القدس- وكالات- حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من المخاطر الحقيقية التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، والوضع التاريخي والقانوني والديموغرافي القائم، نتيجة عمليات التهويد التدريجية المتواصلة للمسجد وباحاته.
وأشارت الخارجية الفلسطينية في بيان لها أمس، إلى التصعيد في أداء المزيد من الصلوات والطقوس «التلمودية» داخل الأقصى، في محاولة لتكريس المضمون التهويدي لتقسيمه زمانيا، على طريق «شرعنة» تقسيمه المكاني.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن تحويل القدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك إلى ثكنة عسكرية، أشبه ما يكون بإعادة احتلال المدينة المقدسة، وبلدتها القديمة بالقوة، كما أن فرض المزيد من التضييقات والقيود على حركة الفلسطينيين، وتحديد أعمار الفئات التي يسمح لها بالدخول إلى المسجد، والصلاة فيه، هو اعتداء صارخ على مشاعر ملايين المسلمين.وشددت على أن ما تتعرض له المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس هو جزء لا يتجزأ من عمليات تهويد القدس، ومحاولات تغيير هويتها الحضارية وفصلها عن محيطها الفلسطيني، وحسم مستقبلها السياسي بقوة الاحتلال، بما يخدم مصالح الاحتلال الاستعمارية، إضافة إلى معاداة الكيان الإسرائيلي لأي جهود لإحياء عملية السلام، وتطبيق مبدأ حل الدولتين.وحملت الخارجية الفلسطينية، الكيان الإسرائيلي المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج اقتحاماته المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك وتداعياته على ساحة الصراع، واعتبرت أن التصعيد الحاصل في الاقتحامات يستظل بغياب الإرادة الدولية لتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وتعبيرا عن تخاذل المجتمع الدولي في الدفاع عن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وكان عشرات المستوطنين، قد اقتحموا المسجد الأقصى المبارك أمس بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في اليوم الثاني من موجة الاقتحامات الواسعة بمناسبة ما يسمى «رأس السنة العبرية»، وأفاد شهود عيان بأن مجموعات متتالية من المستوطنين بدأت باقتحام المسجد من باب المغاربة، فيما رد المرابطون بهتافات وتكبيرات تصديا للاقتحام.
وأوضح الشهود أن شرطة الاحتلال أطلقت طائرة مسيرة في سماء المسجد لمتابعة حركة المرابطين داخله، واعتقلت شابا من ساحات الأقصى، كما حولت مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، ونشرت الآلاف من عناصرها وقواتها في شوارعها وطرقاتها، وتحديدا في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، ونصبت الحواجز العسكرية والمتاريس. وتوالت أمس، ردود فعل المرجعيات الوطنية والدينية المقدسية على اقتحامات المستوطنين المستمرة للمسجد الأقصى، محذرة من أن التصعيد في هذه الاقتحامات وفي ممارسات شرطة الاحتلال ستقود إلى مواجهة وانتفاضة شاملة. وفي حديث لـ«العربي الجديد»، دعا الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى إلى وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على المسجد، سواء من خلال السماح للمستوطنين بالقيام بالاقتحامات وما يتخللها من ممارسات استفزازية أو من خلال ممارسات شرطة الاحتلال بحق المرابطين واعتدائها على المصلين والمرابطين من نساء ومسنين.
وقال الكسواني: «لقد حذرنا في السابق ونحذر اليوم مجدداً من خطورة هذه الممارسات وهذه التعديات، وعلى الاحتلال أن يتحمل كامل مسؤولياته حيال هذا التصعيد». من جهته، وصف حاتم عبد القادر رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية في حديث لـ«العربي الجديد» ما يقوم به المستوطنون وقوات الاحتلال بأنه «عدوان خطير تجاوزوا خلاله كل الخطوط الحمر». وأضاف: «لقد شاهدنا اليوم والأمس وحشية جنود الاحتلال في الاعتداء على المسنين وعلى المرابطات وتسهيلهم اقتحامات المستوطنين الاستفزازية والمرفوضة والمدانة».
وحث عبد القادر في حديثه المملكة الأردنية الهاشمية بصفتها صاحبة الولاية على المسجد الأقصى على الاطلاع بكامل دورها في صد الموجة الجديدة من العدوان على الأقصى، داعياً إلى موقف عربي وإسلامي حازم من هذه الاقتحامات. وقال عبد القادر: «نحن كفلسطينيين سندافع عن مسجدنا مهما كانت التضحيات، ولن نسمح لهؤلاء المتطرفين بتحقيق أحلامهم وأوهامهم».