أعلنت إدارة حديقة حيوان، شمال ألمانيا، أنها ستسمح بأن تكون بعض حيوانات الحديقة غذاء لحيوانات أخرى؛ وذلك على خلفية نقص الأموال المخصصة لتوفير الغذاء بالتزامن مع الإغلاق العام للمرافق لتفشي جائحة فيروس كورونا، وقالت إن الدب القطبي سيكون آخر الحيوانات التي ستبقى.
حسب تقرير صحيفة The New York Times الأميركية، كان ذلك ما قالته حديقة حيواناتٍ ألمانية، رسمت خطة طوارئ مروعةً للعمل إذا لم تنفرج قريباً الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الإغلاق الذي فرضته الحكومة بسبب تفشي فيروس كورونا. وقالت الحديقة إنها ستذبح بعض حيواناتها لإطعامها لبقية الحيوانات.
وكانت مديرة حديقة Neumünster للحيوانات، التي تبعد نحو ساعةٍ بالسيارة شمال هامبورغ، قالت لوكالة الأنباء الألمانية إن إجراءاتٍ مثل تلك ستُتخذ كملاذٍ أخيرٍ فقط.
كما قالت المديرة فيرينا كاسباري: «إذا لم يعد لديَّ أي مالٍ لشراء الطعام، أو إذا حصل أن موردي الطعام لم يعد بإمكانهم إيصال الطلبيات بسبب قيودٍ جديدةٍ، وهذه أسوأ الحالات على الإطلاق، فسأُضطر إلى ذبح حيواناتٍ لإطعام حيواناتٍ أُخرى».
ولم تتوافر أي معلوماتٍ حول أي الحيوانات سيُذبح أولاً وأيُّها سيُستبقى وفقاً للخطة، وتعذَّر أيضاً الوصول إلى فيرينا لتُعلِّق على الأمر. لكن الحديقة، التي تضم نحو 700 حيوانٍ وتُغطي نحو 24 هكتاراً، أكدت كلامها الأربعاء 15 أبريل.
وقالت الحديقة أيضاً إن دباً قطبياً يُدعى فيتاس وهو أكبر دبٍ قطبيٍّ في ألمانيا، ويبلغ طوله أكثر من 3 أمتارٍ ونصف المتر سيُستبقى إلى أن يكون آخر حيوانٍ ناجٍ بالحديقة.
مجرد محاولة لجذب الانتباه!
ويبدو اقتراح الحديقة المروع محاولةً لا لجذب الانتباه فقط إلى وضعها المالي الحرج، وإنما لرسم مخططٍ أيضاً لحفظ بعض عوامل الجذب الخاصة بها في ظل وباءٍ لم تشهد الذاكرة الحديثة له مثيلاً. يُذكر أن بعض حدائق الحيوان يُعرف عنها قتلها بعض الحيوانات السليمة لمنع التزاوج، وتفتح أيضاً بعض المحميات الطبيعية مواسم صيدٍ لبعض القطعان بعينها.
لكن اقتراح حديقة Neumünster المُقدَّم في وقت سِلمٍ، أمر «غير مسبوقٍ»، على حد قول جان بور، الذي يُدير حديقةً بالحجم نفسه تقريباً، هي حديقة حيوانات Dessau التي تقع على بُعد 290 كيلومتراً إلى الجنوب. وتابع باور: «بالطبع لكلٍّ طريقته في اتخاذ القرارات، لكننا إن لم يعد لدينا أي طعامٍ فإن رعاة الحيوانات والسكان المحليين سيتبرعون لإطعام الحيوانات بلا شكٍّ».
ولأن جزءاً من ميزانيته يأتي من مدينة ديساو، أقر باور، الذي يُدير أيضاً جمعية German Zoo Society، بأنه ليس عليه أن يقلق بالقدر نفسه إزاء التكاليف، حتى لو لم يأته أي زوارٍ. وأيضاً لا توجد بحديقته بطاريق ولا دببة قطبية، وهي حيواناتٌ رعايتها مكلفةٌ.
نجاح التجربة الألمانية
جاء الكشف عن خطة حديقة حيوانات Neumünster في الوقت الذي لفتت فيه استراتيجية ألمانيا للتصدي لتفشي الوباء أنظار العالم. فرغم تسجيل أكثر من 130 ألف حالة إصابة بالمرض، يظل معدل الوفيات بألمانيا منخفضاً للغاية. عكس الولايات المتحدة ودولٍ أوروبيةٍ أخرى تكافح لإيجاد أماكن بالمستشفيات وأدوات وقايةٍ شخصيةٍ للعاملين بالقطاع الطبي على الجبهة، لدى ألمانيا عدد كبير نسبياً من أسرَّة الرعاية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي.
وأوضحت فيرينا لوكالة الأنباء الألمانية، أن الحديقة، التي سجلت نحو 150 ألف زيارةٍ سنوياً، تعتمد على تذاكر الزوار لتُغطي نفقاتها. لكن العائدات انقطعت حين اضطُرت الحديقة إلى إغلاق أبوابها يوم الخامس عشر من مارس الماضي، بسبب الإغلاق الكلي في البلاد.