استطاع القاص الإريتري جمال عثمان همد أن يخترق بموهبته الكبيرة كل الجدارات في الخرطوم في فترة نهايات سبعينيات القرن الماضي وحتى هجرته الأخيرة قبل سنوات.. وجمال بروحه السمحة أغنى المكتبة السودانية بنصوص لها نكهة إريتريا وجمال مدينة كسلا.. كما أنه تميز بالانفتاح على مختلف القطاعات السودانية ورغم ما أصابه من أزمات متعلقة بنشاطه السياسي إلا أن جمال القاص كان دائماً ما يبرز ساطعاً وناصعاً ومحباً للسودان وإريتريا.. ومن أرض هجرته الجديدة بعد غياب سنوات التقيته وكان هذا الحوار لـ الوطن..
موقع الأدب الإريتري العربي في مساحة أرضه وخارجها؟
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية أو التجرينية يواجه تحديات كبيرة ومعضلات قاسية. يكابد الأدباء في بلادي في التعامل مع هذه الشروط القاسية التي فُرضت عليهم، ففي الداخل حيث النير ثقيل جدا.. ووسائل النشر منعدمة تماما لا صحافة ولا دوريات ولا أطر نقابية، بل والبعض منهم مُغيب ولا يعرف مصيره كالقاص إدريس سعيد أبعري والشاعر والكاتب محمد عبدالحليم حمودة والمسرحي فسهاي يوهنس جوشوا.. داخل الوطن حيث تنعدم الحياة الحرة يصعب عليهم حتى تسريب ونشر نتاجهم في الخارج، وما ينتج هناك حتما سيكون مدهشا.
أصوات إريترية ما زالت تصدح بالسرد والقصة؟
- نستطيع أن نشير إلى أصوات مهمة عبدالرحيم شنقب وخالد محمد طه وسلمون ترقي في القصة القصيرة وأحمد عمر شيخ في الشعر.. بينما دُفع عدد كبير من الأدباء إلى خارج الحدود. في الخارج ومع قسوة الغربة والاغتراب هنالك إنتاج استقبله النقاد بحفاوة في الرواية أبوبكر كهال وحجي جابر والإريتري سوداني حامد الناظر وعبدالقادر حكيم ومحمد مدني ومحمود أبوبكر وعبدالوهاب حامد وهناك الغالي صالح وعبدالجليل عبي.. إلا أن انكسار الأمل.. وتبخره.. الحرب وكوارثها.. اللجوء في العهد الوطني.. تجارة الأعضاء والإتجار بالبشر هي ثيمات يشتغل عليها الأدب الإريتري في الخارج والداخل وهذا مما يجعله يدور في قضايا إنسانية حتمت على كتابه عدم تجاوزها، وقد ينظر اليها البعض على أنها تقليدية إلا أن كل كاتب له طريقته الخاصة في عرض ما يراه سردياً يناسب المرحلة..
المثقف الناشط تأخذه القضايا الكبرى فينسى الإبداع؟
- دون التدقيق كثيرا في تعريفات المثقف أو الناشط، دعني هنا أكثف لك تجربتي حول الكتابة الأدبية وما أسمية بالعمل العام (النشاط السياسي.. المدني.. الإعلامي) أو مجملا الاشتغال بالنضال الإريتري الذي يطمح للتغيير والحكم الرشيد في نسخته فيما يُسمى بالعهد الوطني. النشاط السياسي يمكن توصيفه بأنه يومي وسريع الإيقاع وتفاعلي مع الناس، لذا فإنه يستهلك الوقت والجهد الذهني والطاقة اليومية للإنسان.. التعامل مع الانكسارات العامة تتلف قدرات المرء، رهق يومي لكنه ممتع لتوافر سمة النبل ومع ذلك فإنه يبعدك يوما إثر آخر عن الاشتغال بالأدب والكتابة الأدبية.
