+ A
A -
بقدر ما سيسجل التاريخ، بحروف مضيئة، بطولات أهل حلب، وكافة المدن السورية، بمواجهة غطرسة جرائم النظام السوري وحلفائه، ستسجل أيضا في صفحات سوداء، وبحروف مظلمة، تلك الجرائم المروعة التي ترتكب بحق أبناء حلب، وذلك التواطؤ الدولي، وإن بالصمت، حيال هذه الجرائم التي يرتكبها النظام، ذلك الذي لا يتورع عن إطلاق السموم ضد سكان المدينة الصامدة. إن ما يحدث في حلب لا ترتضيه الأخلاق الإنسانية ولا المبادئ والقوانين الدولية.
منذ بداية العام الجاري، قصف النظام وحلفاؤه، 25 مستشفى وعيادة في حلب، وحسب لجنة الأمم المتحدة المستقلة للتحقيق في سوريا، التي أوردت المعلومة في بيان لها، فإن هدف الهجمات هو إحكام الحصار على المدينة، وتطبيق استراتيجية «الاستسلام أو التجويع»، للسيطرة عليها، فإن الوضع الأمني للمدنيين في المنطقة وبينهم 100 ألف طفل، مثير للقلق البالغ. يحدث ذلك، بينما العالم لا يحرك ساكنا تجاه هذه الجرائم، التي وصلت إلى حد استخدام أسلحة حارقة لـ18 مرة على الأقل خلال الأسابيع الستة الماضية، ضد المدنيين أبناء حلب، حسب ما وثقته منظمة هيومن رايتس ووتش.
قائمة الجرائم ضد الإنسانية، التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه، تستعصي على الحصر، فضلا عن كونها تستعصي على أن يستوعبها بشر، لدرجة أن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قال إنها تشهد أكثر حروب المدن إيلاما في العصر الحديث. ورغم كل ذلك مازال ما يسمى بالمجتمع الدولي عاجزا أو متواطئا.
copy short url   نسخ
17/08/2016
689