النظرة المتجددة إلى الواقع المأساوي لتداعيات الأزمة السورية، تكشف عن تناقضات عديدة تتم على أرض الواقع. فها هي عملية تهجير جديدة لمواطنين سوريين من ديارهم تتم تحت نظر وسمع العالم بأسره، دون أن يقابلها رد الفعل الدولي المناسب.
فقد حملت الأنباء أمس، أن المئات من نازحي مدينة داريا التي كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد النظام السوري، خرجوا من معضمية الشام التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، حاملين أمتعتهم باتجاه مدخل المدينة، حيث كانت ثماني حافلات تنتظرهم واقلتهم باتجاه مراكز ايواء مؤقتة، في بلدة حرجلة في ريف دمشق وذلك استكمالا لاتفاق بين دمشق وفصائل معارضة.
ان متابعتنا المستمرة لواقع الأزمة السورية وهي تنتقل من لحظات يعلو فيها الأمل بان يفعل المجتمع الدولي شئيا لانقاذ الملايين ممن عانوا طويلا، من تداعيات مؤلمة ومأساوية للأزمة، إلى لحظات يتكثف فيها اليأس، هذه المتابعة، تجعلنا ننبه مجددا إلى ضرورة إيلاء الأزمة السورية، في اللحظة الراهنة، ما تستحقه من اهتمام اقليمي ودولي.
لقد تزايدت التداعيات المأساوية الناجمة عن استمرار الحصار وتعنت النظام ورفضه للقبول بوقف شامل لإطلاق النار يفسح المجال لجهود العمل الإنساني ودخول إمدادات الغذاء والدواء للمحاصرين في مختلف المناطق بسوريا. ولذلك نقول بأن الأمل يعلو الآن، بأن تجد الأزمة السورية إصغاء أكبر، من قبل القوى الإقليمية والدولية، بما يحقق في النهاية تطلعات السوريين في الحصول على حقوقهم المشروعة، في وطن آمن يسوده الاستقرار، وتتحقق فيه الكرامة والعدالة، وينعم فيه الشعب بالحرية والديمقراطية.