+ A
A -
أولاً: بطاقة تعريفيّة
كتاب «48 قانوناً للسلطة» صدر في العام 1998 للكاتب الأميركي روبرت غرين، يقع في 635 صفحة، وترجمه إلى العربية هشام الحناوي.
ثانياً: عن الكتاب:
بعد أن قرأتُ كتاب «الأمير» لمكافيللي قلتُ في نفسي: يستحيل أن أعثر على كتابٍ يضاهيه في اللا أخلاق التي يدعو إليها، ولكن روبرت غرين جعل المستحيل ممكناً!
تفوَّق روبرت غرين على ميكافيللي في تدني مستوى الأخلاق في كتابه، والسبب أن ميكافيللي كتب الأمير للساسة، والسياسة والأخلاق في طلاق دائم! فالأمير يشبه ما عرفناه في تراثنا القديم بالأدب السلطاني حيث كانت الكتب تُؤلف للسلطان خصيصاً، أما كتاب روبرت غرين للناس، لي ولك، وهنا فداحة الخطب!
يبدأ روبرت غرين في كتابه بعرض قوانينه ال 48 دفعة واحدة دون أن يتناولها بالبحث والتحليل والتعليق، ثم ينتقل بعد هذا لشرح قوانينه، قانوناً تلو آخر بطريقة شيقة ومدهشة وهذا الذي يشفع للكتاب، ففيه مادة ثقافية ضخمة ليس من الحكمة الزهد بها!
فبعد أن يذكر القانون يأتي لك بقصة من التاريخ كان بطلها أخلاقياً، وتصرف بما يناقض هذا القانون، ويريك المآل السيئ الذي آل إليه بطل القصة، ثم يضرب لك قصة أخرى كان بطلها لا أخلاقياً والتزم بالقانون، ويريك النجاح الباهر الذي حققه، ثم بعد ذلك يضرب لك قصة ثالثة يريك من خلالها كيف يمكن لهذا القانون أن يكون مرناً، بحيث يمكن تعديله بحسب الواقع، فليس من الضرورة الالتزام بحذافيره لتنجح، مع التأكيد أن الالتزام بالقانون حرفياً أسلم، ثم يختم هذا كله بمقولة لكاتب أو مفكر أوفيلسوف مرتبطة بالقانون الذي سرد لك قصصه.
وكي لا يكون الكلام نظرياً نأخذ القانون الثاني من الكتاب الذي يقول فيه:
»لا تثق كثيراً في أصدقائك وتعلم كيف تستفيد من أعدائك»
يحكي أولاً قصة الإمبراطور مايكل الذي وثق ثقة عمياء في صديقه باسيليوس الذي كان مخلصاً أول الأمر ثم انقلب على الإمبراطور وقتله وتولى الحكم مكانه.
ثم يحكي بعد ذلك قصة الإمبراطور الصيني صانج، الذي لم يكن يثق بالمقربين واحتال لعزلهم وتجريدهم من مناصبهم، ثم شكّل حاشية جديدة لا تربطه بهم إلا الأعمال، بعيداً عن العواطف والصداقة.
ولمرونة القاعدة يضرب قصة الاحتلال الياباني للصين ويشرح كيف استطاع ماوتسي تونغ أن يكون مرناً ويستفيد من أعدائه في القضاء على خصومه دون أن يثق بالأصدقاء.
ويختم هذا القانون بقول لبالتسار جراتسيان يقول فيه: الحكيم يستفيد من أعدائه أكثر مما يستفيد الأحمق من أصدقائه!
خلاصة القول: أنصح بقراءة هذا الكتاب، ولكن تذكر قبل قراءته هذه الكلمات:
إذا آمنت بكل ما في هذا الكتاب تكون شيطاناً خالصاً، ولكن اقرأه دون أن تتخلى عن ملائكيتك، من المهم أن تعرف الملائكة كيف تفكر الشياطين، والحكمة ضالة المؤمن، أينما وجدها فهو أولى الناس بها، وكما قال عمر: من لا يعرف الجاهلية لا يعرف الإسلام.
