+ A
A -
كانت سيدة عربية مسلمة محجبة تقف مع طفلين صغيرين في عربتين تنتظر زوجها الذي كان يجر عربة وهي تجر أخرى وتمسك بيد طفلها الثالث فجاء زوجها ولحق بالطفل الصغير الثالث فيما بقيت السيدة مع الطفلين التوأم في العربتين، تحاول أن تصعد بهما إلى المترو وكان الأوروبيون يهربون من الباب الذي كانت تقف بجواره فيما كانت بشهادتهم يساعدون من لا ترتدي الحجاب في نفس حالتها، فقررت أن تغير حجابها ببرنيطة وطوق.. فتغيرت معاملة الأوروبيين لها.. فسألت جارتها الأوروبية.. لماذا؟. فأجابت إنه «الإسلاموفوبيا».. تساءلت لماذا؟.. فأجابت الأوروبية، لقد قتل المسلمون الكاهن الفرنسي.. لقد فجر المسلمون البرجين العالميين.. القاعدة تضرب في أوروبا.. الدولة الإسلامية تهدد أميركا وبريطانيا.. داعش تسن سكاكينها لذبح أي مسيحي.. لقد أصبحتم أيها المسلمون مرعبين والحجاب هو شعار «الفوبيا» و«الإسلام فوبيا» يحمل أسوأ المعاني أطلقته أس البلاء في العالم العربي والتي نحج إليها باحثين عن استثمار وعن أمن وأمان إنها العزيزة بريطانيا العظمى التي استعمرتنا وسلمت فلسطين لليهود ونهبت خيراتنا، للأسف بريطانيا التي نحب لغتها ونرى فيها أساس الحضارة هي أطلقت هذا المصطلح ليعم العالم فقد تبنته خلية تفكير بريطانية يسارية التوجه تدعى «رنيميد ترست»، عام 1997 لإدانة مشاعر الكراهية والخوف والحكم المسبق الموجهة ضد الإسلام أو المسلمين. برغم استخدام المصطلح على نطاق واسع حالياً، إلا أن المصطلح والمفهوم الأساسي له تعرض لانتقادات شديدة.
عرف بعض الباحثين «الإسلاموفوبيا» بأنها شكل من أشكال العنصرية.. آخرون اعتبروها ظاهرة مصاحبة لتزايد عدد المهاجرين المسلمين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وربطها البعض الآخر بأحداث 11 سبتمبر. لكن تزايدت بشكل عنيف بعد القاعدة وداعش فأمس أطلقت أكثر من 300 تغريدة تحذر من المسلمين وتشدد على التحامل والكراهية والخوف من الإسلام أو من المسلمين.
ولكن هل نبقى مكتوفي الأيدي.. وهذا الشعار ينتقل كما النار في الهشيم من جيل إلى جيل وأكثر ضراوة وقد يأتي يوم لا تفتح فيه أوروبا أبوابها لإنسان عربي مسلم.. بل وتعيد تأجيج مشاعر الخلاف بين الديانات في العالم العربي لتنشأ حروب دينية.. تتولى فيها فرنسا حملة بناء على مسؤوليتها المعلنة عن حماية مسيحيي الشرق.. مع أن الشرق هو مهد المسيح وهم أحفاد الأنصار الذي ناصروه وآمنوا به.. والشرق أولى بحماية المسيحيين من أي دولة أخرى.. لكن ألا ليت قومي يعلمون وينبذون هذا التنافر وهذا الغلو في الكراهية للآخر سواء من أبناء جلدتنا أو من من البيض والصفر فنحن جميعا أبناء آدم وحواء فهل نلتقي في هذا الإخاء.
بقلم : سمير البرغوثي