اذهلني المطبخ التركي.. فكلما نزلت إلى المطعم في الفندق أحتار.. وأنا أتنقل من طاولة إلى أخرى وأرى 50 صنفا من العسل.. و50 صنفا من الجبنة وحتى البيض وجدت عدة أصناف من بيض الدجاج إلى بيض الحباري فالوز والبط.. فوضعت صحنى جانبا وقلت «انتم خيرتموني فحيرتموني» وكأنكم تعملون بالمثل العربي الذي يقول «إذا اردت أن تحيره خيره» أريد الجرسون يختار لي.

قالت لي زميلة أديبة قديرة تعيش على الطرف الآخر من عالمنا العربي معلقة على مقالة كتبتها بعنوان «وتريات نبضية»: «لن يخون القُرَّاءَ ذكاؤُهم ليقفوا عند سمير العاشق، سمير الذي فضحه بوحُه في نص (وتريات نبضية)، وأنا من سيُحَرِّضُ قُرَّاءَك على رؤية وميض العشق النابض في عينيك أيها الْمُتَيَّمُ المخبَّأ»...
ورغم أني ستيني شعرت بالنشوة لأن ما أكتب ينبض بقلب عشريني.. فهذا يعني أنه محاكاة لأجيال قادمة وأجيال مضت..

أعيد ما كتبت مع التعديل
اكتب لك من فيينا، اتفقوا على أن يبقى العرب تحت حالة الرعب حتى يستمر استنزافهم، لهذا سنبقى البقرة الحلوب التي تروي ظمأهم.

اكتب لك لأقول إنك منذ أن غادرت وأنت معي في السيارة في الطيارة في الشارع في أوراقي في أزرار معطفي.. في علبة سجائري في خاتمي في ساعتي في عيني أينما اتجه النظر..

أشعر بالبرد، فيأخذني الشوق إلى دفء عينيك
حبيبتي.

منذ غادرت أظلم النهار ولم أعد أرى طريقي أقفز من مكاني أنظر إلى الشارع الممتد فأراك، أهبط الدرج مسرعا أفتح ذراعي..
يا لليل، من أنت؟
لست حبيبتي..

أكتب لك من غزة ولهيب المعركة يشعلني شوق إليك، مع هذا الجحيم الساقط من السماء أراك ملاكي تمدين إلى يديك من بغداد أحدق في عينيك أنام أصحو على فرقعة القنابل العنقودية.
يا الله أنقذني لأرى وجه حبيبتي

أشتاق لعينيك عند المساء لا تسأليني لماذا؟ فالبحر أجمل ما يكون: عند المساء.

اجتاحني اليوم إعصار الشوق إلى لحظة انصهارنا هناك في الغابة السرابية فوق تلة العشق البنفسجية أخذتني بكل حنانك إليك إلى بيروت التي تنوء بحملها في زمن العمامات المسيسة.

اجتاحني إعصارك وأنا أبحث عنك سبية في قصر الخليفة
منذ التقيتك وأنت تدخلين بسلاسة إلى أوردتي فتنعشين شرياني

أريدك قبل أن تصل إليك داعش وتهديك سبية لأميرها.

من كربلاء كتب إلى يقول:
خطيب وقفة العتبات المقدسة مرتضى الشاهرودي يرى ان الوقوف عليها أفضل من الوقوف على عرفة..
قلت: لأبقى خارج العالم المخبول.

بقلم : سمير البرغوثي