الألقاب قاعدة عند البعض، والقلة وغير المهتمين هم الاستثناء.

حب الألقاب يأتي في صلب ثقافة الإنسان العربي، وهناك المعتدل وهناك الطاغي، ولا زالت الألقاب مسيطرة على الذوق العام العربي، ويمكن أن يكون حب الألقاب والتسميات من أهدافها البروز في المجتمع وإشباع بعض جوانب الشخصية، يقول أحد الظرفاء أن الألقاب طيّبة المذاق، ينعم بها الفؤاد، والبعض يهيم بالألقاب إلى درجة الجنون، فالألقاب عند البعض ولع، وبدونها صرع، وفيها الكثير من البدع، والبعض يعتبرها من الوجاهة الاجتماعية والمهنية، ونتهيب في الوطن العربي من اختصار الألقاب اللهم إلا الدكتور (د) والمهندس (م) حتى بعض بطاقات الأعراس لم تسلم من التسميات والألقاب مثل.. يدعوكم الدكتور أو البروفسور (س) أو (ص) لحضور عرس ابنه المهندس... إلخ !! وكأنه يكتب مقدمة لبحث علمي.

وأتساءل ما علاقة العرس باللقب المكتوب في بطاقة دعوة العرس، البعض يقول الغرب يتخفف من الألقاب ونحن نزيد سوقها اشتعالاً، وحدّث ولا حرج في الألقاب في عالم الصحافة والإعلام، حتى أصبحت صنعة لها استراتيجيتها وأهدافها ومراميها للوصول إلى الغايات، فهناك من أطلق عليه (الشيخ) و(مولانا) و(سعادتك) و(معاليك) وأجملت في الشيخ مولانا معالي سعادة الدكتور الهمام قدس الله سره ورفع ذكره والكثير من الألقاب، ومؤخراً سمعت لقباً جميلاً يسيراً في لفظه ومعناه، بسمو الأستاذ الكابتن الفنان الألمعي (أبو سكروب) صديق يعقوب، وسيم حبوب، ما تضره «الطبوب» يمرض ما يموت، على جبينه مكتوب «الشجرة المثمرة» في شكله ومخبره، ريحته معطرة، بالمشموم والكزبرة، إلى هذه الدرجة، فضحكت واستلقيت على قفاي، والله المستعان، وعلى الخير والمحبة نلتقي.