الإعلام يلعب دوراً كبيراً في النهضة والتنمية في ظل الانفجار الإعلامي الكبير كيف هو التواصل إعلامياً مع المجتمع الإريتري؟
-مع تعدد وسائل الإعلام وتعدد إمكان الوصول للشعب الإريتري في الداخل المُغلق والخارج المفتوح، يواجه الإعلام الإريتري وهنا أتكلم عن المستقل منه تحديات كبيرة ومتعددة، من هذه التحديات وأهمها حالة الانغلاق، مع وجود رقابات متعددة بعضها ذاتي وبعضها موضوعي، بالمجمل يمكن القول إن الإعلام الإريتري ما زال في خطواته الأولى وقطعا التطور الهائل سوف يضخ فيه الكثير من الدماء والقوة.
القصة القصيرة أخلت مقعدها لصالح الرواية وهذا عصر السرعة لماذا هذا التبادل خصوصاً أن القصة قبض للحظة صغيرة لا تعود أبداً؟
- كما أشرت القصة القصيرة هي قبض للحظة وتوظيف هذا القبض.. والعصر عصر سرعة فكيف تغادر القصة القصيرة مقعدها؟ والسؤال سيظل مفتوحا خاصة إذا أخذنا في الاعتبار الموجات الجديدة من كتابة القصة، أقصد القصة القصيرة جدا والتي ظهرت في أميركا في بداية التسعينيات من القرن الماضي ثم انتشرت على كل جسد العالم.
هل كانت مفاجأة إخلاء القصة مقعدها في الرواية؟
- أعود وأقول إن الومضة تعتمد على عنصر المفاجأة والتركيز، وزعزعة القناعات المسبقة والصدمات المتلاحقة، وهذه من سمات العالم المعاصر وليس هنالك سبب منطقي واحد لهذه المغادره سوى ما يروجه النقاد ويستجيب له الناشر، بجانب الجوائز التي تخصص فقط للرواية عربيا. أشير هنا إلى أن التكثيف الشديد وإرهاق القارئ الذي لجأ إليه كتاب القصة القصيرة ربما ساهما في عدم التواصل مع القارئ.
من تقصد بالقارئ؟
- أقصد قارئ العالم العربي والذي هو بالأساس أقل سكان الكرة الأرضية علاقة بالكتاب، زمن السرعة الذي نعيش هو زمن التواصل السريع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتدفق المعلومات عبر وسائل الإعلام المختلفة التي تلاحقنا تستخدم تقنيات القصة القصيرة وأساليبها.
لكن القارئ العربي يحب قراءة القصة القصيرة؟
- لأن القصة ازدهرت مع الصحافة لذا فهي موجودة ولم تغادر وكثرة الإنتاج العربي من الرواية لا تصنع روائيين جيدين بالضرورة ولا روايات جيدة. بالعموم يمكن توصيف الحاله زيادة لما سبق أن الشعر والقصة القصيرة في العالم العربي يعيشان في مأزق وهذا المأزق ساهم فيه بقدر ما المشتغلون بهما من الأدباء. وأختم بالقول إن من القراء من لا يستمتع بيوسف إدريس وأنطوان شيخكوف وزهاء الطاهر والغيطاني.. وكل إنتاج شمال إفريقيا..
القصة القصيرة وجدت رواجاً في فترة التسعينيات سودانياً وإريترياً وعربياً.. هل كانت الأحلام صغيرة؟
- ومن قال إن الأحلام الكبيرة لا تعبر عنها القصة القصيرة؟ الآمال لم تكن صغيرة يوما، وإذا تضاءلت تضاءلت الحياة وهذا عكس ديدن الصيرورة والتطور البشري.
وأنت هناك كيف تقرأ الخرطوم.. الأصدقاء.. المنتديات؟
- للخرطوم سحرها الخاص بالرغم من العنت والرهق اليومي. مدينة تتلف الإنسان ومع ذلك لا تملك إلا أن تحبها. هذا الحب ينطلق من معاناة الكتاب والمبدعين الذين يحاولون أن يصنعوا حياة تليق بالناس وبالمدينة وبتاريخها رغم العنت اليومي ومكابدة الحياة إذ لا تفرغ للكاتب لذلك يسعى في الأرض مثله مثل غيره وبالتالي يخصم ذلك من زمنه وأحياناً من إبداعه وأن أرى أن الخرطوم مع تغييب المنتديات إلا أنها لا تزال تحتفي بالكتابة.
