الأخ بوعبدالله من أصحاب المبادئ الثابتة ممتلئ بالحب والتفاؤل والصراحة والجرأة، آراؤه سديدة، وتوجهاته رشيدة، لا أراه إلا مبتسماً، ضاحكاً، هاشاً باشاً، لا ساخطاً ولا متذمراً ولا نادماً، لحظاته حب ومرح وابتسام، هو في القلب والعقل، صداقة قديمة جمعتنا منذ زمن، صباح أمس قدم لي طبق كيكة التمر يا لها من لذيذة، تنسيك مرارة منغصات العمل، وهموم الفراغ والملل، طعمها لا يشبه غيرها، وشكلها الفاتن الذي يذوب في الفم يلهب المشاعر، وملمسها ورائحتها الزكية العطرية التمرية نسبة للتمر تخدرك، كيكة التمر المهداة إلى بو عبدالله هي كيكة ولا أروع تجلب الذكريات وتدغدغ المشاعر، إنها شديدة الالتصاق بالفم ومغرية فواحة لذيذة أنيقة شهية، التمر وما أدراك ما التمر! لذيذ حلو طيب المذاق، حقيقته وفوائده عظيمة ويحمل من الذكريات الشيء الكثير، إضافة إلى أنه محرك للعاطفة مثله مثل التين خاصة إذا تشقق، والرمان والجح أو البطيخ الأحمر، عليكم بالإكثار منه في فترة الصيف والحر لأنه مفيد، فما بالكم إذاً بكيكة التمر ما أجملها وأطعمها من كيكة برائحتها النافذة واستدارتها الزاهية وتقطيعها الرائع الذي ينم عن تقطيع وتفصيل وتنسيق فنان، كنت قد عقدت العزم على دخول عالم الأخ العزيز عبد العزيز عبدالله والأخ الحبيب سالم الهاجري عالم أصحاب الإرادة القوية في مقاومة السويتات والحلويات أياً كان نوعها ومصدرها! حتى أصبح مثلهم رشيقاً وسيماً خفيفاً وأتمتع بالصحة والعافية والمرونة والإرادة الحديدية الفولاذية في مواجهة السمنة! ولكني أمام كيكة التمر خارت قواي فبدأت بتناول القطعة تلو القطعة حتى نضب معين الطبق مع آخر قطعة وختمناها بقهوة عربية عدلت المزاج وأنستنا الحمية والعلاج! وكأن بو عبدالله يتقصدني كي أظل من أصحاب الأوزان الثقيلة ويظل هو الرشيق الوسيم!! على كل حال استمتعت بكيكة التمر ودعينا بإخلاص لأصحابها بالخير والحياة السعيدة، وكيكة التمر تستحق أن تؤكل من قبل ومن بعد وكل يوم، كم هي لذيذة، ولا خير في يوم عمل جاف ممل خاو خال من كيكة التمر، وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي