+ A
A -
كانت الرحلة القادمة من شرق آسيا إلى الدوحة على القطرية تقل الكثير من الأجانب مع أطفالهم.. والقليل من العرب دون أطفالهم.. وكانت الرحلة هادئة.. صامته تسمع رنين الإبرة في آخر الطائرة، وقد لفت انتباهي أن ذوي العيون الزرق كل منهم مشغول بقراءة كتاب أو تصفح مجلة ويضع على أذنيه السماعات.. وقليل منهم من كان يتحدث مع جاره، نمت بهدوء أكثر من أربع ساعات وصحوت أربع ساعات، لأستقل بعدها الطائرة المتجهة إلى عاصمة عربية.. وما أن بدأت محركات الطائرة تدور حتى ارتفع الضجيج داخل الطائرة.. وكأن خلية نحل أو وكر دبابير قد ثار.. أطفال يصرخون.. آباء يشتمون.. والأمهات حائرات كيف يسكتن أطفالهن.. تساءلت حينها لماذا كان أطفال الأجانب صامتين هادئين؟
هل هناك سر لم أكتشفه؟.. هل استعد الأوروبيون للرحلة قبل صعود الطائرة فقدموا لأبنائهم وجبات مهدئة.. أم أنهم متعودون على السفر؟.. أسئلة كثيرة حاولت إيجاد الإجابة عنها وعجزت.. واقترحت على مضيفة الطائرة الجميلة ليلى المغربية أن تعمل استبيانا عن السبب لنشره في الوطن وما زلت أنتظر الاستبيان الذي أعتقد أنه من الصعب تنفيذه..
وما لاحظته أيضا أنني لم أر عربيا ممسكا بكتاب أو مجلة.. بخلاف الأوروبيين.. وليس مهما ماذا يقرؤون، في الحب أو في الاجتماع أو خرافات، لكنهم يغرسون في أذهان أبنائهم حب القراءة.. وتساءلت أيضا.. هل نحن حقا نحن أمة «اقرأ لا تقرأ»؟ كما وصفنا كثير من القادة الغربيين والشرقيين وبعض منا وعدونا الذي استغل فينا هذه النقطة وقال عنا مقولته الشهيرة أمة لا تقرأ وإن قرأت لا تفهم.. وإن فهمت لا تنفذ.. وهي جملة قرأتها عن وزير دفاع إسرائيل موشيه ديان الذي احتل الضفة الغربية والجولان وسيناء في ستة أيام في عهد جمال عبدالناصر زعيم الأمة وعهد حافظ الأسد زعيم الأمة التي ما زال ابنه زعيما لها في سوريا يذبح بني قومه حتى لا يبقى أحد ينتقم لاحتلال الجولان التي ما زالت ترزح تحت الاحتلال منذ العام 1967.. حيث قال دايان: لقد نفذت خطة خالد بن الوليد في الحروب.. ولو قرأ العرب خطة خالد وأحسنوا تنفيذها لما حققنا النصر عليهم لكن أمة العرب لا تقرأ وإن قرأت لا تفهم وإن فهمت لا تجيد التنفيذ.. واحسرتاه.. وسلام على خالد ينجو بـ3000 مجاهد أمام 200 ألف مقاتل بيزنطي في معركة مؤتة.. سلام إلى خالد ينتصر في اليرموك لتكون آخر معركة مع الروم الذين رحلوا من بلادنا إلى الأبد لفتح الطريق إلى القسطنطينية..
فهل نعود للكتاب؟!.. يا ريت!!
بقلم : سمير البرغوثي
هل هناك سر لم أكتشفه؟.. هل استعد الأوروبيون للرحلة قبل صعود الطائرة فقدموا لأبنائهم وجبات مهدئة.. أم أنهم متعودون على السفر؟.. أسئلة كثيرة حاولت إيجاد الإجابة عنها وعجزت.. واقترحت على مضيفة الطائرة الجميلة ليلى المغربية أن تعمل استبيانا عن السبب لنشره في الوطن وما زلت أنتظر الاستبيان الذي أعتقد أنه من الصعب تنفيذه..
وما لاحظته أيضا أنني لم أر عربيا ممسكا بكتاب أو مجلة.. بخلاف الأوروبيين.. وليس مهما ماذا يقرؤون، في الحب أو في الاجتماع أو خرافات، لكنهم يغرسون في أذهان أبنائهم حب القراءة.. وتساءلت أيضا.. هل نحن حقا نحن أمة «اقرأ لا تقرأ»؟ كما وصفنا كثير من القادة الغربيين والشرقيين وبعض منا وعدونا الذي استغل فينا هذه النقطة وقال عنا مقولته الشهيرة أمة لا تقرأ وإن قرأت لا تفهم.. وإن فهمت لا تنفذ.. وهي جملة قرأتها عن وزير دفاع إسرائيل موشيه ديان الذي احتل الضفة الغربية والجولان وسيناء في ستة أيام في عهد جمال عبدالناصر زعيم الأمة وعهد حافظ الأسد زعيم الأمة التي ما زال ابنه زعيما لها في سوريا يذبح بني قومه حتى لا يبقى أحد ينتقم لاحتلال الجولان التي ما زالت ترزح تحت الاحتلال منذ العام 1967.. حيث قال دايان: لقد نفذت خطة خالد بن الوليد في الحروب.. ولو قرأ العرب خطة خالد وأحسنوا تنفيذها لما حققنا النصر عليهم لكن أمة العرب لا تقرأ وإن قرأت لا تفهم وإن فهمت لا تجيد التنفيذ.. واحسرتاه.. وسلام على خالد ينجو بـ3000 مجاهد أمام 200 ألف مقاتل بيزنطي في معركة مؤتة.. سلام إلى خالد ينتصر في اليرموك لتكون آخر معركة مع الروم الذين رحلوا من بلادنا إلى الأبد لفتح الطريق إلى القسطنطينية..
فهل نعود للكتاب؟!.. يا ريت!!
بقلم : سمير البرغوثي