كنتُ أتمنّى أن أعيشَ في زمنٍ أرى فيه المسلمين يُحاولون دخول الجنّة، أكثر مما يُحاولون إدخال مسلمين آخرين إلى النّار! ولكنها ليست الأُمنية الوحيدة التي أتمنّاها ولا تتحقق، فالحمدُ لله على كلّ حال!
حدثَ مرّةً أن كان قتالُ السّوفيات في أفغانستان جهاداً، ثمّ دار الزّمان، وبقي المجاهدون هم المجاهدون، وأفغانستان هي أفغانستان، ولكنّ العدوّ تغيّر، فصار القتال إرهاباً! يومها خرج علينا من يُشكك بعقيدة طالبان لأنّهم أشاعرة! هذا نفسه الذي كان يدعو لهم من قبل على المنابر بالنّصر والظَّفر، رغم أنّه كان يعلمُ أنّهم أشاعرة! واليوم قام من نصّبوا أنفسهم ناطقين باسم الأشاعرة بهجمةٍ مرتدّة من غروزني، وأخرجوا كلّ السّلفيين من دائرة أهل السّنة والجماعة! ولا أعرفُ إن أدخلوهم النّار بعد أم لا، هذا أمر يتمُّ التّداول فيه في مقام الكرملين، فشيوخ «النّص كم» هؤلاء يريدون إقناعنا أنّ عمر قاديروف مريد الشيخ فلاديمير بوتين، أحسن إسلاماً من خطّاب وشامل باساييف السّلفييْن! وإني إذ أقفُ ضدّ هؤلاء وهؤلاء، فلأني وإن كنتُ ضد فصل الدين عن السياسة، فبالمقابل ضدّ توظيف الدّين في السياسة!
يتّفقُ المسلمون أشاعرتهم وماتردييهم وسلفييهم على توحيد الألوهيّة، وتوحيد الرّبوبيّة، ويختليفون في الأسماء والصّفات! وحتى وهم يختليفون في الأسماء والصّفات يتّفقون على تنزيه الله تعالى عن الشّبيه والمثيل! فمن أثبتَ لله صفةً عملاً بظاهر النّص أثبتها معتقداً أنّ الله لا يُشبه خلقه، ومن نفاها متأوّلاً فقد نفاها معتقداً أن الله لا يُشبه خلقه أيضاً! ورغم كلّ هذا الاتفاق في النّوايا والغاية ما زلنا نرى من هناك وهناك من يتجرّأ أن يُخرج مسلماً من الإسلام! ولكن ما يُثلج الصدر في هذا الأمر أننا نجد أن العامة أفقه من علمائهم في هذا! فهم أورع ديناً وأعمق فهماً للإسلام!
ولستُ بصدد أن أبتّ في المسألة، رغم أني حزمتُ أمري فيها منذ زمن، ولكن الذي أريد أن أقوله لشيوخ الطريقة في غروزني وهم يتحدّثون عن التوحيد، إنّ التوحيد ليس نُصوصاً تُتلى في الكتب وإنما واقعٌ يُعاش في الحياة! وإن عجوزاً في مكّة أخرجتموها من أهل السّنة هي أصحّ إسلاماً في شيخكم قاديروف الذي سفك دماء المسلمين وإن خالفتكم في الأسماء والصّفات!
وإنّه ليس من الإسلام في شيء أن تُخرجوا ثلاثة أرباع جزيرة العرب من عباءة الإسلام وأنتم تحت عباءة بوتين!
وإنّه ليس من الإسلام في شيء أن تُناقشوا قضيّة خلافيّة تخصّ المسلمين وحدهم تحت عباءة بوتين أيضاً وطائراته تبيد المسلمين ليل نهار في سوريا!
إنّ أشعريّاً يحفرُ نفقاً في غزّة استعداداً للمعركة القادمة لهو أصحُّ إسلاماً وأحسن عقيدة من سلفيّ رضي أن يُسفك دم المسلمين في رابعة! وإنّ سلفيّاً في الشام يدافع عن أعراض المسلمين ودمائهم لهو أصح إسلاماً وأحسن عقيدة من أشعريّ يُفتي بقتلهم! فلا تُحدّثونا عن التوحيد في الكتب، أرونا التوحيد في الحياة!
