جميع العبادات التي فرضها الله علينا، والمناسبات الدينية المختلفة التي نحتفل بها، تؤكد جميعها على وحدة الأمة الإسلامية، وأن هذه الوحدة هي السبيل الأمثل لحل كافة المشكلات، وتجاوز كل العثرات، ومواجهة ما يحدق بالأمة من أخطار.
لقد كان المشهد بالأمس، على صعيد عرفات الطاهر، مؤكدا على هذه المعاني، فمليونا مسلم بزي واحد، على الصعيد الطاهر، يلبون ويدعون ويتراحمون ويتكافلون، في مشهد نموذجي لما يجب أن يكون عليه حال المسلمين دائما.
هذه الوحدة المرجوة، وذلك التضامن المطلوب، هو الآن أوجب من أي وقت مضى، فالظروف الصعبة التي تمرّ بها الأمة اليوم تلزم المسلمين، حكاما وشعوبا، بالتضامن وتنسيق المواقف لحل قضاياها، وعلى رأسها قضية فلسطين، ومأساة اشقائنا في سوريا، وما يتعرض له الأشقاء في اليمن والعراق. إضافة إلى المشكلات الاقتصادية التي تعانيها أقطار عربية وإسلامية عديدة، وهذا التراجع المرعب في المجالات العلمية والتعليمية والاجتماعية وغيرها. كل هذه المشكلات لا يمكن أن نواجهها ونحن على هذه الصورة من الفرقة والتشرذم، والاختلاف والتناحر، ولا سبيل للمواجهة إلا بالتضامن والتنسيق، ووحدة المواقف، والتكافل والتراحم، ومعالجة كل ما يطرأ من مسببات الفرقة والاختلاف، بالاحتواء والحوار والإنصاف، ورفع الظلم عن المظلومين، وأن يكون حالنا دائما، تماما على النحو الذي يسود بين الحجيج في عرفات، وبقية المشاعر المقدسة. تلك هي الرسالة التي يقدمها لنا الحج، وتقدمها لنا الأعياد والمناسبات.. إنها رسالة الوحدة والتكاتف.