40 عاماً في الغرف المظلمة خلف قضبان حديدية لم تنجح في طحن معنويات وإرادة المعتقل الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، نائل البرغوثي، ليظل يحلم بالتحرر وإنجاب طفل يحمل اسمه.
ودخل المعتقل البرغوثي (62 عاماً)، الأحد 17 نوفمبر 2019، عامه الأربعين في سجون الاحتلال، ليكون صاحب أطول فترة اعتقال يقضيها فلسطيني في سجون إسرائيل.
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن البرغوثي قضى 34 عاماً داخل السجون بشكل متواصل، حيث أطلق سراحه عام 2011، في إطار صفقة تبادل الأسرى بين حركة «حماس» والحكومة الإسرائيلية.
وفي 2014، أعادت إسرائيل اعتقال البرغوثي إلى جانب العشرات من محرري الصفقة بالضفة الغربية التي أفرجت بموجبها «حماس» عن الجندي جلعاد شاليت، الذي احتجزته في عملية نفذتها قرب حدود غزة عام 2006.
وقالت أمان نافع زوجة البرغوثي: «تمنى نائل سابقاً أن نلتقي فخرج من السجن واجتمعنا وتزوجنا لكن الاحتلال عاد ليفرق بيننا. الأمل متجدد وثقتنا بالله أكبر من كل شيء، فنحن أصحاب حق».
وكانت أمان تشارك في وقفة تضامنية مع زوجها وسط مدينة رام الله، الأحد الماضي، بمناسبة مرور 40 عاماً على اعتقاله.
وأضافت أن «الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يقتل الإنسانية فينا باعتقاله لزوجي 40 عاماً، لكنه لن يتمكن من ذلك».
وعن أمنية زوجها، قالت أمان: «نائل يحلم بأن يكون له ولد، وبإذن الله سيخرج ونزوجه من امرأة أخرى لنرى أولاده، وندعو الله أن يكون هذا قريباً».
ولفتت السيدة التي زارت زوجها في السجن قبل أسبوعين إلى أن «نائل يتحلى بمعنويات عالية جداً، يقرأ بنهم في كل المجالات، ويمارس الرياضة، ويقف سنداً لكل أسير معه، ويرفع معنوياتهم ويجدد أملهم بالحرية رغم كل شيء».
وتنقل زوجته عمن عاشوا مع زوجها في المعتقل وصفهم لنائل بأنه «قاموس» وموسوعة لكل ما يجري في العالم، في إشارة لثقافته الواسعة، ومطالعته المستمرة للكتب.
ورغم هذا الأمل، تقول أمان: «في أكثر من مرة، قال لي نائل ربما يأتي يوم وأكون من شهداء الحركة الأسيرة»، مضيفةً: «يريد نائل بهذا الحديث أن يهيئني لكل الاحتمالات، فهناك معتقلون كثر استشهدوا بعد أن أمضوا سنوات طويلة في الأسر، وربما يكون هو منهم».
وتابعت أمان: «لحظات كثيرة صعبة في هذه الحياة مرّت على نائل داخل سجنه، أصعبها كان وفاة والديه، إضافة لاستشهاد ابن شقيقه صالح البرغوثي عام 2018، واعتقال إسرائيل لعاصم شقيق الشهيد صالح، ووالدهما عمر، وزوجته سهير البرغوثي، إضافة لهدم سلطات الاحتلال لمنزلين للعائلة».
واعتقل البرغوثي، المولود في قرية «كوبر» قضاء رام الله في وسط الضفة الغربية المحتلة، للمرة الأولى عام 1978م، وكان يبلغ حينها (19 عاماً)، وحُكم عليه بالسجن المؤبد إضافة إلى 18 عاماً.
ورفضت إسرائيل الإفراج عنه رغم إطلاق العديد من المعتقلين في إطار المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وتنفيذ صفقات تبادل للأسرى مع الفصائل الفلسطينية.
