+ A
A -

في الثمانينات كنت صحفياً في الإعلام، محرراً في ديسك الأخبار في وكالة الأنباء القطرية، بعد تخرجي من الجامعة في التسعينيات التحقت بالتربية والتعليم لقناعتي أن التربية والتعليم والإعلام وجهان لعملة واحدة، عملت معلماً في المرحلة الابتدائية ثم الإعدادية ثم الثانوية ثم وكيلاً ثم مديراً ثم موجهاً في التعليم الأهلي مع طيب الذكر القيادي التربوي حمد السليطي «بو خالد»، نعم الرجل ونعم القيادي التربوي والمثقف والنخبوي، ثم أحلت على البند المركزي ثم أمانة مجلس الوزراء، ثم تم استقطابنا من جديد للتربية والتعليم وعملت في إدارة العلاقات العامة – قسم الاتصال – ثم انتقلت إلى قسم البرامج والأنشطة بشؤون المدارس بقطاع التعليم، رغم كل المراحل التي مررت بها وكانت مليئة بالتحديات والصعوبات، إلا أن مرحلة التدريس كانت من أمتع وأجمل المراحل التي قضيتها في حياتي.

كنت معلماً لمادة اللغة العربية، وتكريمي الحقيقي أرصده في عيون طلابي وتلامذتي وأولياء أمورهم وتقدير إدارتي ووزارتي ومدرستي التي تدفعني وتشحذني للتألق والتفوق في غرفة الدراسة ودهاليز المدرسة وميادين الحياة، اليوم انقطعت تماماً عن جو التدريس، ولكني أفرح لتكريم المعلمين في يومهم العالمي، أحييهم وأبارك لهم من أعماق قلبي، إنهم الصامدون الأقوياء في الميدان من زملائي وإخواني المعلمين وأقول لهم: كم أنتم أقوياء، وكم أنتم نبلاء، وكم أنتم رائعون وصابرون على ضغط العمل والتكاليف الإضافية وإشراكهم في اللجان المتعددة، ونصاب الحصص، وغير اشتراطات الرخصة المهنية وتجديدها كل ثلاث سنوات، والمناوبات والإشراف، وما يسمى بالتطوير المهني، والتحضير، والتنويع في الاستراتيجيات والأنشطة الصفية واللاصفية، والسبورة التفاعلية، غير التعليم الإلكتروني ومتطلباته من رفع الواجبات والدروس والتقييمات ومتابعتها، ونقص الشواغر في المدرسين، غير الكثافة الطلابية في الفصل الواحد، غير السلوكيات العدوانية، وغير التعامل مع بعض أولياء الأمور، وغير المحبطات الإدارية وقلة التقدير من البعض، نحن نرى أن أفضل تكريم للمعلم يكون بالتيسير لا التعسير عليه، التبشير لا تنفيره من المهنة، إنه موضوع حيوي يحتاج إلى تسليط الأضواء عليه بشكل إيجابي في حل العديد من مشاكل المعلمين والمعلمات، ومن أكبر المشاكل التي يواجهونها وتعترض مسيرتهم المهنية، ولعل من الأنسب دراستها اليوم في يوم المعلم، قبل أن نقول له وداعاً كغيره من أيام عالمية، فقط نكتفي بالعبارات الرنانة، والاحتفالات المعتادة، وكان الله بالسر عليما، وعلى الخير والمحبة نلتقي.

copy short url   نسخ
05/10/2022
25