هي ظاهرة ليست جديدة لكنها أصبحت ثابتة وأكيدة، جل الناس اليوم حريصون على شراء المنازل أو الشقق لهم في الخارج سواء في الدول العربية أو غير العربية، أعرف أصدقاء تملكوا في مصر في تركيا في لبنان في المغرب في دول أوروبا فلل أو شقق غاية في الروعة وبمبالغ معقولة ورسوم سنوية كخدمات بسيطة وتسهيلات سريعة، وهناك أخوة أعزاء بصدد الشراء إلى حين تتوفر السيولة والفلوس، أعرف أن العديد من الناس ضد هذه الظاهرة، وينادون بالاستثمار داخل الديرة لأن الداخل أفضل من الخارج، كلام جميل لكن في الداخل العقارات نار الشراء والبناء مهلك! الأسعار في الداخل مرتفعة! والفلل أسعارها محلقة وعقارات اللؤلؤة أو الوسيل على سبيل المثال أسعارها فوق السحاب! شققها بالملايين ورسومها وخدماتها الشهرية والسنوية حولت الملاك إلى مجانين! رسوم كهرباء وماء وخدمات وقطر كول وكأنك يا بوزيد ما غزيت ولا تملكت! بناء بيت العمر يقصم عمرك! يكلفك تعب عمرك كله! بناء ملحق يكلفك الكثير وبناء بيت يكلفك الكثير الكثير! البناء في الداخل يحتاج ميزانيات ضخمة والشراء أموال خرافية! وبيت على مزاجك ببركة سباحة وحديقة ومكيفات مركزية دك وأسانسير لفت يكلفك مبالغ أسطورية! كل هذه المنغصات مجتمعة دفعت جل الناس إلى الشراء في الخارج للتملك في تلك الديار الباردة والغنّاء بين الخضرة والماء والوجه الحسن، جل ربعنا وأصدقائنا وإخواننا تملكوا في تركيا بلد الحب والجمال والسحر والبهاء وضاحية بليك دوزو أكثر المناطق حداثة ورقي ضاحية مذهلة لعشاق الحياة الراقية، كما تملكوا في بورصة وطرابزون ومرمريز إلخ لأن الأسعار هناك مناسبة أما شراء الأرض الفضاء الجرداء عندنا يفوق سعرها ما ندّخره من أموال ونقترضه من ديون ثقال! هناك في تلك الدول يأتون إليك بالمساحات الخضراء المزروعة بكل نعم الله من فاكهة وأبا وعنباً وقضبا وزيتوناً ونخلا وحدائق غلبا، هناك المنزل بطابقين، والمنزل بطابق يضم قاعات للضيوف وفيه من الماشية والطير والأنعام وكل شيء أو مزارع كما تحب ومزارع منتجة وبمبالغ بسيطة قد لا تعادل رسوم خدمات شقق اللؤلؤة السنوية! فهل بعد هذا نعجب من ظاهرة الشراء للمساكن في الخارج! إنها صفقات وبأسعار مناسبة علينا استثمارها متى ما سنحت الفرصة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي