فتحت حقيبة قديمة ملقاة فوق خزانة غرفة نومي في عمان لأجد مجموعة كبيرة من الرسائل بيني وبين زملاء صحفيين وصحفيات وأدباء وأديبات وشعراء وشاعرات، تصلح لأن تكون كتابا في أدب الرسائل، ووجدت رسائل متبادلة بين الشاعرين الفلسطينيين الكبيرين المرحومين محمود درويش وسميح القاسم وأخرى بين غسان كنفاني وغادة السمان وهذه الأخيرة وجدت ناشرا يبحث عن مادة مقروءة وباتت حديث الناس.
إحدى الرسائل التي وردتني من صديق في بلد عربي يقول.. سجل يا صديقي الحكومة مع الكل وضد الكل والشعب يصدق ما تقوله الحكومة القوية:
قالت الحكومة.. هذا شيوعي ملحد.. وبات في نظر أبناء قريته والقرى المجاورة ملحدا.
وقالت الحكومة.. هذا تحريري.. متآمر، وباتت المدن والقرى المجاورة تصفه بالمتآمر.
وقالت الحكومة.. هذا بعثي.. منشق، وبات في نظر الجمع نساء ورجالا رجلا منشقا.
وقالت الحكومة هذا إخواني.. طامع، وهذا متأسلم متخلف وهذا.. وهذا.. إلى أنه لم يبق في القرية الصغيرة بريء سوى المخبر وزوجته وأولاده وكل من لف لفه. وبات يوصف شعبيا بالخائن رغم تمجيد الحكومة له
قررت الحكومة قتل الشيوعي فاشترت قناصا بعثيا، وأرادت أن تقتل البعثي فاشترت قناصا شيوعيا وهكذا.. ووقعت الفتنة.. الإخواني الطامع بالانقضاض على السلطة أغرقته الحكومة في المحاشي والمناسف واتهمته أنه أصبح أبو كرش وهمه الأكبر البلع.
هذه الرسائل لا تجد رواجا كما رسائل الحب بين ابن زيدون والولادة بنت المستكفي التي قدمت للأدب العربي روائع من روائع الحب العذري والشوق المتأجج وبين غسان كنفاني وبنت السمان لما فيها من شوق ووجد ومعان كبيرة أن يعشق أديب متزوج وله ولدان زميلته الأديبة ومن أجلها وبها كتب قصة حياته الجديدة ومع روعة الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم إلا أنها لم تجد ذاك الجذب الذي وجدته رسائل الغرام بين العشاق.
السؤال، مع اختفاء ساعي البريد واعتماد وسائل التواصل الحديثة لتبادل الرسائل هل سيختفي أدب الرسائل ام ان الأدباء والشعراء والعشاق ذوي المستوى الراقي لا زالوا يعتمدون على ساعي البريد والريشة والختم الخاص لتوثيق رسائلهم حتى لا تضيع مع غرق هاتف في شبر ماء أو سكتة دماغية للعقل الذكي
ومع رسائل المشاهير عبر ساعي البريد لنا وقفات بإذن الله.
بقلم : سمير البرغوثي
إحدى الرسائل التي وردتني من صديق في بلد عربي يقول.. سجل يا صديقي الحكومة مع الكل وضد الكل والشعب يصدق ما تقوله الحكومة القوية:
قالت الحكومة.. هذا شيوعي ملحد.. وبات في نظر أبناء قريته والقرى المجاورة ملحدا.
وقالت الحكومة.. هذا تحريري.. متآمر، وباتت المدن والقرى المجاورة تصفه بالمتآمر.
وقالت الحكومة.. هذا بعثي.. منشق، وبات في نظر الجمع نساء ورجالا رجلا منشقا.
وقالت الحكومة هذا إخواني.. طامع، وهذا متأسلم متخلف وهذا.. وهذا.. إلى أنه لم يبق في القرية الصغيرة بريء سوى المخبر وزوجته وأولاده وكل من لف لفه. وبات يوصف شعبيا بالخائن رغم تمجيد الحكومة له
قررت الحكومة قتل الشيوعي فاشترت قناصا بعثيا، وأرادت أن تقتل البعثي فاشترت قناصا شيوعيا وهكذا.. ووقعت الفتنة.. الإخواني الطامع بالانقضاض على السلطة أغرقته الحكومة في المحاشي والمناسف واتهمته أنه أصبح أبو كرش وهمه الأكبر البلع.
هذه الرسائل لا تجد رواجا كما رسائل الحب بين ابن زيدون والولادة بنت المستكفي التي قدمت للأدب العربي روائع من روائع الحب العذري والشوق المتأجج وبين غسان كنفاني وبنت السمان لما فيها من شوق ووجد ومعان كبيرة أن يعشق أديب متزوج وله ولدان زميلته الأديبة ومن أجلها وبها كتب قصة حياته الجديدة ومع روعة الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم إلا أنها لم تجد ذاك الجذب الذي وجدته رسائل الغرام بين العشاق.
السؤال، مع اختفاء ساعي البريد واعتماد وسائل التواصل الحديثة لتبادل الرسائل هل سيختفي أدب الرسائل ام ان الأدباء والشعراء والعشاق ذوي المستوى الراقي لا زالوا يعتمدون على ساعي البريد والريشة والختم الخاص لتوثيق رسائلهم حتى لا تضيع مع غرق هاتف في شبر ماء أو سكتة دماغية للعقل الذكي
ومع رسائل المشاهير عبر ساعي البريد لنا وقفات بإذن الله.
بقلم : سمير البرغوثي