حجي جابر روائي إريتري استطاع الوصول إلى شرائح عديدة في الوطن العربي كيف تقرأ تجربته؟
- حجي جابر روائي كبير لفت النظر مع مواطنه أبوبكر كهال إلى موضوعات الإتجار بالبشر والمعضلات الكبرى التي تواجه الشعب الإريتري في عهد الدولة الوطنية. استطاع حجي جابر أن يفجر قنبلة في وجه العالم ويفضح تواطؤه.
البعد والهجرة، من الخروج الإريتري إلى الأرض الأقرب وجدانياً السودان إلى فكر الخروج الأسترالي.. هل كتب على جمال الترحال؟
- ليس بعد لأن الترحال ليست حالة فردية بدنية فقط بل حالة نفسية عامة لها انعكاساتها الجمة على مجمل حياة الفرد والجماعة. والخروج لأستراليا لم يكن خياري الشخصي، ولكن دُفعت له دفعا.. أحاول أن ألملم حالة الشتات المتعدد ربما أن ذلك تستغرق بعض الوقت. قطعا ما هو متاح هنا كثير خاصة وأنا أعيش في مدينة تتميز بتعدد سكانها من الشعوب والأقوام والإثنيات، كما أن عنصر المفاجأة غير المحسوب قد قل كثيرا مع توافر عامل الاستقرار والسكينة الإيجابية والفاعلة. والجيل الذي أنتمي إليه أستطيع القول إنه طور مقدرات استثنائية لمواجهة ذلك، إلا أن على أمثالي تمثل ضغط جديد وكما قلت أسئلة تضاف لأسئلة أخرى. وجودي في أستراليا وفر لي حالة أمن دائمة أفضل من أي مكان آخر، واشتغالي بالإعلام له ضريبته الكبيرة خاصة عندما يكون الوضع إريتريا.
يقول هيجل عن عصره إنه عصر النثر.. هل السرد الروائي والشعري الحالي يعبر عن الإنسان في راهنه؟
- السرد والشعر في عصرنا متاح لهما استخدام كل منتجات العصر من وسائل اتصال وتواصل وفنون أنتجها الإنسان وخاصة الفنون البصرية والسمعية. السرد الروائي والشعري يجاهد أن يلاحق بالمتغيرات المتسارعة، وقطعا استطاع أن يعتبر وفقا لكل تطور اجتماعي ثقافي سياسي لكل بلد. وربما يُفلح النقاد أكثر في الإجابة عن السؤال.
موقع الأدب الإريتري العربي في مساحة أرضه وخارجها؟
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية أو التجرينية يواجه تحديات كبيرة ومعضلات قاسية. يكابد الأدباء في بلادي في التعامل مع هذه الشروط القاسية التي فُرضت عليهم، ففي الداخل حيث النير ثقيل جدا.. ووسائل النشر منعدمة تماما لا صحافة ولا دوريات ولا أطر نقابية، بل والبعض منهم مُغيب ولا يعرف مصيره كالقاص إدريس سعيد أبعري والشاعر والكاتب محمد عبدالحليم حمودة والمسرحي فسهاي يوهنس جوشوا.. داخل الوطن حيث تنعدم الحياة الحرة يصعب عليهم حتى تسريب ونشر نتاجهم في الخارج، وما ينتج هناك حتما سيكون مدهشا.
أصوات إريترية ما زالت تصدح بالسرد والقصة؟
- نستطيع أن نشير إلى أصوات مهمة عبدالرحيم شنقب وخالد محمد طه وسلمون ترقي في القصة القصيرة وأحمد عمر شيخ في الشعر.. بينما دُفع عدد كبير من الأدباء إلى خارج الحدود. في الخارج ومع قسوة الغربة والاغتراب هنالك إنتاج استقبله النقاد بحفاوة في الرواية أبوبكر كهال وحجي جابر والإريتري سوداني حامد الناظر وعبدالقادر حكيم ومحمد مدني ومحمود أبوبكر وعبدالوهاب حامد وهناك الغالي صالح وعبدالجليل عبي.. إلا أن انكسار الأمل.. وتبخره.. الحرب وكوارثها.. اللجوء في العهد الوطني.. تجارة الأعضاء والإتجار بالبشر هي ثيمات يشتغل عليها الأدب الإريتري في الخارج والداخل وهذا مما يجعله يدور في قضايا إنسانية حتمت على كتابه عدم تجاوزها، وقد ينظر اليها البعض على أنها تقليدية إلا أن كل كاتب له طريقته الخاصة في عرض ما يراه سردياً يناسب المرحلة..
