ستمائة ألف- وأكثر- هم حتى الآن قتلى الأزمة السورية، والفارين إلى شتات الدنيا، بالملايين.
تلك أرقام مخيفة. بل الأكثر رعبا، في تاريخ النزاعات التي تحدث، في دولة واحدة، في التاريخ الحديث.
هذه الأرقام، تقول شيئا واحدا: الذي تسبب أصلا في هذه الأزمة الخطيرة والمتصاعدة، ليس جديرا بالبقاء في كرسي الرئاسة، وليس جديرا- بأية حال من الأحوال- أن يكون جزءا من الحل السياسي، الذي لا يزال يسعى إليه العالم.
الذين يرون غير ذلك أمرهم مخجل.
الذين يرون في بقاء الأسد القاتل، جزءا من الحل، يتواطؤون علانية، مع القاتل، ولا يعنيهم ضحاياه، أولئك الذين استحالوا في النهاية إلى مجرد أرقام.
يا لبؤس الضحايا، مرتين، حين يستحيلون- هكذا- إلى مجر أرقام. ويا لخيبة هذا العالم.. وخيبة إنسانيته، وضميره، وخيبة أخلاقه.
أمر مخجل- كما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوعان- من كل الذين يدافعون عن فكرة بقاء الأسد.
حديث أردوغان، جاء أمام قمة العشرين، وملف سوريا الفظيع، مفتوح على مصراعي الدم والكارثة الإنسانية المروعة.
أتخيلهم- أولئك الذين يدافعون في إطار تسوية مصالح- لو كانت في ضمائرهم ذرة واحدة من وخزات، لكانوا قد طأطأوا رؤوسهم، وأردوغان يقول ما يُبكي حتى الصخر.
تسويات المصالح، أكبر خيبة، لكل الذين كانوا يملأون الأثير بالكلام الذي هو من شاكلة: الأسد هو الأزمة.. ولن يكون جزءا من الحل».. والكلام من شاكلة أن «أيام الأسد أصبحت معدودة»!