وبعد 12 يوماً على اعتقاله، اعتقل الجيش الإسرائيلي شقيق نائل الأكبر عمر وابن عمه فخري، وحوكم ثلاثتهم بتهمة قتل ضابط إسرائيلي شمال رام الله، وحرق مصنع زيوت إسرائيلي، وتفجير مقهى في القدس.
وعام 2009 دخل البرغوثي موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية كأقدم أسير سياسي بالعالم يمضي أطول فترة اعتقال عرفها التاريخ في السجون الإسرائيلية.
وفي 18 أكتوبر عام 2011، وضمن صفقة التبادل التي عرفت باسم «وفاء الأحرار» بين حركة «حماس» وإسرائيل، أفرج عن نائل البرغوثي، وتزوج من المعتقلة المحررة أمان نافع.
لكن ما لبثت سلطات الاحتلال أن استهدفته مجدداً بالاعتقال في 18 يونيو عام 2014، حيث أعادت إسرائيل اعتقاله إلى جانب العشرات من المحررين بالصفقة، وأصدرت بحقه حكماً مدته 30 شهراً.
وبعد قضائه مدة حكمه الأخير، أعيد له حُكمه السابق وهو المؤبد و18 عاماً، إلى جانب العشرات من محرري الصفقة الذين أُعيدوا إلى أحكامهم السابقة وغالبيتهم يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد.
وخلال سنوات اعتقاله، فقدَ البرغوثي والديه، وتوالت أجيال، ومرت العديد من الأحداث التاريخية على الساحة الفلسطينية.
وفاة أحد أفراد العائلة هي من أقسى اللحظات التي تمر على المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهو ما عاشه نائل عند وفاة والديه.
وتوفي والده في أكتوبر 2004، ووالدته في الشهر ذاته من عام 2005، دون أن يتمكن من وداعهما وإلقاء النظرة الأخيرة عليهما. وكانت والدة نائل دائمة الحديث عنه، وتتمنى أن تعيش لتضمه حراً، وتزفه إلى عروسه.
كما كان للأحداث التي تعاقبت على عائلته الأثر الكبير على البرغوثي، خاصة عندما استشهد ابن أخيه صالح برصاص الجيش الإسرائيلي العام الماضي، وهدم الاحتلال منزلين للعائلة، واعتقل شقيقه عمر وزوجته وابنه.
وخلال سنوات اعتقاله، كتب البرغوثي العديد من الرسائل للشعب الفلسطيني وأرسلها عبر محاميه وأفراد عائلته. وأبرز رسائله كانت تلك التي كتبها في ذكرى ميلاده الـ 62 بتاريخ 23 أكتوبر الماضي، التي نشر نادي الأسير الفلسطيني نصها في بيان أصدره الأحد الماضي، بالتزامن مع دخول البرغوثي عامه الـ 40 داخل السجن.
وقال المعتقل الفلسطيني في رسالته: «يوم ميلادي يذكرني بميلاد كل ثورة تطالب بالحرية، وأشعر كأني أولد من جديد». وأضاف أن «الأحداث المؤلمة التي تعصف بنا يجب أن تُعزز من وحدة نضال شعبنا في درب التحرير، وليس في درب المشاريع المؤقتة».
وفي رسالة أخرى وجهها البرغوثي عبر محامي نادي الأسير بالذكرى الرابعة لإعادة اعتقاله، قال إن «محاولات الاحتلال لقتل إنسانيتنا لن تزيدنا إلا إنسانية».
وتابع: «تعزيز الوحدة الوطنية واجب وطني وقومي يجب أن نحققه حتى نتمكن من السير نحو درب التحرر».
ودعا البرغوثي إلى ضرورة رفع منسوب الوعي الوطني لمواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف بمصير الشعب الفلسطيني، وشدد على ضرورة أن تكون قضية محرري صفقة «وفاء الأحرار» المفتاح لإتمام أي صفقة تبادل لتحرير الأسرى.
وتعتقل إسرائيل في سجونها 5700 فلسطيني، بينهم 230 طفلاً و48 امرأة و500 معتقل إداري، و1800 مريض بينهم 700 بحاجة لتدخل طبي عاجل، بحسب بيانات رسمية فلسطينية.
