يواجه الشعب الفلسطيني حربا شاملة لم تتوقف منذ عقود، استهدفت احتلال أرضه ثم محاولة دفعه إلى اليأس والاستسلام عبر مجموعة من جرائم القتل والتنكيل والاعتقال وتدمير البيوت ومصادرة الأراضي، إلى جانب استمرار جرائم عصابات المستوطنين الإرهابية بحماية جيش الاحتلال، لكنه بقي صامدا مدافعا عن حقوقه المشروعة مستخدما في ذلك كل الأساليب القانونية في مواجهة آلة قتل وحشية.
هذا الاستخفاف الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني وأمنه يجب أن يتوقف، عبر ضغط فعال ومؤثر من جانب المجتمع الدولي يقوم على تنفيذ القرارات الأممية المتعلقة بهذا الصراع، قبل أن تصل الأمور إلى الانفجار الشامل ونقطة اللاعودة، الأمر الذي ستكون تبعاته مدمرة للجميع.
وعند الحديث عن المجتمع الدولي لا بد من التوقف مليا أمام مسؤوليات الولايات المتحدة تحديدا باعتبارها الطرف القادر على ممارسة ضغط فعال من شأنه إجبار الحكومة الإسرائيلية على الانخراط في عملية سلمية تقود إلى منح هذا الشعب حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
لقد فشلت الإدانات في الدفع باتجاه أي حل لهذا الصراع، ولم يعد مقبولا التعامل بمعايير مزدوجة تحت أي ظرف من الظروف، ولا بد من التحرك على وجه السرعة من أجل الدفع باتجاه مفاوضات من شأنها ترجمة تطلعات هذا الشعب في الحرية والاستقلال.
لقد رأينا أن في مقدور المجتمع الدولي التحرك مع قضايا أخرى وممارسة ضغط فعال ومؤثر، ولا بد من ضغط مماثل لحل أحد أقدم الصراعات وأكثرها خطورة على الأمن والسلم الدوليين.