+ A
A -
- «القلبُ الجَبَانُ مَصيدةُ الشيطان، وأنتَ يا إنسان يا من أَكْرَمَهُ مولاه بضمير لا ينام تَعْرِفُ حَقَّ المعرفةِ ما تَكونُ الأمانةُ وما يَكونُ الإخلاصُ، الإخلاص في زمن الرصاص وما أدراك ما القلب الرصاصة».
- «الخيانة لا عمر لها ولا زمن ولا مكان.. وإليك عنوانها: إنه القلب الجبان.. القلب الجبان الذي بِحُرُوفِ الْمَكْرِ والْغَدْرِ يَرْسُمُ لَوْحَتَها».
- «في زمنك عزيزي تَوَقَّعْ كُلَّ بَلاءٍ ومُصيبةٍ مِنْ شخصٍ تَنْقُصُهُ المُروءةُ ويَسْكُنُ بين ضُلوعه القلبُ الجَبَانُ..».
بلهفة الأنفاس التي تُسابِقُ الزمنَ أَعُود لِنَعْبُرَ جسورَ نص «خيانة» الذي يضرب لنا موعدا مع الخيانة في زمن الخيانات بامتياز، كيف لا، والقِيَمُ تتداعى أسوارُها، والتلاعبُ بمشاعر الناس عُنْوان لوجودك ووجودي معا؟!
هل أُحَدِّثُكَ عن الخيانة بالشكل الذي يُرْضِيني؟!
هل أُحَدِّثُك عن الخيانة بالشكل الذي لم تتوقَّعْه إذا لم تكن قد خَبَرْتَ الخيانةَ بالقدر الذي خَبَرْتُه؟!
هل أُحَدِّثُك عن مكر الماكر ولؤم اللئيم؟!
هل أُحَدِّثُك عَمَّنْ يُسَمِّي نفْسَه ذكيا وما حَاجَتك إلى ذكائه السلبي؟
هل وهل وهل..؟ وقائمة الأسئلة تَطول!
اختلفت الأسباب والْمُسَوِّغاتُ، والنتيجةُ الصادمة واحدة عزيزي.
وَقَفْنَا في الجزء الأول من المقال الذي يُقارِبُ أَبْعادَ الخيانة وتجلياتها وإسقاطاتها عند عدد من الأسئلة التي يَسْتَدْرِجُك إليها نَصُّ القصة. هي أسئلة تحمل بين طياتها أجوبَتها في الغالب، أسئلة تُشْرِعُ نوافذَ التأمل في وجهك وتُدَغْدِغُ جوارحَك علَّك تَبْني جِدارا مِنْ لِماذا وكَيْفَ ومَتى ومَنْ، وما إلى ذلك مِنْ مداخل السؤال.
هو جدار لا شك في أنه سَيُسْعِفُكَ لِتَتَّكِئَ عليه مُخَفِّفاً عن نفسك من غلواء التِّيه في دَوَّامَة البحث الْمُسْتَمِيتِ عن الأمان الضائع. الأمانُ ذاك رَحَلَ مع رحيل الزمنِ وأهلِه الطَّيِّبين الذين لم يَكُنِ الواحدُ منهم يَجْرُؤُ يوما على الإيقاع بأخيه أو بِنَفْسٍ يخشى حِسابَ مولاه عليها.
الْمُروءَةُ بَيْتُ القصيد. وفي زمنك عزيزي تَوَقَّعْ كُلَّ بَلاءٍ ومُصيبَةٍ مِنْ شخصٍ تَنْقُصُه الْمُروءَةُ ويَسْكُنُ بين ضُلوعِه القَلْبُ الجَبانُ.
القلبُ الجبان مصيدةُ الشيطان، وأنتَ يا إنسان، يا من أَكْرَمَه مولاه بضميرٍ لا ينام، تَعْرِفُ حَقَّ المعرفة ما تَكونُ الأمانةُ وما يَكون الإخلاصُ، الإخلاص في زمن الرصاص وما أدراك ما القلب الرَّصَاصة (لمن شاء العودةَ إلى مقالي السابق «القلب الرصاصة» أُحِيلُه على «الوطن»، العدد 7487)!
قلنا عن قصة «خيانة» إن هناك ثلاث شخصيات فيها تستحوذ على تيمة النص (THEME). ولنا أن نحددَ هذه الشخصيات حسب ترتيبها قي سياق النص القصير الْمُقْتَطَف من القصة:
أولا: الذَّكَر الأول المخدوع.
ثانيا: الأنثى الخائنة.
ثالثا: الذَّكَر الثاني الشريك في جريمة الخيانة.
سؤالنا هنا: إذا كان الذَّكَر الثاني قد استدرج الأنثى إلى مستنقع الخيانة، فهل الداعي يُفَسَّرُ بانزلاق الثنائي (الذكر الأول وأنثاه) إلى هاويةِ علاقةِ تَنافُرٍ تجعل الائتلافَ بينهما مستعصيا؟!
كالعادة تعرفون أن الجواب لا يُعتدُّ به، لماذا؟ من جهة لأن السؤال يَخْتزن في رَحِمِه مكوناتِ الإجابة، ومن جهة أخرى لأن الإشكال أكبر من أن يُختزَلَ في مُسَوِّغٍ بحجم التنافر.
استنادا إلى محمول الدال اللغوي الذي وقفنا عنده السبت الماضي من باب الاستشهاد يمكننا قراءة الواقعة في ضوء موقفين (لا ثالث لهما) يعكسان ويعمقان الرؤية السردية للكاتب(ة):
موقف المواجَهة: مواجهة الأنثى لذكرها في صورة فرار بالروح بعيدا عن غابة الجسد المحترقة وقد أكلتْها نارُ الخيانة (مواجهة الأنثى لذَكرها الغائب عن موقع الجريمة المتمثلة في الخيانة).
موقف التَّوارِي: تواري العجوز عن الأنظار بعد نيل مبتغاه من أنثى لم تَصُنْ عهدَ الارتباط بِذَكَرِها الأول ولم تحفظْه في غيابه. ذاك هو العجوز الذي تربطه بالذَّكَر الأول علاقةُ جِوارٍ في السكن أو الإقامة أو ما إلى ذلك.
الآن بعد أن سَلَّطْنا بعضَ الضوء على شيء مما جرى وكان، لِنَتَعَرَّفْ إلى التفاصيل أكثر فأكثر:
«دَلَفَتْ وهي تتصبَّبُ خَجَلا من فعلتها، زَمَّتْ شفتيها وكلُّ ما فيها كان ينطق بالخطيئة ويطلب الصفحَ والغفران» (الساردة سعاد درير).
لا يختلف اثنان في أن هذا الشاهد السردي يزودنا بما يكفي من معلومات تُمثل في ذات الوقت أصابعَ اتهام تُشير إلى ما يلي:
الجريمة: خطيئة بحجم الخيانة.
أثر الجريمة: خَجَل، لكن مهلا، فهو ليس بخجل بريء، إنه خَجَل مَرَدُّه إلى الفعل المقزِّز الذي أقدمَتْ عليه الأنثى التي تتواطأُ مع الجار العجوز ضد الذَّكَر الأول الذي كان من الْمُنتظَر أن تَرفعَ هي من معنوياته في ظل قَهْر الزمن له.
هل هذا كل ما يُسْتَشَفُّ من الشاهد السردي؟
طبعا لا، لماذا؟ لأن هناك أكثر من إشارة تُعْلِنُ استيقاظَ الضمير النائم، لكن متى؟ بعد أن حَلَّ الخرابُ بحُلول الخيانة التي أفسدتْ كُلَّ شيء.
لا حاجة لك بضمير ينام فينسى نفْسَه التي يفعل صاحبُها بها ما يفعله بها، أم هل يكون الندمُ معادلا لباقة الورد التي يَقطع بها حامِلُها خطوة على طريق الصُّلْحِ؟
خُذْ ورودك في يدك، لا مجال للصفح عنك يا هذا بعد أن أَتَتْ نارُ خيانتك على الأخضر والأخضر.
أيعقل أن يغفر لك عاقل زَلَّةَ جَسَدٍ مِقْدارُها خيانة؟!
