الدوحة- قنا- عام بعد عام والمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي من إنجاز إلى إنجاز، تسعى دائما إلى الفعالية والتنوع في منظمات المجتمع المدني، للترقي إلى قمة العمل الاجتماعي، لتواجه التحديات والصعوبات في كافة مجالات الحياة.
وقد أطلقت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، هذه المؤسسة الرائدة في العام 2013، كمؤسسة خاصة ذات نفع عام، بهدف تنمية منظمات المجتمع المدني التي تعمل تحت مظلتها وتعزيز قدراتها والنهوض بها وتطوير وتفعيل دورها في المجتمع، ووضع الاستراتيجيات والسياسات والبرامج التي تساهم في الارتقاء بتلك المنظمات بما يمكنها من تحقيق الأهداف التي أنشأت من أجلها؛ رغبةً في الاسهام في تحقيق التنمية البشرية والاجتماعية في الدولة، وإيماناً بضرورة إنشاء مجتمع يتمتع بالثقة في النفس والقيم والسلوك الإيجابي.
وتنضوي تحت مظلة المؤسسة، عدد من منظمات المجتمع المدني والمتمثلة في مركز الإنماء الاجتماعي (نماء)، ومركز (الشفلح) للأشخاص ذوي الإعاقة، ومركز الاستشارات العائلية (وفاق)، ومركز رعاية الأيتام (دريمة)، ومركز تمكين ورعاية كبار السن (إحسان)، ومركز الحماية والتأهيل الاجتماعي (أمان)، ومبادرة بست باديز قطر.
وساهمت المؤسسة والمراكز التي تعمل تحت مظلتها، ومن خلال ممثليها في فرق العمل القطاعية الثمانية، بإعداد الاستراتيجيات القطاعية الثمانية المكونة لاستراتيجية التنمية الوطنية الثانية 2018-2022 كما ساهمت في تقارير الرصد والمتابعة أثناء السنة الأولى للاستراتيجية، وستواصل المؤسسة ومراكزها من المشاركة في تنفيذ ومتابعة وتقييم خطة تلك الاستراتيجية.
كما أشرفت المؤسسة، على وضع خطط البرامج والمشاريع في المراكز التي تعمل تحت مظلتها، والتي تحتوي على ما يقارب 35 مشروعا مؤسسا وتنموياً يغطي مختلف مجالات عمل المراكز، ويسعى إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية ويخدم الفئات المستهدفة من عمل المراكز وشرائح المجتمع ويتناول قضايا بالغة الأهمية في مجالات الإعاقة والتوجيه الأسري، ومكافحة العنف وتمكين ورعاية كبار السن والأيتام.
أما في مجال التخطيط والتطوير الاستراتيجي فتم وضع الخطط والبرامج اللازمة لتطوير عمل المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي والمراكز المنضوية تحت مظلتها واعتماد بيت الخبرة لاستراتيجية المؤسسة والمراكز.
وتم تنظيم 12 من ورش عمل لبناء قدرات المراكز على مختلف الأصعدة، وقامت المؤسسة أيضا بمتابعة تقرير التقدم المحرز بالتنسيق مع وزارة التخطيط التنموي والإحصاء فضلا عن متابعة وضع خطط مشاريع المؤسسة والمراكز.
وفي إطار بناء القدرات وتدريب وتأهيل الكوادر القطرية وتطوير الأداء الإداري والمالي للمراكز، تم إنشاء مركز الخبرة، حيث إن عمل المؤسسة مع المراكز يستوجب توفير المعلومات والأنظمة والمعايير التي تساعد هذه المراكز في تنفيذ برامجها ومشاريعها وتحقيق أهدافها بطريقة فاعلة ومبتكرة.
كما يعتبر مركز الخبرة وسيلة من الوسائل الفاعلة لتحسين وتطوير القدرات الذاتية للمؤسسة والمراكز عبر استراتيجية متجانسة للإدارة واستعمال الموارد بالطرق الصحيحة، بالإضافة إلى الرجوع للمعايير والممارسات والموارد بطريقة تمكن من تنفيذ البرامج والمشاريع بكفاءة وفاعلية.
وفي مجال ثقافة العمل المؤسسي، عملت المؤسسة على صقل هويتها لتعكس مهمتها كمنصة لتمكين منظمات العمل الاجتماعي، وإطلاق حملة وطنية لتوعية الفئات المستهدفة بعمل المراكز، وإبراز الرابط والعلاقة بين المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي والمراكز المنضوية تحت مظلتها، مما جعل المراكز تشهد تحولا إيجابيا في معايير عملها وأصبح لديها مقياس مرجعي للحفاظ عليه.
ولم تنس المؤسسة العمل على تقوية وترسيخ علاقات التآخي القائمة على الثقة والتآزر بين جميع المراكز من خلال فعالية الملتقى السنوي التي تعقد سنويا بشهر مارس، بعد الربط بين هذه المراكز عن طريق المهام المتناسبة مع قدراتها مما أحدث تحسنا كبيرا في التعاون والتجاوب بين جميع المراكز.
أما من ناحية العلاقات الدولية، فعملت المؤسسة على الاشراف على دورة متخصصة بإعداد التقارير الخاصة بحقوق الإنسان لتمكين موظفي المؤسسة والمراكز تم عقدها في الدوحة وجنيف، كما قامت بالإعداد للمشاركة في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي بوفد يضم المؤسسة والمراكز في نيويورك.
كما شاركت المؤسسة في اجتماعات اللجنة الفرعية المعنية بالهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة (المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة) وتقديم عرض عن التقرير الطوعي الأول لدولة قطر.
وفي مجال تفعيل الشراكة والتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية وغير الحكومية من منطلق تحديد الاحتياجات الفعلية للمؤسسة والمراكز، وبمراعاة الأولويات فيما يتعلق بأوجه التعاون المشتركة، قامت المؤسسة بإبرام عشر مذكرات تفاهم وبروتوكولات التعاون المشتركة بين كل من المؤسسة والمراكز العاملة تحت مظلتها مع الجهات الخارجية ذات العلاقة.