ودخل المعتقل البرغوثي (62 عاماً)، الأحد 17 نوفمبر 2019، عامه الأربعين في سجون الاحتلال، ليكون صاحب أطول فترة اعتقال يقضيها فلسطيني في سجون إسرائيل.
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن البرغوثي قضى 34 عاماً داخل السجون بشكل متواصل، حيث أطلق سراحه عام 2011، في إطار صفقة تبادل الأسرى بين حركة «حماس» والحكومة الإسرائيلية.
وفي 2014، أعادت إسرائيل اعتقال البرغوثي إلى جانب العشرات من محرري الصفقة بالضفة الغربية التي أفرجت بموجبها «حماس» عن الجندي جلعاد شاليت، الذي احتجزته في عملية نفذتها قرب حدود غزة عام 2006.
وقالت أمان نافع زوجة البرغوثي: «تمنى نائل سابقاً أن نلتقي فخرج من السجن واجتمعنا وتزوجنا لكن الاحتلال عاد ليفرق بيننا. الأمل متجدد وثقتنا بالله أكبر من كل شيء، فنحن أصحاب حق».
وكانت أمان تشارك في وقفة تضامنية مع زوجها وسط مدينة رام الله، الأحد الماضي، بمناسبة مرور 40 عاماً على اعتقاله.
وأضافت أن «الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يقتل الإنسانية فينا باعتقاله لزوجي 40 عاماً، لكنه لن يتمكن من ذلك».
وعن أمنية زوجها، قالت أمان: «نائل يحلم بأن يكون له ولد، وبإذن الله سيخرج ونزوجه من امرأة أخرى لنرى أولاده، وندعو الله أن يكون هذا قريباً».
ولفتت السيدة التي زارت زوجها في السجن قبل أسبوعين إلى أن «نائل يتحلى بمعنويات عالية جداً، يقرأ بنهم في كل المجالات، ويمارس الرياضة، ويقف سنداً لكل أسير معه، ويرفع معنوياتهم ويجدد أملهم بالحرية رغم كل شيء».
وتنقل زوجته عمن عاشوا مع زوجها في المعتقل وصفهم لنائل بأنه «قاموس» وموسوعة لكل ما يجري في العالم، في إشارة لثقافته الواسعة، ومطالعته المستمرة للكتب.
ورغم هذا الأمل، تقول أمان: «في أكثر من مرة، قال لي نائل ربما يأتي يوم وأكون من شهداء الحركة الأسيرة»، مضيفةً: «يريد نائل بهذا الحديث أن يهيئني لكل الاحتمالات، فهناك معتقلون كثر استشهدوا بعد أن أمضوا سنوات طويلة في الأسر، وربما يكون هو منهم».
وتابعت أمان: «لحظات كثيرة صعبة في هذه الحياة مرّت على نائل داخل سجنه، أصعبها كان وفاة والديه، إضافة لاستشهاد ابن شقيقه صالح البرغوثي عام 2018، واعتقال إسرائيل لعاصم شقيق الشهيد صالح، ووالدهما عمر، وزوجته سهير البرغوثي، إضافة لهدم سلطات الاحتلال لمنزلين للعائلة».
واعتقل البرغوثي، المولود في قرية «كوبر» قضاء رام الله في وسط الضفة الغربية المحتلة، للمرة الأولى عام 1978م، وكان يبلغ حينها (19 عاماً)، وحُكم عليه بالسجن المؤبد إضافة إلى 18 عاماً.
ورفضت إسرائيل الإفراج عنه رغم إطلاق العديد من المعتقلين في إطار المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وتنفيذ صفقات تبادل للأسرى مع الفصائل الفلسطينية.
وبعد 12 يوماً على اعتقاله، اعتقل الجيش الإسرائيلي شقيق نائل الأكبر عمر وابن عمه فخري، وحوكم ثلاثتهم بتهمة قتل ضابط إسرائيلي شمال رام الله، وحرق مصنع زيوت إسرائيلي، وتفجير مقهى في القدس.
