الدوحة- $ وقنا- تفضلت سمو الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني، حرم سمو الأمير، فشملت برعايتها الكريمة حفل تخريج الدفعة الخامسة والأربعين (دفعة 2022) من خريجات البكالوريوس والدراسات العليا من طالبات جامعة قطر، والذي أقيم بمجمع الرياضات والفعاليات في الجامعة صباح أمس.حضر الحفل عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وأعضاء مجلس أمناء الجامعة ونواب رئيس الجامعة وأولياء الأمور.وكرمت سموها الخريجات المتفوقات البالغ عددهن 479 طالبة من مجموع العدد الكلي للخريجات البالغ عددهن 2767 في مختلف التخصصات.وخلال الحفل، تم عرض فيلم عن حصاد وإنجازات جامعة قطر خلال السنة الأكاديمية 2021 - 2022 في مختلف المجالات. جيل من الكفاءات وفي كلمته بالمناسبة، أشاد سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم، بحضور سمو الشيخة جواهر وتكريمها للخريجات، وقال: «نحتفي اليوم بالدفعةِ الخامسةِ والأربعينَ من خريجات جامعةِ قطر بانضمام فوجٍ جديدٍ قوامُه ألفان وسبعمائة وسبعة وستون خريجةً؛ يلتحقنَ بركب السابقات من خريجات الجامعةِ (يربو عددهنّ على اثنتين واربعين ألف خريجةٍ منذُ تأسيسِ الجامعةِ وحتى اليوم). هذا المشهدُ ليس عليكن بجديد، ولكنه يظل يبعث دوما في الحياة البهجةَ والسرورَ ويَملء أنحاءَ الوطن بالفخر والاعتزاز ويفرح قلوب الجميع حيث تلتحقن بركب المشاركات في بناء الوطن ونهضته، والمساهمات في استكمال مسيرته متمسكات بالقيم السامية والعادات الأصيلة، مزودات بالمعرفة الرصينة، ومجهزات بالمهارات العالية. لقد أسهمت جامعةِ قطرَ بفضل جهودكن في تحقيقِ غايات الدولة عبر تكوينها الرصين وثقافتها المؤسسية ورصيدها من القدرات العلمية والبحثية وإعدادها لأجيالٍ من الكفاءاتِ».وأضاف الدرهم: «لقد بدأت الجامعة حراكها بوضع استراتيجية متكاملة امتدت من (2018 إلى 2023) وتعد حاليا رؤيتها الاستراتيجية للمرحلة القادمة. وفي نهاية هذا العام الأكاديمي يسعدنا أن نرى أن تضافر جهود وكوادر القطاعات المختلفة بالجامعة قد أتت ثمارها وحوّلت الاستراتيجية إلى واقع ملموس. ففي تصنيف الجامعات حافظت جامعة قطر على مركزها ضمن أفضل المائتان وخمسين جامعةً عالمياً في تصنيف كيو إس. ومن أفضلِ ثلاثمائة وخمسين جامعة دولياً حسب تصنيف تايمز للتعليم العالي. كما أن جامعة قطر تُصنّف كأفضل ثاني جامعة في العالم العربي. ومن أجل حرص جامعة قطر على استمرارية التحسين والتطوير والحفاظ على معايير الجودة التعليمية، سعت للحصول على اعتماد منظمة (الواسك) نظراً لمواءمة عملية اعتمادها لرؤية الجامعة في التميز والتوسع وطرح البرامج الداعمة لاحتياجات المجتمع. حيث اجتازت الجامعة المراحل الأولى وجارِ العمل في المرحلة النهائية والتي من المتوقع الانتهاء منها في فبراير 2023». وقال: «على صعيد الفضاء الرقمي حقّقت جامعة قطر تقدماً نوعياً ومضت بخطى حثيثة نحو إعلاء مكانتها في هذا الفضاء ومجاراةً للتطورات الجديدة والمذهلة في العالم الرقمي، طوّرت الجامعة عدداً من المقررات الأكاديمية لطرحها بنظامي التعليم عن بعد والتعليم المدمج وفق أفضل المعايير العالمية حيث انتهت الجامعة من إعداد ثلاثة مساقات إلكترونية مفتوحة المصدر لطرحها عبر أكبر منصات التعلم عن بعد في العالم (Edx) وهي مقررات: اللغة العربية لغير الناطقين بها والإنسان في الإسلام، وتاريخ وإرث قطر. حيث تم تصميم هذه المقررات بغية مد جسور التواصل الثقافي والحضاري بين قطر والعالم والتعريف بالثقافة والهوية القطرية، وتعزيز الصورة الإيجابية لدولة قطر. وفي