حوادث مؤسفة ومتكررة تقع للتلاميذ الصغار في باصات ووسائط النقل المدرسية، نعم لا يخلو منها أي مجتمع ونادرة الوقوع، ولكنها مؤلمة جدا، تكاد تتفطر منها القلوب، ولهذا يجب اتخاذ كل الاشتراطات التي تضمن السلامة للتلاميذ خلال الركوب والنزول وأثناء تواجدهم في الحافلات، وهذه مسؤولية وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والمدارس بكل أنواعها، حكومية أو خاصة، والأسرة، ومسؤولية مستخدمي الطريق حتى لو لم يكن لهم أبناء في المدارس، لأن حافلات المدارس تضطر إلى الوقوف المتكرر.
وفى سبيل تحقيق السلامة داخل الحافلات قدم عدد من المواطنين عبر الوطن مجموعة من الإرشادات والإجراءات لضمان السلامة، وأبرزها ضرورة مراقبة سير الحافلات بالكاميرات، والتأكد من خلو الحافلة من التلاميذ عند نقطة النهاية، واحتفاظ الأسر بأرقام هواتف قائدي ومشرفات الحافلات وتدريب السائقين والمشرفات على إجراءات السلامة.
توفير كافة الوسائل الأمنية للأطفال
قال جابر الشاوي: هذه الحوادث الأليمة التي تدمي القلوب تسأل عنها الوزارة والمدرسة والأسرة، وبالطبع قائدو ومشرفات الحافلات، فالمفروض أن كل أسرة تعرف مواعيد عودة أبنائها من المدرسة أو الروضة، فإذا تأخر أكثر من نصف ساعة يجب الاتصال فورا بسائق الحافلة أو مشرفة الحافلة والمدرسة.وأضاف: حرصاً من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على توفير إجراءات السلامة للأطفال عند الركوب والنزول من الحافلات المدرسية يتوجب عليها إقامة دورات تدريبية وورش، يتم خلالها تدريب السائقين على كيفية حماية الأطفال داخل الحافلات المدرسية وخاصة أثناء ركوبهم ونزولهم منها أيضا؛ تجنبا لوقوع مثل هذه الحوادث، ولتحقيق أقصى مستويات الأمان للأطفال، وتوعية السائقين بكيفية التعامل مع الحوادث المختلفة، وتعريف السائقين والمشرفين على كافة الوسائل الأمنية التي يجب أن تتوفر لفئة الأطفال، وتعزيز الوعي بحماية سلامة الطلاب من مخاطر المساحات المحيطة بالحافلة أثناء صعودهم ونزولهم، وتعزيز إجراءات السلامة على متن الحافلات.
دور كبير يقع على عاتق المشرفين
قالت اليازي الكواري: لو أن كل حافلة فيها مشرفة واعية بدورها حريصة على أرواح التلاميذ ما وقعت مثل هذه الحوادث المؤلمة، وهنا التأكد من ضرورة أن يكون في كل حافلة مشرفة أو مشرف، مهمتهما الأولى والأخيرة ضمان سلامة التلاميذ عند صعود التلميذ إليها وعند النزول؛ كي يتأكد من سلامة التلميذ وأن تستلم التلاميذ بعدد وتسلمهم بعدد حتى لا يستغرق طفل في النوم ويتم نسيانه ثم يموت بالاختناق، ونحزن جميعا على إزهاق مثل هذه الأرواح البريئة، مثل هذه الحالات يحاسب عليها السائق ومشرفة الحافلة دون تهاون، وعلى السائق ألا يتحرك إلا إذا تأكد أن أهل التلميذ استلموه خاصة إذا كان في مرحلة الروضة أو الابتدائي.وتابعت: لو أن كل سائق باص أو كل مشرفة ومشرف تفقد مقاعد الحافلة ما وقعت هذه الحوادث المؤلمة، وبالتالي نحن ندعو إلى تطبيق أشد العقوبة على الإهمال.
