نشعل اليوم الشمعة الثانية والعشرين، وقد ذابت الشمعة الواحدة والعشرون في بحر عطاء الوطن الذي استمر منذ العام 1995 مبتدئا بمثل هذا اليوم من ذلك العام.. لقد تشرفت بمواصلة العمل في ظل هذا الصرح الذي ولد كبيرا.. وحلق بكل اجنحته فوق الوطن قطر برها وبحرها وجزرها وفشوتها..
ولا أريد أن اتحدث عن ذاكرة السنوات التي مرت على عملي في بلاطها، فقد عرضت لها في اكثر من مناسبة ولكن، سأعرج إلى تأثير هذه السنوات على شخصيتي وعلى لغتي وعلى سحنتي إلى حد لم أكد أصدق نفسي.. حتى دعانا لكي أتساءل: هل أنا حقا هو ذا..
هو امر سرني كثيرا.. سؤال من ضابط في مرفق حيوي حين دخلت عليه مرتديا الثوب والغترة..اطلب أمرا، فقال لي: تفضل هنا للمواطنين.. سررت كثيرا وتوقفت مكاني.. وبسمتي تكاد تصل أرنبتي اذني.. فأعاد علي الطلب.. تفضل هنا شباك المواطنين.. فابتسمت وقلت له.. أنا مواطن عربي لست خليجيا..ابتسم وقال: تفضل سأنجز لك المعاملة بنفسي ولن أردك عن نافذتي..
قلت له أنا سعيد جدا، لأني ملامحي باتت بعد 21 عاما توحي انني عربي خليجي وقطري سواء بلحيتي أو ملبسي فكم عانيت في المؤتمرات حين كنت ارتدي البذلة. واذهب إلى مؤتمر فتأخذني المرشدات إلى مكان جلوس السفراء الاجانب ويكلمنني بالانجليزي وأرد عليهن بالانجليزي وأقول لهن «جورناليست» فتأخذني إلى مكان جلوس الصحفيين الخواجات.
إذن هي واحد وعشرون عاما صبغتنا بالعنابي، وباللهجة القطرية البدوية والحضرية، واحد وعشرون عاما جئت وزوجتي ومعي اولادي الخمسة.. اطفالا كانوا.. تعلموا هنا وأنهوا كل المراحل التعليمية ووفرت لهم الدولة العمل والسكن وتزوجوا وانجبوا وباتت لغتهم ولهجتهم قطرية بل وثقافتهم الغذائية المكبوس والهريس والثريد والمضروبة.. ويغنون مواويل البحر وكأنهم شاركوا أهل قطر الأولين الغوص.
واحد وعشرون عاما ذبنا فيها في الوطن الصحيفة والوطن قطر.. نحمل رسالة خدمة الوطن.. وقيادة الوطن وشعب الوطن.. يظلنا مجلس إدارة رئيسا وعضوا منتدبا ومديرا تنفيذيا بكل الود والتقدير ورؤساء تحرير منذ إحمد علي إلى محمد بن حمد المري عملوا على أن تكون للوطن مكانة تليق باسمها لأنها روح الوطن.
نشعل الشمعة الثانية والعشرين.. سائلين الله أن تواصل الاجيال إشعال شمعاتها إلى ما يريد الله سبحانه وان تبقى بنفس الروح التي جبلت عليها منذ أشعلت شمعتها الأولى في الثالث من سبتمبر من العام 1995.
وكل عام والوطن وأهل الوطن بألف خير.
بقلم : سمير البرغوثي
ولا أريد أن اتحدث عن ذاكرة السنوات التي مرت على عملي في بلاطها، فقد عرضت لها في اكثر من مناسبة ولكن، سأعرج إلى تأثير هذه السنوات على شخصيتي وعلى لغتي وعلى سحنتي إلى حد لم أكد أصدق نفسي.. حتى دعانا لكي أتساءل: هل أنا حقا هو ذا..
هو امر سرني كثيرا.. سؤال من ضابط في مرفق حيوي حين دخلت عليه مرتديا الثوب والغترة..اطلب أمرا، فقال لي: تفضل هنا للمواطنين.. سررت كثيرا وتوقفت مكاني.. وبسمتي تكاد تصل أرنبتي اذني.. فأعاد علي الطلب.. تفضل هنا شباك المواطنين.. فابتسمت وقلت له.. أنا مواطن عربي لست خليجيا..ابتسم وقال: تفضل سأنجز لك المعاملة بنفسي ولن أردك عن نافذتي..
قلت له أنا سعيد جدا، لأني ملامحي باتت بعد 21 عاما توحي انني عربي خليجي وقطري سواء بلحيتي أو ملبسي فكم عانيت في المؤتمرات حين كنت ارتدي البذلة. واذهب إلى مؤتمر فتأخذني المرشدات إلى مكان جلوس السفراء الاجانب ويكلمنني بالانجليزي وأرد عليهن بالانجليزي وأقول لهن «جورناليست» فتأخذني إلى مكان جلوس الصحفيين الخواجات.
إذن هي واحد وعشرون عاما صبغتنا بالعنابي، وباللهجة القطرية البدوية والحضرية، واحد وعشرون عاما جئت وزوجتي ومعي اولادي الخمسة.. اطفالا كانوا.. تعلموا هنا وأنهوا كل المراحل التعليمية ووفرت لهم الدولة العمل والسكن وتزوجوا وانجبوا وباتت لغتهم ولهجتهم قطرية بل وثقافتهم الغذائية المكبوس والهريس والثريد والمضروبة.. ويغنون مواويل البحر وكأنهم شاركوا أهل قطر الأولين الغوص.
واحد وعشرون عاما ذبنا فيها في الوطن الصحيفة والوطن قطر.. نحمل رسالة خدمة الوطن.. وقيادة الوطن وشعب الوطن.. يظلنا مجلس إدارة رئيسا وعضوا منتدبا ومديرا تنفيذيا بكل الود والتقدير ورؤساء تحرير منذ إحمد علي إلى محمد بن حمد المري عملوا على أن تكون للوطن مكانة تليق باسمها لأنها روح الوطن.
نشعل الشمعة الثانية والعشرين.. سائلين الله أن تواصل الاجيال إشعال شمعاتها إلى ما يريد الله سبحانه وان تبقى بنفس الروح التي جبلت عليها منذ أشعلت شمعتها الأولى في الثالث من سبتمبر من العام 1995.
وكل عام والوطن وأهل الوطن بألف خير.
بقلم : سمير البرغوثي