بقلم : أدهم شرقاوي
حدثَ مرّةً أن كان قتالُ السّوفيات في أفغانستان جهاداً، ثمّ دار الزّمان، وبقي المجاهدون هم المجاهدون، وأفغانستان هي أفغانستان، ولكنّ العدوّ تغيّر، فصار القتال إرهاباً! يومها خرج علينا من يُشكك بعقيدة طالبان لأنّهم أشاعرة! هذا نفسه الذي كان يدعو لهم من قبل على المنابر بالنّصر والظَّفر، رغم أنّه كان يعلمُ أنّهم أشاعرة! واليوم قام من نصّبوا أنفسهم ناطقين باسم الأشاعرة بهجمةٍ مرتدّة من غروزني، وأخرجوا كلّ السّلفيين من دائرة أهل السّنة والجماعة! ولا أعرفُ إن أدخلوهم النّار بعد أم لا، هذا أمر يتمُّ التّداول فيه في مقام الكرملين، فشيوخ «النّص كم» هؤلاء يريدون إقناعنا أنّ عمر قاديروف مريد الشيخ فلاديمير بوتين، أحسن إسلاماً من خطّاب وشامل باساييف السّلفييْن! وإني إذ أقفُ ضدّ هؤلاء وهؤلاء، فلأني وإن كنتُ ضد فصل الدين عن السياسة، فبالمقابل ضدّ توظيف الدّين في السياسة!
يتّفقُ المسلمون أشاعرتهم وماتردييهم وسلفييهم على توحيد الألوهيّة، وتوحيد الرّبوبيّة، ويختليفون في الأسماء والصّفات! وحتى وهم يختليفون في الأسماء والصّفات يتّفقون على تنزيه الله تعالى عن الشّبيه والمثيل! فمن أثبتَ لله صفةً عملاً بظاهر النّص أثبتها معتقداً أنّ الله لا يُشبه خلقه، ومن نفاها متأوّلاً فقد نفاها معتقداً أن الله لا يُشبه خلقه أيضاً! ورغم كلّ هذا الاتفاق في النّوايا والغاية ما زلنا نرى من هناك وهناك من يتجرّأ أن يُخرج مسلماً من الإسلام! ولكن ما يُثلج الصدر في هذا الأمر أننا نجد أن العامة أفقه من علمائهم في هذا! فهم أورع ديناً وأعمق فهماً للإسلام!
ولستُ بصدد أن أبتّ في المسألة، رغم أني حزمتُ أمري فيها منذ زمن، ولكن الذي أريد أن أقوله لشيوخ الطريقة في غروزني وهم يتحدّثون عن التوحيد، إنّ التوحيد ليس نُصوصاً تُتلى في الكتب وإنما واقعٌ يُعاش في الحياة! وإن عجوزاً في مكّة أخرجتموها من أهل السّنة هي أصحّ إسلاماً في شيخكم قاديروف الذي سفك دماء المسلمين وإن خالفتكم في الأسماء والصّفات!
وإنّه ليس من الإسلام في شيء أن تُخرجوا ثلاثة أرباع جزيرة العرب من عباءة الإسلام وأنتم تحت عباءة بوتين!
وإنّه ليس من الإسلام في شيء أن تُناقشوا قضيّة خلافيّة تخصّ المسلمين وحدهم تحت عباءة بوتين أيضاً وطائراته تبيد المسلمين ليل نهار في سوريا!
إنّ أشعريّاً يحفرُ نفقاً في غزّة استعداداً للمعركة القادمة لهو أصحُّ إسلاماً وأحسن عقيدة من سلفيّ رضي أن يُسفك دم المسلمين في رابعة! وإنّ سلفيّاً في الشام يدافع عن أعراض المسلمين ودمائهم لهو أصح إسلاماً وأحسن عقيدة من أشعريّ يُفتي بقتلهم! فلا تُحدّثونا عن التوحيد في الكتب، أرونا التوحيد في الحياة!
بقلم : أدهم شرقاوي