تدريب السائقين.. ضروري
قالت دلال محمد: أرى أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق مشرفات الحافلات، فعلى كل مشرفة أن تتأكد من جلوس جميع الطلاب أثناء سير الرحلة، وربط أحزمة الأمان في المقاعد، وعدم السماح للطلاب بالجلوس على المقاعد القريبة من الباب إلا إذا كان محكم الإغلاق، والتأكد من خلو الحافلة من الطلاب عند وصولها إلى نقطة النهاية، والتأكد من وجود وليّ أمر كل طالب من طلاب الروضة أو المرحلة الابتدائية؛ لاستلامه عند وصوله إلى البيت.كما يجب على المدارس عدم تشغيل حافلات غير مطابقة للمواصفات، واستبعاد الحافلات القديمة من الخدمة، وعدم تعيين أي سائق ما لم يكن قد تم تدريبه على التصرفات اللازمة وقت وقوع الحوادث، والتأكد من تحميل وإنزال الطلاب من أمام منازلهم، وعدم تحميل طلاب بما يزيد عن عدد المقاعد، وإلحاق السائقين بدورات خاصة بالنقل المدرسي لدى معاهد التدريب المعتمدة من الدولة، وتوفير بيانات كل رحلة وأسماء الطلاب، وتسليمها للسائقين، للتأكد من خلو الحافلة تماماً عند وصولها إلى نقطة النهاية، وتدريب المشرفات والسائقين على إجراءات السلامة وإخلاء الطلاب، كما يجب علينا نحن مستخدمي الطريق عندما نرى حافلة مدرسة في الشارع أن نترك مسافة كافية بيننا وبينها لأن حافلات المدارس تضطر إلى الوقوف المتكرر كثيرا.
ضرورة التزام السائقين بقواعد المرور
قال علي المري إن من أسباب وقوع حوادث مؤسفة للتلاميذ في حافلات المدارس عدم التزام السائقين بقواعد المرور، فكثيرا ما نشاهد سائقي هذه الحافلات وهم يسيرون بسرعة جنونية، وأحيانا يستخدمون حارات ضيقة وطرقا وعرة كلها حفر ومطبات حتى يتفادى الزحام أو يعود إلى بيته في أقرب وقت دون أدنى مراعاة لحقوق الأطفال، وعليه يجب التشديد على السائقين بضرورة الالتزام بالسرعة القانونية واتباع الإرشادات المرورية، وعليهم وعلى مرشدات الحافلات التأكد من مغادرة الطلاب للحافلات تجنباً لنسيان الأطفال في الحافلات مما يعرضهم للموت بالاختناق، ويجب تدريب السائقين على اتباع وسائل السلامة إذا ما نشب حريق في الباص لا قدر الله، والتشديد عليهم لاتباع الخطوات الثلاث عند حدوث حريق في الحافلة، حيث يلزم أولاً إيقافها في مكان آمن، ثم إخلاؤها من الطلاب، والاتصال بالدفاع المدني. وتابع: فإذا ما أخذنا بقواعد المرور ووفرنا اشتراطات الأمن والسلامة لن نسمع بمثل هذه الحوادث مرة أخرى.
مراقبة صعود ونزول الطلاب إلكترونيا
قالت الآنسة أمينة موسى: مثل هذه الحوادث التي تزهق فيها أرواح تلاميذ وأطفال أبرياء بسبب إهمال من قائدي وسائط النقل المدرسي ومن بعض الأسر تدمي القلوب، وحتى نتجنبها يجب إطلاق مبادرة مجتمعية لضمان سلامة التلاميذ، وأنا حقيقة لا أدري إن كانت هذه المبادرة موجودة ويتم إهمالها أو غير موجودة، لكن على كل حال، يجب تأمين السلامة الكاملة للتلاميذ في وسائط النقل المدرسي، ومن خلال التطبيقات الإلكترونية يمكن للأسر والمدارس متابعة الحافلات وتقييم سيرها في الذهاب والعودة إلكترونيا، من خلال مراقبة موقع ومسار الحافلة ونقاط التوقف، والمراقبة المرئية والصوتية الحية وحفظ التسجيلات، ومراقبة عملية صعود ونزول الأطفال من وإلى الحافلة، ووضع جملة من الضوابط والاشتراطات الكفيلة بضمان عملية النقل الآمن لأبنائنا ومن خلال هذه المبادرة على حافلات المدارس سيتمكن كل أب من متابعة الحافلة حتى طريق مسارها، وليس هذا فحسب بل يمكن متابعة الطفل وهو داخل فصول الدراسة أيضا.