أي اتفاق يحقن دماء السوريين- ولو لأيام معدودات- هو محل ترحيب، فمن حق من بقي من الأشقاء في المدن السورية، أن يعيش أيام عيد الأضحى المبارك، دون قصف بالفسفور، أو خنق بالكلور، أو هدم لبيته على رأسه ورؤوس أطفاله، أو أي من تلك الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام السوري.
ومن هنا، فإن الاتفاق الذي توصلت إليه كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، هو خطوة على الطريق، وهو، إن تم احترامه والالتزام به من قبل النظام، ربما شكل بداية لتحرك نحو إنهاء مأساة الشعب السوري.
هذا الالتزام من قبل النظام، قطعا، هو محل شك وريبة، فخبرة الهدنات السابقة، تؤكد أن الأسد لا يلتزم، بل يستغل الهدنة لمزيد من سفك الدماء والتدمير، وهو ما يضع على عاتق الدولتين الكبيرتين، أميركا وروسيا، مسؤولية إلزام النظام بهذه الهدنة، فبدون تدخل قوي منهما، وبدون موقف قوي تجاه النظام، فإن خرق الاتفاق من قبل النظام واقع لا محالة.
الترحيب باتفاق الهدنة الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو لابد ألا ينسينا أن الأزمة السورية ليست أمنية فقط، وإنما هي أيضا أزمة سياسية. ومن ثم فإن الاتفاق الأمني لابد أن يوضع في حجمه الحقيقي، باعتباره خطوة على الطريق لا أكثر، فيما تظل الخطوة الأهم، هي إلزام النظام بتطبيق مقررات جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لإنهاء المأساة.