+ A
A -

قال المدائني: رأيت بالبادية امرأة لم أر أجمل منها قط!

فقلت: والله هذا فعل صلاح الدنيا والسرور بك!

فقالت: كلا، والله إن لدي أحزانا، وخلفي هموم، وسأخبرك:

كان لي زوج، وكان لي منه ابنان، فذبح أبوهما شاة يوم عيد الأضحى، والولدان يلعبان، فقال الأكبر للأصغر: أتريد أن أريك كيف ذبح أبي الشاة؟

فقال: نعم.

فقام إليه يلاعبه، فإذا به قد ذبحه!

فلما نظر إلى الدم فزع، وهرب نحو الجبل، فأكله الذئب، فخرج أبوه في طلبه فوقع ومات!

فقلت لها: وكيف أنتِ والصبر؟

فقالت: لو دام لي لدمت له، ولكنه كان جرحا فاندمل!

لا تخدعنكم المظاهر، الناس صناديق مغلقة. فلا تحكموا على الصندوق فإن فيه ما لا ترون! والناس كالكتب فيهم ما لا يمكن معرفته بالنظر إلى الغلاف فقط!

خلف الضحكات جروح غائرة يحاول الناس كتمانها عن الناس، فلا ترى إلا ما ترى!

وراء بعض النعم الظاهرة حرمان قاتل يتجرعه صاحبه بمرارة ولا يدري به إلا خالقه!

والسعادة التي تحسبها كاملة أنت لا تدري إن كانت مجرد غلاف لصفحات أنت لا تدري حرفا عما فيها!

الصور في مواقع التواصل ليست إلا ثمرة جوز، إنها القشرة الصلبة فقط، في الداخل أشياء هشة جدا!

هذه الدنيا دار نقص، ولا تكتمل لأحد، ثق أن كل إنسان ينقصه شيء ما، فمر هينا، كل إنسان فيه ما يكفيه!

copy short url   نسخ
15/09/2022
515