يشهد واقع الأزمة السورية، يوما بعد يوم، المزيد من التعقيدات، وذلك في ظل استمرار النظام في تبني خياره الأوحد منذ بدء الأزمة، وهو خيار الحل العسكري والأمني.
وقد تفاقمت الأوضاع في سوريا على خلفية تدخل روسيا عسكريا منذ عدة أشهر، وما حصار حلب المأساوي ببعيد عن صورة المشهد الراهن، حيث يواجه آلاف المدنيين سياسة التجويع غير الأخلاقية وسط تكثيف طيران النظام والطيران الروسي معا للقصف، مستهدفين المدنيين، رغم المزاعم أن هنالك ممرات آمنة لخروج المحاصرين من سكان المدينة.
إن النظرة إلى المشهد السوري تجدد القلق من مغبة إهمال الحلول الواضحة المنشودة، ففي ظل واقع كهذا يصعب الركون إلى ما يتردد من أن هنالك أملا بالعودة إلى «مفاوضات جنيف»، التي لم تثمر في جولاتها السابقة عن أية حلول واقعية، ولو على الأقل إلزام النظام بوقف الأعمال العدائية لإفساح المجال أمام وصول المساعدات إلى آلاف المدنيين المحتجزين كدروع بشرية، في خطوة إجرامية معهودة لدى للنظام.
لقد شهدنا مرارا عدم التزام النظام بمقررات الشرعية الدولية، وهو ما يؤشر على أن النظام ماض في غيه وتعنته، ضاربا بمناشدات القوى الإقليمية والدولية حول احترام الهدنة عرض الحائط.
لقد بلغت أوضاع حلب المحاصرة حدا لا يمكن السكوت عليه، في وقت جدد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما، الليلة قبل الماضية، انتقاداته الحادة إلى موسكو، معتبرا أنه في حال ثبوت مساندتها للنظام ودعمه في ما يقوم به من انتهاكات، فإنها ستوصم بوقوفها خلف جرائم هذا النظام الوحشي.
إن ناقوس الخطر يقرع الآن بضرورة تحرك إقليمي ودولي عاجل يعيد الأمور إلى نصابها، بما يمكن مدنيي حلب من الخروج الآمن، ومن وصول الإغاثة (غذاء ودواء) إلى آلاف المحاصرين من المدنيين، ووسطهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء.

بقلم : رأي الوطن