فترة الصيف جلها فراغ وقلة عمل وملل وضجر وربما إرهاق نفسي وتعب وأوقات ضائعة للبعض وثرثرة وسفسطة في سوالف لا تودي ولا تجيب! وخير الناس من يستثمر وقته وصيفه ولحظاته بأمور تعود عليه بالفائدة والنفع والمتعة وإلا فهناك حشرات وقتية تحتاج إلى مبيدات خاصة يتضمنها قاموس الفراغ وقلة العمل ومن هذه العلاجات الورش العلاجية أو التعزيزية أو التحفيزية، في فترة الصيف لابد من إعمال العقل للتغلب على وقت الفراغ الكبير، وبعض الندوات أو الورش أو الدورات القصيرة أو المتوسطة في الوزارة أو المؤسسة أو الإدارة أو القسم ربما تنعش العقل والجسم والذاكرة وتغذيهم سواء غذاء فكرياً متعدد الروافد أو ذهنياً يجدد الطاقات الكامنة حتى يسود جو صحي في محيط العمل ويستمر التواصل المعرفي والتفاعل المهني بين الزملاء في بيئة العمل الواحدة، كيف تستثمر فترة الصيف! هذا ما فكرت به بعض الإدارات الراشدة والقائمين عليها وراحت تتألق وتبرق وتفكر في شيء جديد مثير يبيد مضمون قاموس ملل الصيف! وقلة عمل الصيف! وفراغ الصيف! أخيراً لاح من بعض الأخوات الفضليات والإدارات الراشدة فكرة إقامة ورش ثرية مثرية في اللغة العربية لموظفيها من الجنسين ووجهوا الدعوة للراغبين بالمشاركة من أقسام أخرى لحضور مثل هذه الورش غير التقليدية، مثل هذه الورش سواء في اللغة العربية أو التحرير الصحفي أو التعامل مع مهارات الكمبيوتر أحسبها أفكارا سديدة وصائبة في فترة الصيف لاستثمار وقت الشباب والموظفين والموظفات والقضاء على ملل الدوامات في هذه الفترة من العام! إن مثل هذه الورش عادة تتضمن موضوعات جديدة منوعة تضيف إلى محصلة الموظفين الكثير وشذرات من هنا وهناك تنمي مهارات المشاركين، مثل هذه الورش أعتبرها مبادرات متميزة في استثمار وقت الصيف وفراغه فيما يفيد، بدل التفكير في الخروج من العمل أو التحايل على أجهزة البصمة والحضور والانصراف! مثل هذه الورش توعوية وتعليمية وتنشيطية للجادين، أتمنى تطويرها مستقبلاً لأنها تهدف إلى تفجير الطاقات والمواهب الكامنة حتى تتلاشى الشكوى الدائمة من فترة الصيف بأنه شهر الملل وضيق الخلق سواء في البيت أو العمل! أسعدني ما سمعته عن بعض هذه الورش وسعدت بحضور بعضها، وكم أتمنى أن تطبق بعض هذه الورش التعزيزية الممتعة والماتعة في فترات اللاعمل فعلي وفترات العام الهادئة أو الميتة وبدون حساسيات من البعض!! أشكر القائمين على مثل هذه الورش التعزيزية والمبادرين لها على كل فكرة وخطوة ولحظة والشكر للإدارات التي تحتضن مثل هذه الأفكار الخلاقة على مساعيهم الخيرة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم : يعقوب العبيدلي