+ A
A -
واقع مأساوي يلف المشهد السوري منذ سنوات عديدة وتتلاحق فيه الصور التي تجسد تفاقم الأزمة، عبر تداعياتها المختلفة، خصوصا على الصعيد الإنساني.
إن المتابعة لتطورات الأوضاع بسوريا تفرض إيلاء المزيد من الاهتمام، إقليميا ودوليا، بهذا الملف، لأجل ألا تطول مأساة الشعب السوري. وفي هذا السياق فإننا نلحظ باستمرار مدى ما بلغته أزمة سوريا من تفاقم خطير، ويأتي ذلك وسط تباطؤ الجهود الدولية، التي كان متوقعا أن ترسم طريق الحل، وإيجاد الخلاص للسوريين من معاناتهم.
في هذا الإطار، فقد انتقد رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان – في تصريح أمس- صمت شعوب العالم عما يجري من قصف عشوائي، وقتل بالحصار للمدنيين، خاصة الأطفال منهم، من قبل نظام الأسد وأعوانه.
إن متابعة العديد من مشاهد المأساة، التي ترتسم في سوريا، وسط صمت العالم وتأخره في إيجاد المعالجة الناجعة المنشودة للأزمة، تجعلنا نتوقف عند مشهد تفاعل العديد من الأوساط الإعلامية مع فيديو لانتشال أطفال سوريين، من تحت الأنقاض في حلب. يظهر في الفيديو ثلاثة أطفال يجلسون في سيارة إسعاف وقد غطاهم التراب، بينما يجلس الطفل الاول، واسمه «عمران دقنيش»، «مصدوما ومذهولا»، ووجهه مغطى بالدماء والغبار عقب إنقاذه.
إن هذه الصورة المأساوية تعكس مدى ما يواجه أطفال سوريا من صدمات متلاحقة، تجعلهم في ذهول حقيقي. وهي صورة تجسد واقع المأساة الإنسانية الفادحة، المرتسمة على أرض سوريا، وهو ما يجب أن يدفع بضمير العالم للتحرك قبل فوات الأوان، والعمل بجدية خالصة من أجل إنهاء صور «مأساة سوريا».
copy short url   نسخ
20/08/2016
302