المثقف الناشط تأخذه القضايا الكبرى فينسى الإبداع؟
- دون التدقيق كثيرا في تعريفات المثقف أو الناشط، دعني هنا أكثف لك تجربتي حول الكتابة الأدبية وما أسمية بالعمل العام (النشاط السياسي.. المدني.. الإعلامي) أو مجملا الاشتغال بالنضال الإريتري الذي يطمح للتغيير والحكم الرشيد في نسخته فيما يُسمى بالعهد الوطني. النشاط السياسي يمكن توصيفه بأنه يومي وسريع الإيقاع وتفاعلي مع الناس، لذا فإنه يستهلك الوقت والجهد الذهني والطاقة اليومية للإنسان.. التعامل مع الانكسارات العامة تتلف قدرات المرء، رهق يومي لكنه ممتع لتوافر سمة النبل ومع ذلك فإنه يبعدك يوما إثر آخر عن الاشتغال بالأدب والكتابة الأدبية.
الإعلام يلعب دوراً كبيراً في النهضة والتنمية في ظل الانفجار الإعلامي الكبير كيف هو التواصل إعلامياً مع المجتمع الإريتري؟
-مع تعدد وسائل الإعلام وتعدد إمكان الوصول للشعب الإريتري في الداخل المُغلق والخارج المفتوح، يواجه الإعلام الإريتري وهنا أتكلم عن المستقل منه تحديات كبيرة ومتعددة، من هذه التحديات وأهمها حالة الانغلاق، مع وجود رقابات متعددة بعضها ذاتي وبعضها موضوعي، بالمجمل يمكن القول إن الإعلام الإريتري ما زال في خطواته الأولى وقطعا التطور الهائل سوف يضخ فيه الكثير من الدماء والقوة.
القصة القصيرة أخلت مقعدها لصالح الرواية وهذا عصر السرعة لماذا هذا التبادل خصوصاً أن القصة قبض للحظة صغيرة لا تعود أبداً؟
- كما أشرت القصة القصيرة هي قبض للحظة وتوظيف هذا القبض.. والعصر عصر سرعة فكيف تغادر القصة القصيرة مقعدها؟ والسؤال سيظل مفتوحا خاصة إذا أخذنا في الاعتبار الموجات الجديدة من كتابة القصة، أقصد القصة القصيرة جدا والتي ظهرت في أميركا في بداية التسعينيات من القرن الماضي ثم انتشرت على كل جسد العالم.
هل كانت مفاجأة إخلاء القصة مقعدها في الرواية؟
- أعود وأقول إن الومضة تعتمد على عنصر المفاجأة والتركيز، وزعزعة القناعات المسبقة والصدمات المتلاحقة، وهذه من سمات العالم المعاصر وليس هنالك سبب منطقي واحد لهذه المغادره سوى ما يروجه النقاد ويستجيب له الناشر، بجانب الجوائز التي تخصص فقط للرواية عربيا. أشير هنا إلى أن التكثيف الشديد وإرهاق القارئ الذي لجأ إليه كتاب القصة القصيرة ربما ساهما في عدم التواصل مع القارئ.
من تقصد بالقارئ؟
- أقصد قارئ العالم العربي والذي هو بالأساس أقل سكان الكرة الأرضية علاقة بالكتاب، زمن السرعة الذي نعيش هو زمن التواصل السريع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتدفق المعلومات عبر وسائل الإعلام المختلفة التي تلاحقنا تستخدم تقنيات القصة القصيرة وأساليبها.