وعام 2009 دخل البرغوثي موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية كأقدم أسير سياسي بالعالم يمضي أطول فترة اعتقال عرفها التاريخ في السجون الإسرائيلية.
وفي 18 أكتوبر عام 2011، وضمن صفقة التبادل التي عرفت باسم «وفاء الأحرار» بين حركة «حماس» وإسرائيل، أفرج عن نائل البرغوثي، وتزوج من المعتقلة المحررة أمان نافع.
لكن ما لبثت سلطات الاحتلال أن استهدفته مجدداً بالاعتقال في 18 يونيو عام 2014، حيث أعادت إسرائيل اعتقاله إلى جانب العشرات من المحررين بالصفقة، وأصدرت بحقه حكماً مدته 30 شهراً.
وبعد قضائه مدة حكمه الأخير، أعيد له حُكمه السابق وهو المؤبد و18 عاماً، إلى جانب العشرات من محرري الصفقة الذين أُعيدوا إلى أحكامهم السابقة وغالبيتهم يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد.
وخلال سنوات اعتقاله، فقدَ البرغوثي والديه، وتوالت أجيال، ومرت العديد من الأحداث التاريخية على الساحة الفلسطينية.
وفاة أحد أفراد العائلة هي من أقسى اللحظات التي تمر على المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهو ما عاشه نائل عند وفاة والديه.
وتوفي والده في أكتوبر 2004، ووالدته في الشهر ذاته من عام 2005، دون أن يتمكن من وداعهما وإلقاء النظرة الأخيرة عليهما. وكانت والدة نائل دائمة الحديث عنه، وتتمنى أن تعيش لتضمه حراً، وتزفه إلى عروسه.
كما كان للأحداث التي تعاقبت على عائلته الأثر الكبير على البرغوثي، خاصة عندما استشهد ابن أخيه صالح برصاص الجيش الإسرائيلي العام الماضي، وهدم الاحتلال منزلين للعائلة، واعتقل شقيقه عمر وزوجته وابنه.
وخلال سنوات اعتقاله، كتب البرغوثي العديد من الرسائل للشعب الفلسطيني وأرسلها عبر محاميه وأفراد عائلته. وأبرز رسائله كانت تلك التي كتبها في ذكرى ميلاده الـ 62 بتاريخ 23 أكتوبر الماضي، التي نشر نادي الأسير الفلسطيني نصها في بيان أصدره الأحد الماضي، بالتزامن مع دخول البرغوثي عامه الـ 40 داخل السجن.
وقال المعتقل الفلسطيني في رسالته: «يوم ميلادي يذكرني بميلاد كل ثورة تطالب بالحرية، وأشعر كأني أولد من جديد». وأضاف أن «الأحداث المؤلمة التي تعصف بنا يجب أن تُعزز من وحدة نضال شعبنا في درب التحرير، وليس في درب المشاريع المؤقتة».
وفي رسالة أخرى وجهها البرغوثي عبر محامي نادي الأسير بالذكرى الرابعة لإعادة اعتقاله، قال إن «محاولات الاحتلال لقتل إنسانيتنا لن تزيدنا إلا إنسانية».
وتابع: «تعزيز الوحدة الوطنية واجب وطني وقومي يجب أن نحققه حتى نتمكن من السير نحو درب التحرر».
ودعا البرغوثي إلى ضرورة رفع منسوب الوعي الوطني لمواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف بمصير الشعب الفلسطيني، وشدد على ضرورة أن تكون قضية محرري صفقة «وفاء الأحرار» المفتاح لإتمام أي صفقة تبادل لتحرير الأسرى.
وتعتقل إسرائيل في سجونها 5700 فلسطيني، بينهم 230 طفلاً و48 امرأة و500 معتقل إداري، و1800 مريض بينهم 700 بحاجة لتدخل طبي عاجل، بحسب بيانات رسمية فلسطينية.