+ A
A -
أيّ رغبةٍ جَبَّارةٍ (هذه) تدفعني إلى التخلص من قفص الحياة الْمُتْعِب هذا؟!
وأيّ شيطانٍ يُحَرِّضُني على إشهار رفضي لها؟!

عندما تتمكن القسوةُ من القلب، تُهاجِرُ عصافيرُ الحُبّ بحثاً عن أعشاش أخرى تَليقُ بانتظاراتها للدفء المنشود.

القلبُ القاسي عكاز يُوقع بك لأنه يحتاج إلى من يُسنده.

إنسانُ اليوم تلميذ فاشل في مدرسة الحُبّ.. هو أصغر من أن يتعلم أبجديات الحُبّ، أو لأن الحُبَّ أكبر من أن يتعلَّمه صغير على الحُبّ.

أكثر شيء يُميتني: موتي حسرةً.

لا تُصَدِّقْ كذبةَ حُبِّك لي! الْمُحِبُّ لو طُلِبَ منه أن يُفْرِغَ البحرَ لأَفْرَغَه، وأنت تُضيفُ الماءَ إلى الماء لتُغْرِقَني أكثر فأكثر.
كَمْ صَدَّقْتُك!
وكم خَذَلْتَني!

كان أهْوَن عليَّ أن أبني لك من طُوبِ انتظاري لك قصرا أَغْرِسُ لك فيه ما شئت من ريحان أَسْقِيه بدموع تَوْقِي إليك..
كان أهون عليّ من أن تدفنَني حيّة!
أهون من أن أموتَ حسرةً!

ها أنت حَسمْت أمري..
ما بال النجومِ تُفارِق سماءَها وتترك القمرَ مسكينا حزينا يَبكي وحيداً مُشْهِراً إفلاسَ ضَوْئِه؟!

الورودُ لا تُحِبُّ الأيادي الخَشِنَةَ.

لا تَكْذِبْ على نفسِك!
سَمِّ تَجاهُلَك أيَّ شيءٍ إلا أن يكون مَسافةَ احترامٍ بينك وبينها!

قَدِّرْ طِيبَتِي.. ولا تَفْهَمْها على أنها سَذَاجَة!

مضى زمن وأنا أُمْطِرُ.. لم تمتلئْ أنهارُ العِتْق، ولم تسقطْ سدودُ التَّوْق..

مُنْذُ متى أُقاطِعُ أشْجارَ الحياةِ وأَحْجبُ عنها أنفاسي؟! هكذا أُجَنِّبُها صدمةَ رحيلي المفاجئ وأُدَرِّبُها على غيابي..

كيفَ تَعْتَزِلُ النارُ عن الرقصِ في دائرتي ولَمْ يَخْذلْها حَطَبي يوماً؟!

لو تُعِيرُنِي زرقاء اليمامة عينيها لِأُهَيِّئَ ما يكفي من أَقْواس وأَتَرَصَّد الخَوَنَةَ!

ما حَاجَتك إلى بَذْلِ جُهْدٍ لصعود السُّلَّم؟! لن تَصِلَ مادامتْ مَصاعِد بِسُرعة السنوات الضوئية تَبيعُ خُطاكَ لِمَنْ يُؤَدِّي دَفْعاً أو رَكْعاً.

يُوجِعُني ويُداويني قافان: قَلْبي وقَلَمي.

أَتَسَاءَلُ: كم تحتاجُ من ضَرْبةِ حِزامٍ لِتَغْسِلَ عارَ احتقــــــارِهم لَكَ وتُحـــــَوِّلَ الصِّــفْرَ الذي تَكُونُه (0) إلى ثمانية (8)؟!
بقلم : سعاد درير
copy short url   نسخ
01/09/2016
1805