واقع الأزمات العديدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليا، بات يثير قلقا متصاعدا، وتأتي الأزمة السورية في صدارة أزمات المنطقة التي تحتاج الآن إلى تضافر الجهود المخلصة، بهدف إنهائها بصفة شاملة، تحقق تطلعات الشعب السوري، بما في ذلك الاستجابة إلى أولوية الأهداف المرتسمة في مشهد أحداث سوريا، وفي مقدمتها حماية المدنيين وخصوصا الأطفال والنساء والمسنين من ويلات القصف الوحشي للنظام وللطيران الروسي، الذي ما برح ينشر الموت والدمار في كل مكان.
لقد استمر النظام السوري لوقت طويل في صلفه وعنجهيته، وذلك عبر رفضه الاستجابة لمقررات الشرعية الدولية، التي ظلت تدعو مرارا إلى وقف إطلاق النار وإفساح المجال واسعا لدخول الغذاء والدواء إلى المحاصرين في عدة مدن وبلدات.
وفي هذا المقام، فإننا نقول إنه وسط العديد من التطورات المتسارعة في المشهد السوري، فإن هنالك أسئلة عديدة لاتزال تفرض نفسها، ومنها: ما هي أولويات الجهود الدولية لمعالجة الأزمة؟
إننا نرى بوضوح أن الأزمة السورية تبدو في طريق مغلق، ولابد من إعطاء الأولوية الآن لتطلعات الشعب المشروعة في الحياة الكريمة والأمن والاستقرار. ومن الضروري أن نشير إلى أن جهود إيجاد الحل الشامل المنشود للأزمة السورية يجب أن تتسارع فيها مجهودات الإغاثة. ونقول هنا إنه لا يمكن منطقيا تصور الإيفاء بمتطلبات الاغاثة في ظل ما هو مطروح من مقترحات ومن بينها- على سبيل المثال– مقترح تردد عدة مرات مؤخرا، يقوم على الدعوة إلى وقف النار لمدة «48» ساعة في كل أسبوع، لفتح طرق إمدادات الإغاثة.
إن المنطق يقول إن هذا الوقت الوجيز المقترح للإغاثة أسبوعيا لا يمكن أن يوقف نزيف الدم أو ينهي المجاعات وأزمات الواقع الإنساني، لذلك فالضرورة تحتم أن يكثف اهتمام العالم بالأزمة السورية على أسس واقعية، تضمن الإيفاء بالتطلعات المنشودة لاحتواء الأزمة.