بقلم : أدهم شرقاوي
كتاب «48 قانوناً للسلطة» صدر في العام 1998 للكاتب الأميركي روبرت غرين، يقع في 635 صفحة، وترجمه إلى العربية هشام الحناوي.
ثانياً: عن الكتاب:
بعد أن قرأتُ كتاب «الأمير» لمكافيللي قلتُ في نفسي: يستحيل أن أعثر على كتابٍ يضاهيه في اللا أخلاق التي يدعو إليها، ولكن روبرت غرين جعل المستحيل ممكناً!
تفوَّق روبرت غرين على ميكافيللي في تدني مستوى الأخلاق في كتابه، والسبب أن ميكافيللي كتب الأمير للساسة، والسياسة والأخلاق في طلاق دائم! فالأمير يشبه ما عرفناه في تراثنا القديم بالأدب السلطاني حيث كانت الكتب تُؤلف للسلطان خصيصاً، أما كتاب روبرت غرين للناس، لي ولك، وهنا فداحة الخطب!
يبدأ روبرت غرين في كتابه بعرض قوانينه ال 48 دفعة واحدة دون أن يتناولها بالبحث والتحليل والتعليق، ثم ينتقل بعد هذا لشرح قوانينه، قانوناً تلو آخر بطريقة شيقة ومدهشة وهذا الذي يشفع للكتاب، ففيه مادة ثقافية ضخمة ليس من الحكمة الزهد بها!
فبعد أن يذكر القانون يأتي لك بقصة من التاريخ كان بطلها أخلاقياً، وتصرف بما يناقض هذا القانون، ويريك المآل السيئ الذي آل إليه بطل القصة، ثم يضرب لك قصة أخرى كان بطلها لا أخلاقياً والتزم بالقانون، ويريك النجاح الباهر الذي حققه، ثم بعد ذلك يضرب لك قصة ثالثة يريك من خلالها كيف يمكن لهذا القانون أن يكون مرناً، بحيث يمكن تعديله بحسب الواقع، فليس من الضرورة الالتزام بحذافيره لتنجح، مع التأكيد أن الالتزام بالقانون حرفياً أسلم، ثم يختم هذا كله بمقولة لكاتب أو مفكر أوفيلسوف مرتبطة بالقانون الذي سرد لك قصصه.
وكي لا يكون الكلام نظرياً نأخذ القانون الثاني من الكتاب الذي يقول فيه:
»لا تثق كثيراً في أصدقائك وتعلم كيف تستفيد من أعدائك»
يحكي أولاً قصة الإمبراطور مايكل الذي وثق ثقة عمياء في صديقه باسيليوس الذي كان مخلصاً أول الأمر ثم انقلب على الإمبراطور وقتله وتولى الحكم مكانه.
ثم يحكي بعد ذلك قصة الإمبراطور الصيني صانج، الذي لم يكن يثق بالمقربين واحتال لعزلهم وتجريدهم من مناصبهم، ثم شكّل حاشية جديدة لا تربطه بهم إلا الأعمال، بعيداً عن العواطف والصداقة.
ولمرونة القاعدة يضرب قصة الاحتلال الياباني للصين ويشرح كيف استطاع ماوتسي تونغ أن يكون مرناً ويستفيد من أعدائه في القضاء على خصومه دون أن يثق بالأصدقاء.
ويختم هذا القانون بقول لبالتسار جراتسيان يقول فيه: الحكيم يستفيد من أعدائه أكثر مما يستفيد الأحمق من أصدقائه!
خلاصة القول: أنصح بقراءة هذا الكتاب، ولكن تذكر قبل قراءته هذه الكلمات:
إذا آمنت بكل ما في هذا الكتاب تكون شيطاناً خالصاً، ولكن اقرأه دون أن تتخلى عن ملائكيتك، من المهم أن تعرف الملائكة كيف تفكر الشياطين، والحكمة ضالة المؤمن، أينما وجدها فهو أولى الناس بها، وكما قال عمر: من لا يعرف الجاهلية لا يعرف الإسلام.
بقلم : أدهم شرقاوي