أبو محمد يوسف بن عبد الله القرضاوي، شيخ.. عالم.. علامة.. مجدد.. مجاهد.. وسطي، لم يبك إلا خشوعا لله، برحيله إلى المكان الأرحب بجوار رب العرش مع الشهداء والصديقين، تخسر الارض المجدد في القرن العشرين لسنة سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، مؤسس الوسطية صاحب «تعالوا إلى كلمة سواء».. تجده مع الضرورات التي تبيح المحظورات من أجل حماية الوطن والدين والعقيدة.

لله درك ابا محمد..عرفتك منذ ربع قرن وزرتك مع فرق محبة للسلام اكثر من مرة، وكم تمنيت ان اكون من طلابك وتلاميذك... فوجدتك مدافعا مقاتلا من أجل الاقصى وفلسطين التي حملتها في قلبك منذ كنت في العاشرة من عمرك وانت تؤيد ثورتهم ضد الطغيان البريطاني.. وكنت معهم في النكبة لتنال شرف السجن في العام 1949، لمواقفك من خياتة فلسطين.

اختلف معك الكثيرون وانت تكافح للتقريب بين اهل الدين الواحد ومنعت من زيارة اوروبا وأميركا لانك حتى وانت في التسعين كانوا يرونك خطرا عليهم لانك كنت مع الثوار في استعادة حقوقهم واسترجاع وطنهم المسلوب.. لانك وقفت مع غزة حين حاصرها العدو وذوو القربى وباتت تئن من الظلم والجوع والفقر.

سيبكي مكتبك الذي كنت تنكب فيه على البحث والتأليف حتى منتصف الليل.. تواصل العمل من أجل انارة القلوب والعقول.

كم كان حوارك ممتعا فأنت نبع في كل العلوم.. وامتعنا حوار العلماء مع العالم سلمان العودة.

هنيئا لك يا مولانا ما سخرك الله له لخدمة الدين والعقيدة والامة، لقد نقشت اسمك مع العلماء المجددين في عقيدتنا، نسأل الله ان يكتب لك مكانة عليّة في الغرفة لتكون من المشفوعين والشافعين .. وسلام إلى روحك تنظر الينا بحزن وألم ونحن نواجه الظلم في فلسطين وفي كثير من أوطاننا العربية والاسلامية.