+ A
A -
جريدة الوطن

نيويورك - قنا - أكدت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، حرص حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على المشاركة بشكل سنوي في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت سعادتها، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، إن مشاركة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وخطابه في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة دائما ما يحظيان باهتمام كبير من قبل قادة الدول ورؤساء الوفود وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الهامة، لما يحمله الخطاب من رسائل أساسية تعكس واقع التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي.

وتوقعت أن يركز سمو الأمير المفدى، في خطابه، على القضايا المتعلقة بالمنطقة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، فضلا عن العديد من القضايا الدولية والمتعلقة بالمسائل التنموية والانسانية، كما سيكون هناك تركيز كبير على استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 في نوفمبر المقبل، باعتباره حدثا عالميا يحظى باهتمام عالمي كبير.

وتابعت أن خطاب سموه من المتوقع أن يتناول كذلك مستقبل الأمم المتحدة وما يجب أن تقوم به خلال الفترة المقبلة، فضلا عن العديد من القضايا الأخرى مثل مستقبل تعددية الأطراف، والدور المهم لتعزيز المسائل التنموية والإنسانية، وملف النزاع والوساطة والدور الأساسي للوقاية من الحروب والأزمات، لأن المجتمع الدولي بحاجة إلى الوقاية من الأزمات والحروب وإعطاء الوساطة وتسوية النزاعات فرصتها.

وردا على سؤال حول استعدادات دولة قطر لكأس العالم، قالت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، «في ابريل الماضي تقدمت دولة قطر بقرار هام للجمعية العامة يتعلق باستضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم في نوفمبر المقبل، وحظي هذا القرار بدعم كافة الدول الأعضاء وتم اعتماده بتوافق الآراء، وكان ذلك من أهم القرارات التي تم اعتمادها هذا العام حول أجندة الرياضة والتنمية والسلام، وهذه نقطة بداية مهمة تعكس أهمية الرياضة، وتحديدا كرة القدم، في تنفيذ الأجندة التنموية، وهذا ما سيعكسه خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وما سنأخذه بعين الاعتبار في نشاطاتنا المقبلة حتى استضافة بطولة كأس العالم وما بعد الاستضافة».

وأضافت أنه في إطار الاستعدادات لاستضافة البطولة، ستدشن دولة قطر حملة بعنوان «تحقيق الأهداف»، وهي حملة تاريخية مستوحاة من قرار الجمعية العامة رقم 76/‏‏259 الذي يؤكد على قيمة كرة القدم في تعزيز التنمية المستدامة والسلام والتسامح والاندماج والعمل المناخي، حيث سيتضمن التدشين فيلما يعرض في الجانب الشرقي ومبنى الأمانة العامة بمقر الأمم المتحدة، ويتناول أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، كما يحدد الموضوعات ذات الصلة من خلال صور وسرد مقنعين.

ويؤكد الفيلم أن العالم سيجتمع في العشرين من نوفمبر المقبل ليشهد قوة كرة القدم كأداة لتعزيز السلام والتنمية واحترام حقوق الإنسان وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات والشباب والتصدي لتغير المناخ. كما يعلن الفيلم للمجتمع الدولي أنه حان الوقت لتحقيق الأهداف من خلال منح جميع الناس فرصة للازدهار، والقضاء على الفقر المدقع والجوع وتحسين التغذية وتعزيز نمط حياة أكثر صحة، وتوفير التعليم للجميع وتمكين الأفراد من خلال العمل اللائق والابتكار والبنية التحتية والحد من التمييز.

وأشارت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني إلى أن الفيلم المقرر عرضه في شرفة صالة الوفود الشمالية بمقر الأمم المتحدة، سيشاهده سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وشخصيات رفيعة المستوى تمثل منتخبات البلدان المتأهلة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.

وفيما يتعلق بقمة تحويل التعليم التي دعا الأمين العام للأمم المتحدة لعقدها وتسبق افتتاح الجمعية العامة بيوم واحد، أكدت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في حوارها مع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، أن هناك اهتماما واسعا من قبل القيادة الرشيدة بدعم وتوفير التعليم للجميع في جميع أنحاء العالم. ونوهت في هذا الصدد بالدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى للمشاركة كقائد للتعليم في العالم، وهي دعوة من بين 5 دعوات فقط تم توجيهها إلى 5 دول حول العالم.

وأضافت سعادتها أن قمة تحويل التعليم ستناقش تأثير جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) على التعليم، حيث واجهت دول العالم صعوبات في مواصلة مسيرة التعليم في المدارس، واعتمدت الكثير من الدول على استخدام التكنولوجيا، مشيرة إلى أن دولة قطر كانت من الدول الرائدة في استخدام التكنولوجيا لمواصلة حصول الطلاب على التعليم وانتظام العملية التعلمية وعدم إرباك الأجندة الدراسية في ذلك الوقت، لذا قمة تحويل التعليم ستركز على مجالات عدة، منها أهمية توظيف التكنولوجيا لضمان التعليم على جميع المستويات في حال تعرض العالم لأوبئة مستقبلية.

ونوهت إلى أن القمة ستركز كذلك على مسألة تمويل التعليم، حيث يمر العالم بأزمات اقتصادية كبيرة أدت إلى تأثر التعليم نتيجة نقص التمويل. وأكدت أن دولة قطر سيكون لها مشاركة رفيعة، باعتبارها من الدول الرائدة في الاهتمام بتوفير التعليم للجميع واستخدام التكنولوجيا وتوظيف التمويل المناسب سواء داخل قطر أو خارجها، حيث تدعم قطر التعليم في جميع دول العالم ولها تواجد سواء عبر المساعدات الثنائية أو بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وأوضحت أن الأمين العام للأمم المتحدة كان دعا لعقد ثلاث قمم رئيسية كجزء من الأجندة العالمية المشتركة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، حيث تعقد القمة الأولى وهي قمة تحويل التعليم قبل افتتاح الجمعية العامة، أما القمة الثانية فهي مستقبل الأمم المتحدة وتعقد في سبتمبر 2023، بينما تعقد القمة الاجتماعية في 2025، حيث تأتي القمم الثلاث في إطار متابعة تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة 2030.

وحول مساهمات دولة قطر في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية، قالت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، إن «دولة قطر لديها مساهمات عديدة، وهناك توجيهات من سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية للوفد الدائم بضرورة وجود مبادرات وأدوار هامة تنعكس على أعمالنا في الجمعية العامة وفي اللجان الست الرئيسية».

وأضافت: في العامين الأخيرين، تقدمنا بقرارات هامة تتعلق باليوم الدولي لحماية التعليم من الأزمات، ومن خلال قرار قدمته دولة قطر تم اعتماد التاسع من سبتمبر من كل عام يوما دوليا لحماية التعليم من الأزمات، كما تقدمنا بقرار دولي هام يتعلق باعتماد يوم دولي للمرأة القاضية، وهذا جزء من المبادرات التي تعكس الدبلوماسية النشطة لدولة قطر.. وفي الفترة المقبلة سنتقدم بقرار يتعلق بالرياضة والسلم والتنمية تحضيرا لاستضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم.

وبشأن إصلاح منظومة الأمم المتحدة، قالت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في حوارها مع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، إن «ملف إصلاح الأمم المتحدة من الملفات الأساسية التي يتم مناقشتها في إطار الجمعية العامة.. فالمنظومة الأممية اليوم بحاجة إلى نظرة جديدة ودم جديد، خاصة في ظل الأزمات الدولية المعقدة.. اليوم هناك عدم احترام وعدم ثقة للتعددية ودور تعددية الأطراف في حل المشاكل العالمية.. هناك أيضا أزمة في احترام القانون الدولي في العالم اليوم، ما يؤكد الحاجة لإصلاح المنظومة سواء ما يتعلق بدور مجلس الأمن أو تعزيز دور الجمعية العامة، وكذلك تعزيز دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز دور مجلس حقوق الإنسان».

وتابعت أنه فيما يتعلق بإصلاح مجلس الأمن حظيت دولة قطر بدور مهم خلال العامين الماضيين، مشيرة إلى أنه تم تكليفها من قبل رؤساء الجمعية العامة في الدورتين السابقتين بمهمة تولي تيسير المفاوضات الحكومية حول إصلاح مجلس الأمن، وقامت بهذا الدور بالشراكة مع سفراء كل من بولندا والدنمارك، الأمر الذي يعكس ثقة المجتمع الدولي في الدور الذي تلعبه دولة قطر خاصة في ملف إصلاح المنظومة الأممية.

وردا على سؤال حول نظرة الأمم المتحدة لدولة قطر كوسيط نزيه في الصراعات الدولية، قالت سعادتها إن دولة قطر برزت في مجال الوساطة على مدى سنوات، وأصبحت معروفة بأنها الوسيط النزيه والناجح، مشيرة إلى أن كل ملفات الوساطة وتسوية النزاعات التي تولتها قطر تعد من الملفات الصعبة.

وضربت سعادتها مثالا على نجاح الدبلوماسية القطرية في جهود الوساطة بالملف الأفغاني، حيث كانت قطر الحاضن لمحادثات السلام الأفغانية ولا زالت تلعب دورا هاما في هذا الملف، مشيرة كذلك إلى استضافة قطر مؤخرا محادثات السلام المعنية بالأطراف التشادية، مشيرة إلى أن هذا الملف من الملفات الصعبة في القارة الافريقية.

ولفتت إلى أنه في أي إطار يتعلق بالوساطة وتسوية النزاعات يشار دائما إلى دولة قطر، لأنها توفر الأرضية والموضوعية والحياد المطلوب لإنجاح أي مسار، وهو ما حظي بإشادة الأمم المتحدة، حيث أثنى الأمين العام للمنظمة الدولية في أكثر من مناسبة على دور حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وعلى جهود دولة قطر في هذا المجال، كما أشاد مجلس الأمن هو الآخر في أكثر من مناسبة بدور دولة قطر في جهود الوساطة سواء في أفغانستان أو في غيرها من الملفات الأخرى.

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قالت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة إن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قام بدور مهم في العديد من اللقاءات مع نظرائه في إيران والولايات المتحدة وفي العديد من الدول الأوروبية لطرح قضايا عدة بما فيها المسائل المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني، مضيفة: «دائما يكون هناك سعي لإشراك دولة قطر لما تتمتع به من حكمة وقدرة على التواصل وإيصال الرسائل الإيجابية وتحقيق نتائج إيجابية في نهاية الأمر».

copy short url   نسخ
18/09/2022
130