لكن القارئ العربي يحب قراءة القصة القصيرة؟
- لأن القصة ازدهرت مع الصحافة لذا فهي موجودة ولم تغادر وكثرة الإنتاج العربي من الرواية لا تصنع روائيين جيدين بالضرورة ولا روايات جيدة. بالعموم يمكن توصيف الحاله زيادة لما سبق أن الشعر والقصة القصيرة في العالم العربي يعيشان في مأزق وهذا المأزق ساهم فيه بقدر ما المشتغلون بهما من الأدباء. وأختم بالقول إن من القراء من لا يستمتع بيوسف إدريس وأنطوان شيخكوف وزهاء الطاهر والغيطاني.. وكل إنتاج شمال إفريقيا..
القصة القصيرة وجدت رواجاً في فترة التسعينيات سودانياً وإريترياً وعربياً.. هل كانت الأحلام صغيرة؟
- ومن قال إن الأحلام الكبيرة لا تعبر عنها القصة القصيرة؟ الآمال لم تكن صغيرة يوما، وإذا تضاءلت تضاءلت الحياة وهذا عكس ديدن الصيرورة والتطور البشري.
وأنت هناك كيف تقرأ الخرطوم.. الأصدقاء.. المنتديات؟
- للخرطوم سحرها الخاص بالرغم من العنت والرهق اليومي. مدينة تتلف الإنسان ومع ذلك لا تملك إلا أن تحبها. هذا الحب ينطلق من معاناة الكتاب والمبدعين الذين يحاولون أن يصنعوا حياة تليق بالناس وبالمدينة وبتاريخها رغم العنت اليومي ومكابدة الحياة إذ لا تفرغ للكاتب لذلك يسعى في الأرض مثله مثل غيره وبالتالي يخصم ذلك من زمنه وأحياناً من إبداعه وأن أرى أن الخرطوم مع تغييب المنتديات إلا أنها لا تزال تحتفي بالكتابة.
حجي جابر روائي إريتري استطاع الوصول إلى شرائح عديدة في الوطن العربي كيف تقرأ تجربته؟
- حجي جابر روائي كبير لفت النظر مع مواطنه أبوبكر كهال إلى موضوعات الإتجار بالبشر والمعضلات الكبرى التي تواجه الشعب الإريتري في عهد الدولة الوطنية. استطاع حجي جابر أن يفجر قنبلة في وجه العالم ويفضح تواطؤه.
البعد والهجرة، من الخروج الإريتري إلى الأرض الأقرب وجدانياً السودان إلى فكر الخروج الأسترالي.. هل كتب على جمال الترحال؟
- ليس بعد لأن الترحال ليست حالة فردية بدنية فقط بل حالة نفسية عامة لها انعكاساتها الجمة على مجمل حياة الفرد والجماعة. والخروج لأستراليا لم يكن خياري الشخصي، ولكن دُفعت له دفعا.. أحاول أن ألملم حالة الشتات المتعدد ربما أن ذلك تستغرق بعض الوقت. قطعا ما هو متاح هنا كثير خاصة وأنا أعيش في مدينة تتميز بتعدد سكانها من الشعوب والأقوام والإثنيات، كما أن عنصر المفاجأة غير المحسوب قد قل كثيرا مع توافر عامل الاستقرار والسكينة الإيجابية والفاعلة. والجيل الذي أنتمي إليه أستطيع القول إنه طور مقدرات استثنائية لمواجهة ذلك، إلا أن على أمثالي تمثل ضغط جديد وكما قلت أسئلة تضاف لأسئلة أخرى. وجودي في أستراليا وفر لي حالة أمن دائمة أفضل من أي مكان آخر، واشتغالي بالإعلام له ضريبته الكبيرة خاصة عندما يكون الوضع إريتريا.
يقول هيجل عن عصره إنه عصر النثر.. هل السرد الروائي والشعري الحالي يعبر عن الإنسان في راهنه؟
- السرد والشعر في عصرنا متاح لهما استخدام كل منتجات العصر من وسائل اتصال وتواصل وفنون أنتجها الإنسان وخاصة الفنون البصرية والسمعية. السرد الروائي والشعري يجاهد أن يلاحق بالمتغيرات المتسارعة، وقطعا استطاع أن يعتبر وفقا لكل تطور اجتماعي ثقافي سياسي لكل بلد. وربما يُفلح النقاد أكثر في الإجابة عن السؤال.