+ A
A -
لم أكن أعلم وأنا اقبل يدي ذاك الطفل في منزل والد زوجتي في الجهراء بالكويت عام 1977 لاعاقبه على العبث بأسلاك الكهرباء.. أن هاتين اليدين البريئتين سوف تخلفان يوما يحيى عياش وأنه سيبقى اسيرا في سجون اسرائيل لمدة 67 مؤبدا إضافة إلى 5200 سنة أي ان القضاء الاسرائيلي العادل حكم عليه بـ 11900 سنة سجنا.. لأن المؤبد الواحد في اسرائيل بـ 100 عام عكس باقي الدول التي يكون فيها 25 عاما.. طبعا فقط على الفلسطينيين وليس اليهود أو غيرهم وهذا ما يدلل على امعان الكيان في العنصرية حتى في العدالة..
لم تكن زوجتي أم محمد تعلم وهي ترمق الطفل عبد الله غالب عبد الله البرغوثي المولود عام 1972م بالكويت حتى لا يضر نفسه وهو يدس اصبعه في ابريز الكهرباء أنه سيصبح مهندس وقائد كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية،وخليفة لمهندسها يحيى عياش..
رأيته في عمان قبل سفره إلى كوريا ليستكمل تعليمه،وكان قد غادر الكويت اثر الغزو العراقي حيث استقبله الاردن وفتح فيها محلا للكهرباء قرر فيما بعد أن يتركه لانه لم يكن مجديا حتى وكما يقول في كتابه أنه استدان مبلغ 600 دينار من اجل السفر...
في كوريا قرر الا يعود.. الا بعد النجاح.. فالتحق بعمل يدوي يدر دخلا كبيرا على من يستطيع القيام به وهو قطع الاشجار يحتاج إلى بنية وصحة.. وكان يملكهما بفضل الله ثم دخل الجامعة وهناك تعرف على رفيقة دربه التي شاركته الحياة و حتى انهى تعليمه ثم عاد إلى اوروبا ثم إلى الاردن.. ليفاجأ بالسؤال من والديه: اين اطفالك.. هل انت السبب أم هي.. فقال.. الحمد لله، فاصرت والدته على تزويجه.. وهنا وقع في حيرة بين اهله وزوجته فذهب اليها يسألها.. فقالت له لا اريد شريكة لي فيك واذا كنت مصرا اعدني إلى كوريا..
نزل إلى سوق الذهب واشترى لها عقد ماس واساور وقرطا وخاتما واقام حفلة كبرى كحفل يوم عرسها.. وفي الصباح رافقها إلى المطار مودعا.. ليذهب فيما بعد إلى فلسطين لكي يتزوج.. من احدى بنات العائلة.. وانجب ولدا وبنتا.. ولكن حين رأى الظلم والقهر الذي يعانيه شعب فلسطين قرر أن يسير على خطى عياش.. ليقدم انموذجا لكل قادة اسرائيل.. ان الفلسطينيين لن ينسوا وطنهم سواء كانوا في كوريا أو في فنزويلا.. واذا كان عياش قتل واذا كان عبد الله يقضي حكما بـ 11 ألف سنة في السجن سيأتي يحيى وعبدالله آخرون اليوم أو غدا.. ولن يكون هناك سلام الا بحقوق كاملة غير منقوصة لشعب كان يملك الارض وبات خارجها .
بقلم : سمير البرغوثي
لم تكن زوجتي أم محمد تعلم وهي ترمق الطفل عبد الله غالب عبد الله البرغوثي المولود عام 1972م بالكويت حتى لا يضر نفسه وهو يدس اصبعه في ابريز الكهرباء أنه سيصبح مهندس وقائد كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية،وخليفة لمهندسها يحيى عياش..
رأيته في عمان قبل سفره إلى كوريا ليستكمل تعليمه،وكان قد غادر الكويت اثر الغزو العراقي حيث استقبله الاردن وفتح فيها محلا للكهرباء قرر فيما بعد أن يتركه لانه لم يكن مجديا حتى وكما يقول في كتابه أنه استدان مبلغ 600 دينار من اجل السفر...
في كوريا قرر الا يعود.. الا بعد النجاح.. فالتحق بعمل يدوي يدر دخلا كبيرا على من يستطيع القيام به وهو قطع الاشجار يحتاج إلى بنية وصحة.. وكان يملكهما بفضل الله ثم دخل الجامعة وهناك تعرف على رفيقة دربه التي شاركته الحياة و حتى انهى تعليمه ثم عاد إلى اوروبا ثم إلى الاردن.. ليفاجأ بالسؤال من والديه: اين اطفالك.. هل انت السبب أم هي.. فقال.. الحمد لله، فاصرت والدته على تزويجه.. وهنا وقع في حيرة بين اهله وزوجته فذهب اليها يسألها.. فقالت له لا اريد شريكة لي فيك واذا كنت مصرا اعدني إلى كوريا..
نزل إلى سوق الذهب واشترى لها عقد ماس واساور وقرطا وخاتما واقام حفلة كبرى كحفل يوم عرسها.. وفي الصباح رافقها إلى المطار مودعا.. ليذهب فيما بعد إلى فلسطين لكي يتزوج.. من احدى بنات العائلة.. وانجب ولدا وبنتا.. ولكن حين رأى الظلم والقهر الذي يعانيه شعب فلسطين قرر أن يسير على خطى عياش.. ليقدم انموذجا لكل قادة اسرائيل.. ان الفلسطينيين لن ينسوا وطنهم سواء كانوا في كوريا أو في فنزويلا.. واذا كان عياش قتل واذا كان عبد الله يقضي حكما بـ 11 ألف سنة في السجن سيأتي يحيى وعبدالله آخرون اليوم أو غدا.. ولن يكون هناك سلام الا بحقوق كاملة غير منقوصة لشعب كان يملك الارض وبات خارجها .
بقلم : سمير البرغوثي
