1
شُكراً فِرعون، منكَ تعلمتُ أنّ قدر الله نافذٌ لا محالة، ذبحتَ آلاف الأطفال كي لا يأتي موسى، وعندما جاء ربيته في بيتكَ!
2
شُكراً فِرعون، منكَ تعلمتُ أنّ القلوب بيد الله لا بيد النّاس، فعندما حرمتَ موسى من قلب أمّه رقق الله عليه قلبَ زوجتكَ! أردتَ أن تحرمه أمّه فأعطاه الله فوق أمه أماً أخرى!
3
شُكراً فرعون، منكَ تعلمتُ أنّه ليس بإمكان أحدٍ أن يُفسد أحداً، ففي القصر الذي كنت تقولُ فيه: «أنا ربكم الأعلى» كانت آسيا في الغرفة المجاورة تقول: سبحان ربي الأعلى!
4
شُكراً فرعون، منكَ تعلمتُ أنّ البيوت أسرار، وأنّ بإمكان امرأةٍ وزوجها أن يعيشا تحت سقف واحدٍ ويكونا غريبين، فالذي يجمع بين الزّوجين ذات القلب لا ذات السقف!
5
شُكراً فِرعون، منكَ تعلمتُ أنّ جيشاً بحاله يعجز عن رد مؤمن عن إيمانه، فلا السحرة أرهبهم جيشك، ولا الماشطة أخافها زيتك!
6
شُكراً فِرعون، منكَ تعلمتُ أنّ الدم لا يصير ماءً، وأن أختاً صغيرة أعادت أخاها إلى أمه حين قالت «هل أدلّكم»؟! وأنّ أخاً كان نبيلاً إلى الحد الذي لم يتحرج فيه أن يعترف أن أخاه أفصحُ منه لساناً!
7
شُكراً فِرعون، منكَ تعلمتُ أنّ العبيد يصنعون جلاديهم بأيديهم! وأنّه لم يكن بإمكانك أن تمتطيَ ظهور قومك لولا أنهم أناخوا وأركبوك!
8
شُكراً فِرعون، منكَ تعلمتُ أنّ الله إذا أراد أن ينصر عبداً نصره بعصا لم تكن صالحة من قبل إلا ليتكئ عليها، ويهش بها على غنمه، وأنّه إذا أراد أن يهزم عبداً هزمه وهو في عقر جيشه!
9
شُكراً فِرعون، منكَ تعلمتُ أنّ كلّ ما في الأرض أسباب تجري على النّاس ولا تجري على الله! وأنّ النهر الذي من المفترض أن يُغرق الأطفال صار ساعي بريد وحمل إليك طرداً فيه طفل كنت تبحثُ عنه! وأنّ البحر الذي لا يُعبر إلا بالسفن عبره القوم مشياً على الأقدام بعد أن صار طريقاً يبساً!
10
شُكراً فِرعون، منكَ تعلمتُ أنّ كلّ ما في الأرض جند من جنود الله، وأنّه سبحانه هو من يختار سلاح المعركة، وأنّكَ حين جئتَ بجيشكَ كان قادراً على أن يأتي لكَ بجيشٍ مثله، ولكنك أهون على الله من هذا، فقتلكَ بالماء الذي جعل منه كلّ شيء حيّ!
بقلم : أدهم شرقاوي