+ A
A -
خمسة عشر عاما مرت على اليوم المشؤوم، الكارثة الكبرى التي ألقت بظلالها على العالم العربي والإسلامي وأهل الضحايا والمتضررين من اميركان من كل الأصول الذين ضاعت أملاكهم وسقطوا في ذلك الحادث الذي للأسف الشديد سارعت القاعدة إلى تبنيه ومباركة أعمال السبعة عشر مجرما الذين اتهموا في تنفيذ العمل الإجرامي.. ولم تسكت أميركا ولم تهدأ حتى انتقمت من البلدين اللذين كانا يهددان الأمن الاميركي والأمن الاسرائيلي.. فذهبت افغانستان إلى المجهول وتبعتها العراق.. ولم يتوقف المخطط الذي وضع سواء قبل تنفيذ تدمير البرجين أو بعده..
في ذلك اليوم لم أنم وأنا أبحث عن الفاعل، اتصلت بكل اصدقائي الذين اعرف وجمعت معلومات تشير إلى أن هناك مستفيدا واحدا مما جرى في اميركا هو اسرائيل، فإضافة إلى انه لم يقتل أي صهيوني سوى صهيوني واحد كان قادما في زيارة، فقد كان يبدو أن جميع اليهود في نيويورك يعلمون سواء كان ذلك توقعا أو علما..
كما أن تدمير البرج الثاني على مرأى ومسمع وتصوير الاجهزة الاميركية وعدم مهاجمة الطيارة الثانية التي كانت متجهة إلى البرجين في عمل انتحاري كان محل تساؤل كثير من المحللين.
الآن أين من ارتكب هذا العمل الاجرامي الشنيع إن كان من القاعدة ان كان مسلما نسأله: هل رأيت حجم الخراب الذي تسببت به لأمتك العربية والإسلامية.. هل كان وضع العرب والمسلمين في اوروبا واميركا كما هو الآن؟
وما الذي جنيته في قتل أكثر من 3 آلاف إنسان وتدمير ممتلكات خاصة لبشر قد يكون معظمهم مسلمين اميركان؟
فهل من خطط لك كان يريد الخير للأمة الإسلامية أم الدمار؟.. فهذا العمل الاجرامي سبب الجنون للإدارة الاميركية التي جردت جيشها وقوات متحالفة فغزت افغانستان ودمرت العراق الذي هو الآن على مائدة اللئام في عواصم الفتنة الذين لا يريدون للإسلام أن تقوم له قائمة..
ليت من بقي على وجه الحياة يخرج ليقول السر الذي أخفاه عن من خطط ومن دفع ومن استقطب.. لتنفيذ عملية البرجين.. فهل يجرؤ؟
مر أمس والمسلمون على جبل عرفة يكبرون ويلبون في المكان الذي استقبل آدم مطرودا وحواء من الجنة.. وكانت دعواهم ربنا اكشف من يكيد للإسلام.. وما أكثرهم.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
12/09/2016
636