قُلْ ما شئتَ، فَسَقْفُ صَفْحِي أَبْعَد عنك من نجوم السماء يا أنتَ.
هل تقف الساردة عند هذا الحد من لملمة تفاصيل تصوير اللحظة الْمُرَّة، لحظة عودة الخائنة إلى عُشِّها البارد بعد رحيل الدِّفء الذي طار مع الوفاء؟!
تُجيبُ الساردةُ:
«ظَلَّتْ تنتفِضُ وهي تتطَلَّعُ إليه» (الساردة سعاد درير).
في رأيك، ما الذي يَدفع الأنثى الملعونة هذه إلى الانتفاض بعد أن ذَبَحَتْ ذَكَرَها بخنجر الخيانة؟!
من المؤكد أن هذا السؤال له محل من الإعراب.
لكن الأهم من ذلك كله هو السؤالُ الموالي:
هل من الحكمة أن تنتفض هذه الأنثى إذا كان اقترافُها للخيانة قد تَمَّ بدمٍ بارد؟!
بعبارة أخرى: أَيَشْفَعُ لها انتفاضُها في تبرئتها من تهمة سبق الإصرار على ارتكاب فعل يجرمه القانون السماوي والقانون الوضعي؟!
فهل كان الذَّكَر الأول في مستوى الإنجاز الذي حققتْه أُنْثاه؟!
قبل أن نمضي في رصد رَدَّةِ فعل الذَّكر الأول، لِنُعايِنْ أولا حالتَه (الذَّكَر الأول) قبل زمن الفعل أو زمن الجريمة:
«منذ يوم كامل وهو يتلوى تحت وطأة الألم. مازالت الرصاصةُ تعيث فسادا في ساقه، وما زال الألم يَعْتَصِرُه ويسافر في دمه» (الساردة سعاد درير).
أول شيء يسترعي انتباهنا هو تمادي الأنثى الجاحدة الناكرة للجميل في القسوة على ذكرها (الذكر الأول). ألا يكفيها أنه قضى 24 ساعة في جحيم الوجع الذي يُدَرِّبُك على رقصة الثعبان ملء الأنين والصرخة المقطوعة الأنفاس التي تُذيبُ بوصلةَ إحساسك (قلبك) متى صعقك مشهدُ موجوعٍ؟!
فلِمَ كل هذه الأجواء التراجيدية الأكثر سوادا من ليل دامس، ليل لائل؟!
ما ذلك سوى لطغيان رصاصة عَرَفَتْ طريقَها إلى ساق الذكر (الذكر الأول).
رصاصة؟!
أتكون رصاصةَ ثأرٍ هذه؟ ومَنْ ذا الذي يجرؤ على الثأر من كائن يوحي ما أَلْصَقَتْه به الساردةُ من صفات بأنه موغل في المسالَمة، ولِمَ؟!
إذا كان الزمنُ قد أَرَّخَ قسْوتَه حَفْراً في ساق الذكر (الذكر الأول) بقَلَم الرصاصة، فهل هذا ما جعل أنثاه تتطَلَّعُ إليه؟!
وهل مَرَدُّ هذا التطلُّع إلى الشفقة؟!
وهل من الطبيعي أن تُزْهِرَ الشفقةُ في أرض قاحلةٍ آهلَةٍ بأشباح الخيانة؟!
الخيانة لا عمر لها ولا زمن ولا مكان. وإليك عنوانها: إنه القلب الجبان. القلب الجبان الذي بِحُروف المكر والغدر يَرْسم لوحتَها.
فهل كانت الأنثى الخائنةُ راضيةً عما تسبَّبَتْ فيه من خرابٍ يضاعِفُ الغبنَ الذي خَلَّفَتْه الرصاصةُ وقد سَكَنَتْ جسدَ الذكر (الذكر الأول)؟!
يقينا ليس هذا ما أفصحَتْ عنه مواقفُ الأنثى، لماذا؟ تُجيبُ الساردةُ:
«كانت تقفز من شدة الارتعاش والخوف من أن يفتحَ عينيه ويقرأ في عينيها آياتِ الخيانة» (الساردة سعاد درير).
هذا يعني أن هذه الأنثى كانت مُتَسَتِّرَةً على ما بَدَرَ منها من أفعال مُعْتَلَّةٍ ناقصةٍ.
والخوف والارتعاش هنا عند الأنثى إنما كان رغبةً منها في ستر الموقف. لكن السؤال: لماذا؟ هل هو استجابة لتبكيت الضمير؟!
طبعا لا، لأن ما كانت تخشاه الأنثى المتمردةُ لم يكن بشيء آخر غير الفضيحة.
ولهذا كانت الأنثى حريصة مند عودتها إلى العُشّ البارد من الدفء والوفاء على عدم افتضاح أمرها.
أَقُلْنا «منذ عودتها»؟!
هذا معناه أن الجريمةَ تلك لم تَحدثْ في عُشّ الذكر (الذكر الأول)، بالتالي فإن هذا يعزز دلالات تشجيع الأنثى للجار العجوز على التمادي في إلحاحاته التي لم تنجح الأنثى في مقاومتها.
والدليل؟!
تجيب الكلمة الأولى التي افتتحت بها الساردةُ قصتَها:
«دَلَفَتْ» (الساردة سعاد درير). ومعنى هذا أن الجريمةَ تَمَّتْ في الخارج حيث لا قُدْرة للذكر الأول على التحرُّك لتأكيد التهمة العالقة بأنثاه؟
فهل وقوعُ الجريمة بعيدا عن الذَّكر الأول كافٍ لنجاح الأنثى في سَتْرِ أمرها؟!
طبعا لا مرة أخرى، لأن «كُلّ ما فيها (الأنثى) كان ينطق بالخطيئة» (الساردة)، وكانت ترتعش خوفا من «أن يفتحَ عينيه ويقرأ في عينيها آيات الخيانة» (الساردة).
لاحِظوا جيدا هنا وَقْعَ عبارة «أن يفتحَ عينيه»؟!
أإلى هذا الحَدّ أدخلَ الألَمُ الذَّكرَ (الذَّكر الأول) في إغفاءةٍ طويلة تُعادِلُ الغيبوبةَ؟!
أإلى هذا الحَدّ فَقَدَ الذَّكرُ الأول السيطرةَ على نفسه، ومِنْ ثَمَّ فَقَدَ السيطرةَ على أُنْثاه الضائعة في بحر الاشتهاءات والانقياد لسُلطة النَّفْس الأَمَّارة بالسوء؟!
إذا كان هذا حال الذكر الأول الآن بعد أن استبَدَّ به المرضُ، فكيف كان سابقا؟
«كان الأقوى على الإطلاق في الفصيلة، وكان الكُلُّ يحسبُ له حسابا» (الساردة).
دوام الحال من المحال. وبالتالي وَجَدْنا الذَّكرَ الأول يتجرَّعُ مرارةَ الضعف وقِلَّةِ الحيلة بعد أن كان أقواهم وسيد أقرانه في الفصيلة.
فَلِمَ لَمْ تَرْحَم الأنثى ضعفَه؟ أم أنها يَمَّمَتْ وجهَها إلى جيرانه بحثا عَمَّنْ يُذَكِّرُها بزمن القوة المبتور من خريطة الوقت عند ذَكَرها القابع كسير الروح يتقلَّبُ على جمر رصاصتين: الإصابة في الساق ثم الخيانة؟!
كَمْ هو مُعَذَّب هذا الذَّكَر الْمُسْتَضْعَف بعد أن كَسَرَهُ الزمنُ وكسرَتْهُ أُنْثاه!
فهل كانت الأنثى تتوقع ثورتَه بعد هزيمتها المشهودة أمام نفْسِها الأمَّارة بالسوء؟!
وهل امتدت مسافة الارتعاش والانتفاض عند الأنثى خوف أن يَقْطَعَ الذَّكَر الْمُعَلَّق خطوةً إلى الحقيقة الرابضة في عُنُقِ علاقةٍ مُزَيَّفَةٍ تجمعُ الذَّكَر المهزومَ مع أُنْثاه التي كَادَتْ له كَيْداً؟!
باختصار، ما كانت رَدَّةُ فِعل الذَّكر المخدوع؟
لن تصدقوا! لقد حصل الذَّكَر المخدوع على إعفاء من عُنْف الصدمة المفتَرَضة، لماذا؟ لأن القَدَرَ كان رحيما به فجعله في منجى ومنأى عَمَّا كان من الصعب مجردُ تَصَوُّرِه وتخيلِه:
«لم يكنْ على قيد الحياة أصلا لِيَشْتَمَّ في أنثاه رائحةَ الخيانة أو تلتقطَ عيناه لونَ الخيانة» (الساردة سعاد درير).
يا لرحمة القَدَر الذي كان حليما كُلَّ الحِلم مع الذَّكَر المخدوع!
مسكين هو ذاك الذَّكر المخدوع الذي وَسَمَتْهُ الساردةُ بِنُبْلٍ قَلَّ نظيره:
«هل كان من الضروري أن يُثْبِتَ للغزالة شهامتَه فيتلقى عنها طلقةَ الصياد الذي طالما ضايَقَهُم بسيارته البوجو (PEUGEOT) وأفسَدَ على الغابة وحشتَها؟!» (الساردة سعاد درير).
هذا ما قلناه: لقد قاده نُبْلُه إلى حتفه. وهنا فقط تُحْصِي الساردةُ أسبابَ إطلاق الرصاصة التي استوطَنَتْ ساقَه. هي رُجولة نادرة دَفَعَ المسكينُ (الذَّكر الأول) ثمنَها الباهظ: حياتَه.
للخيانة رائحة نتنة تزكم أنفَ الروح التوَّاقة إلى معانَقة الوفاء.
لكن مهلا، فالشخصياتُ التي جَسَّدَتْ تلاشي قيمة الوفاء شخصيات من الطراز الرفيع، هي شخصيات خارقة. ولذلك تَصَوَّرُوا مَنْ يَكونُ الذكر المقتول بسيف الخيانة البتار الذي لم تَفْهَمْ أُنْثاه أن ما جنى عليه ليس الرصاصة وإنما جنت عليه رائحة الخيانة التي اشْتَمَّها في أُنْثاه وعيناه مغمضتان كأنما الْتَمَسَ هو الرحمةَ من مولاه حتى لا ترمق عيناه عينيها اللتين قادتاها إلى سِواه:
«لكن الشامبانزي (CHAMPANZY) المسكين لم يُحَرِّكْ ساكنا» (الساردة سعاد درير).
يا للمهزلة! أَكُلّ ما جرى وكان وطيد الصلة بعالَم الحيوان؟!
«اللعنة على الصياد والقِرْدة!» (الساردة سعاد درير).
هكذا تختم الساردةُ قصتَها وقد حرصت على أن تأخذَنا إلى عالَم سوريالي يليق بتجسيد قِيَم انهارَتْ أو كادَتْ، عالَم سوريالي يوحي بتمزق شخصيات رهينة التشظي، شخصيات رغم النفحة الساخرة التي أضفَتْها الساردةُ عليها (بحكم انتشالها من مَجَرَّةٍ قريبة من فضاء ابن الْمُقَفَّع) فإنها تُؤَسْطِرُ لحظةَ وجودٍ متمردة على السكوت على حال الزمن والمكان والإنسان..
وللخيانة أبواب..
HTTP://DOCT3.3ABBER.COM
»يوم الثلاثاء فُوجِئْتُ برسالة تقدير على بريدي الإلكتروني غير مُتَوَقَّعَة مِن كاتب أَحْتَرِمُه وأَحْتَرِمُ قلمَه وأُقَدِّرُه، له مني تحية اعتزاز وإخوة ووفاء، كان وقعُ رسالته عليّ وقعَ من يؤازر ويؤاسي دون نِية أو مقصدية، ففي اليوم نفسه وصلتني رسالة أخرى (على الواتس) مِنْ معرفةٍ (نَكِرَةٍ) راهنْتُ عليها فإذا بها تدسُّ لي السّمَّ وتُحَوِّلُ روحي المنكسرة إلى حقل ألغام.. جارحة وقاسية ومذاقُها مُرّ الخيانةُ!».

بقلم : سعاد درير
copy short url   نسخ
13/08/2016
2184