الفضاء الرقمي وعلى مستوى متقدم حجزت جامعة قطر مكانتها في عالم الميتافيرز، وبذلك ستكون جامعة قطر من أوائل الجامعات على مستوى العالم التي تتواجد في ذلك الفضاء وستكون لها الريادة في ولوج ذلك العالم والاستفادة منه واتاحته لطلبتها واساتذتها وباحثيها». التطور البحثي وأضاف الدرهم: «أما في قطاع البحوث والنشر العلمي فلقد كان العام الأكاديمي زاخراً بالإنجازات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي: نشر علماءُ وباحثو الجامعةِ أكثر من ألفين وخمسمائة بحثاً علمياً محكماً خلال هذا العام. كما أصدرت دار نشر جامعة قطر أربعة وثلاثين عنواناً جديداً هذا العام في مختلف التخصصات العلمية. وفي البعد الدولي منحت منظمة (اليونسكو) جامعة قطر كرسي الاستاذية في مجال تحلية ومعالجة المياه والذي يعد الأول في منطقة الخليج، كما أنه يُشرك الجامعةَ في وضع الأجندة البحثية في هذا التخصص العلمي بالتعاون مع ثلاثين جامعة دولية. كما قامت جامعة قطر بالتعاون مع جامعتي هارفارد وميشيغان ومؤسسة حمد الطبية بإجراء دراسة عن الصحة النفسية في دولة قطر شملت معظم الاضطرابات النفسية في أعقاب أزمة الحصار وجائحة كوفيد 19». وأضاف: «وفي السياق ذاته حقق»برنامج البيرق لبناء قدرات الابتكار لدى الشباب «جائزة قمة وايز للابتكار» ليصبح مركز جامعة قطر للعلماء الشباب متفرداً في مجاله عالمياً. أما فيما يخص تطوير المنشئات والبنية التحتية للجامعة فقد تم هذا العام تسليم أربعة مبانٍ كبرى جديدة بالجامعة لكل من: كلية القانون، وكلية التربية، وكلية الهندسة مبنى شؤون الطلاب بمساحة بناء قدرها 246 ألف متر مربع وهو ما يمثّلُ زيادة مقدارها 46 % من المساحة الإجمالية لمباني الجامعة، بتكلفة قدرها مليار و800 مليون ريال قطري، والقائمة تطول من إنجازات جامعتنا الوطنية فما أشرنا اليه مجرد أمثلة سريعة دالة. وقال الدرهم: لا يخفى عليكم أهمية الابتكار والريادة في عالمنا المعاصر لذلك كان هذا من المحاور المهمة في استراتيجية الجامعة التي بذلت جهوداً حثيثةً لوضعه موضع التنفيذ.وفي هذا السياق قامت الجامعة بإطلاق عدة ركائز لمنظومة الابتكار والريادة ومن أهمها تأسيس مكتب الابتكار الاستراتيجي الذي عمل على تصميم وتطوير وإطلاق العديد من برامج التدريب والدعم والتمويل للدفع بإنشاء الشركات القطرية المعرفية والتكنولوجية الناشئة. كما تم تأسيس «شركة جامعة قطر القابضة» كشركة خاصة مملوكة للجامعة تتيح لها مرونة تنظيمية وقانونية في عملية التطوير الاقتصادي لابتكاراتها ومخرجاتها الفكرية.من أجل قطر وفي كلمة الخريجات التي ألقتها الخريجة دانة علي الملا، أشادت فيها ممثلة الخريجات المتفوقات في الدفعة الخامسة والأربعين من طالبات جامعة قطر بما قدمته الجامعة للخريجات، وقالت: «ما بين كان يا ما كان وما يحدثُ الآن.. قصصٌ وحِكاياتٌ حلقاتها متسلسلة بعددِ من يجلسنَ على مقاعدِ التخرُّجِ الآن. اختلفتْ بداياتُها، وتعددتْ أهدافُها، والتقتْ في نقطة النهاية السعيدة غاياتُها.. من أجْلِ مَنْ؟؟؟ نَعَم..، مِنْ أجْلِ قَطَر. في يوم من الأيام، كنتُ جالسةً في مكتبي أعملُ بشهادتي الثانويةِ العامة، وأستمعُ إلى خطابِ حضرةَ صاحبِ السموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أميرَ البلادِ المفدى، في افتتاحِ الدورةِ الخامسةِ والأربعين لمجلسِ الشورى عام 2016 (ألفين وستة عشر) لتستوقفني عبارةُ: قطر تستحقُ الأفضلَ من أبنائِها..، قلتُ في نفسي: هل ما أنا عليه الآنَ هو أفضلُ ما لديَّ من أجلِ قطر؟؟ فكان الجوابُ الحاضرُ في ذهني وقتَها، لا.. ليس كذلك. عندَها عَزَمتُ على الارتقاءِ بنفسي من أجلي ومن أجلِ قطر. وهأنَذا، أقفُ أمامَكَم وجميعَ من يجلسْنَ خلفَكم خريجاتٍ مميزاتٍ ومتفوقات.. (من أجل قطر)».وأضافت: «في مجتمعنا القطري، ومنذ البدايات، لعبت المرأةُ دورًا محوريًا ورياديًا في شتى المجالات، وأثبتت جدارتَها كقائدٍ ومحركِ رئيسٍ لبناء قطرِ المستقبل؛ فكانت حاضرةً بقوة، في مجال تربيةِ النشء وتعليمِه وتطويرِه. ابتداء من»المطوعة«، انتهاء»بالوزيرة«، وصدقت الفاضلة شيخة بنت أحمد المحمود، رحمها الله، وهي أولُ امرأة تتولى منصبَ وزيرةِ التعليم والتعليم العالي – إذ تقول محفزةً، على أهمية التعليم: والعلمُ يعلو رايةً، عُرْفُ المعالي في قطر، والعلمُ أفضلَ مَنْهلٍ، مَن فاتَه فهو الخَسِر، إني أحبك يا قطر». وقالت: «إن التخرج ما هو إلا بداية الإبداع. فهلمّوا للعملِ والعطاء. وأوصيكنَّ بقول رسول الله:»إِنَّ اللَّهَ تعالى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَه«فاعملن بالجودةِ لا بالكثرة، وبالفعلِ لا بالقول، واتركن أثرًا في كل طريقٍ تسلكنَه، حققن ما كان بالأمس حلمًا، فهذا يومكن.. اِسْعَدْنَ وأَسعِدن مَن حولكن، وابتهجن بما وصلتنَّ إليه، ففرحةُ التخرج من أجملِ مشاعرِ الحياة. لأنني أتحدثُ باسم خريجات جامعة قطر، فلن أكتفيَ بالشكر لأمي، وأبي، وإخوتي، وزوجي وأبنائي.. بل الشكرُ موصولٌ وممتدٌّ، لجميع من وقف أمامَنا يرشدنا، أو وقف بجانبَنا يساندُنا، أو وقف خلفنا يدفعنا حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن». فرحة تترقبها البيوت وكان لعريفة الحفل الدكتورة لولوة العبدالله- عضو هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم كلمتها، حيث أشادت بما قدمته جامعة قطر للمجتمع القطري، وقالــت: في كــل عام يحمل لنـــا هــذا الوقتُ مناسبةً غالية على قلوب أهل قطر، وفرحةً تترقبها البيوتُ فتملؤُها بهجةً، ألا وهي يومُ تخريج بناتِها من جامعتنا العزيزة على قلوبنا، جامعةِ قطر. اليوم، نلتقيكم مجددا في هذا المحفل الجليل المَهيب، لنقف في حضرة العلم، وفي حضرة رعاته والقائمين عليه، وفي حضرة رواده ومريديه، ثمارِ غرسِ هذا الصرح المبارك. وقالت الدكتورة لولوة: من أجمل اللحظات التي يمكن أن تداعب مخيلتَنا، هي تلك التي نقارن فيها البداياتِ بالمآلات، فنعرف حينَها لذة الإنجاز، ونلمس عندها عمق العمل، وروعته، ودقته، ونرى وقتَها اكتمالَ البناء وعلوَّه ورفعتَه، وهذا شأننا مع جامعتِنا، المؤسسةِ العلمية الآخذةِ في الارتقاءِ يوما بعد يوم. هذا الصرح الأكاديمي الذي يعطينا دروسا كل عام بأنّ العلم لا حدود له، وبأنّ التميّز حلمٌ مشروع للطامحين والمثابرين.وأضافت: النَّجاح قيمةٌ لا تَكتسِب وجودَها الحقيقيَّ إلا بالعمل الجادّ، ولا تكتمل أركانُ النَّجاح إلّا بالتخطيط السليم والرؤيةِ الواضحة لدى الإدارة والعاملين، حينها تكون الريّادةُ هي هدف كل المنتسبين لأي مؤسسة متميزة، وتغدو مفرداتُ البحث، والتنافس، والجودة، والتجديد، وتجاوز التحديّات مبادئَ تقيس عليها صحةَ مسارها. وهذا ما تنتهجه جامعةُ قطر؛ لتبقى حاضرةً في حياتنا، ومتوهجةً في واقعنا، وملهمةً لنا ولأجيالِنا، ونبراساً يحمل النور لوطننا. وما زلنا– أيّها الحضور الكريم- في حضرة هذه اللحظة التاريخية الفارقة، لحظةِ الإمساكِ بالحُلْم واقتناص الفرح، لحظةِ إدراك المجد، ومعانقةِ السحاب، لحظةِ امتزاج الكدّ بالحصاد. خليطٌ غريبٌ لا يعرفه إلا المغامرون المثابرون.
الوطن
الشــيـخـة جـواهــر تـرعــى حفــــــــل تخرج طالبات جامعة قطر
جريدة الوطن
May 27, 2022
شارك