أعرب عدد من أهالي الخور عن سعادتهم بافتتاح المركز الصحي الجديد، متوقعين أن يساهم في تخفيف الضغط المتزايد على مؤسّسة حمد الطبية، والتي تعاني من زحام دائم نتيجة كثرة المرضى والمراجعين، مطالبين بإضافة المزيد من التخصصات الطبية الدقيقة، والمختبرات ومعامل الأشعة المتطورة، بالإضافة إلى إجراء العمليات الجراحية البسيطة، والتعامل مع الحالات الطارئة، دون الحاجة للذهاب إلى الدوحة.
وأشاروا في تصريحات خاصة لـ «الوطن» إلى أن افتتاح المراكز الصحية الجديدة وتطوير الخدمات بها، يقلل من عدد التحويلات لمستشفيات مؤسّسة حمد الطبية، باعتبار أن المراكز الصحية هي أول ما يلجأ إليه المرضى، لذلك فإن تطويرها وزيادة أعدادها سيكون له مردود إيجابيّ على كافة مرافق القطاع الصحي، كونه يسمح للمواطنين بالاستفادة من خدمات الرعاية الصحية في الوقت المناسب دون تأخر في المواعيد الطبية.
خدمة المراجعين
بدايةً يؤكد السيد عبد الله مقلد المريخي عضو المجلس البلدي المركزي عن الدائرة «25»، والتي تضم مناطق منها الخور وسميسمة والظعاين ولوسيل شمالا وراس النوف والعقدة والجريان، أن افتتاح مركز الخور الجديد يأتي بالتزامن مع ما تشهده المدينة من توسّع عمراني سريع وزيادة كبيرة في الكثافة السكانية، مبينا أن منطقة الخور كانت تحتاج إلى إقامة مركز صحي بهذه التقنية والتطور، معرباً عن سعادته بالمركز الذي يوفر كثيرا من العيادات التي تتميز بتقديم خدمات الصحة والمعافاة، فضلا عن العديد من العيادات في تخصصات طب الأسرة والطفل السليم والمرأة والأمراض المزمنة وعيادات الأسنان والجلدية والأنف والأذن والحنجرة وغيرها من التخصصات، وتمت في المركز مراعاة متطلبات فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في التصميم، من حيث اللافتات الإرشادية من صور معبرة ورموز طريقة برايل للمكفوفين، ودورات مياه ملائمة، وممرات واسعة لسهولة الحركة، وأبواب آلية، ومكاتب استقبال ذات ارتفاع مناسب، فضلا عن مواقف قريبة من المداخل الرئيسية ومنحدرات بدلا من السلالم.
توقيت مناسب
ومن جانبه أشاد الناشط الاجتماعي علي بن راشد المحري المهندي، بالخدمات الطبية التي يقدمها مركز الخور الصحي الجديد، معرباً عن سعادته بالإمكانيات التي تتوفر في المراكز الصحية الجديدة، مؤكداً أن تطوير الخدمات الطبية بالمراكز الصحية، سوف يقلل من عدد التحويلات لمستشفيات مؤسّسة حمد الطبية، باعتبار أن المراكز الصحية هي أول ما يلجأ إليه المرضى، لذلك فإن تطويرها سيكون له مردود إيجابيّ على كافة مرافق القطاع الصحي، كونه يسمح للمواطنين بالاستفادة من خدمات الرعاية الصحية في الوقت المناسب دون تأخر في المواعيد، مشيدا بفكرة تطبيق نظام طب الأسرة بالمركز الجديد، وهو تخصص طبي يوفر خدمات الرعاية الصحية الشاملة لجميع أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم، كما أنه سوف يختصر المسافات على المواطنين الذين يذهبون إلى المستشفيات في الدوحة، كما أنه يخفف العبء على مستشفى الخور الكبير الموجود بالمنطقة، بما سيقوم به من دور طبي متكامل.
عيادات تخصصية
ومن ناحيته أشار السيد عيسى إبراهيم المهندي، إلى تطور الخدمات الطبية بمركز الخور الصحي الجديد، والذي يوفر مجموعة من العيادات التخصصية، التي تتناسب مع احتياجات المرضى وفق أفضل وأعلى معايير الجودة، مؤكدا أن المراكز الصحية تمثل أهم مرافق القطاع الصحي في الدولة، لذلك الاهتمام بتطويرها أمر ضروري للغاية، داعياً إلى رفع مستوى الكفاءات الطبية، بحيث يتم اختيار أفضل العناصر من الأطباء والممرضين للعمل في مراكز الرعاية الصحية الأولية، إلى جانب الاهتمام بتطوير المعامل والمختبرات بأحدث وسائل التكنولوجيا بحيث تصبح قادرة على إجراء كافة التحاليل دون الاضطرار للذهاب إلى الدوحة لإجرائها، وهو ما سيعمل على تخفيف الضغط عن معامل ومختبرات مؤسسة حمد الطبية.
وأكد المهندي على ضرورة توفير خدمات الرعاية الصحية الأولية للمُجتمع، مع مُراعاة التوزيع الجغرافي والكثافة السكانية لكل منطقة بحث يتم توزيع المراكز الصحية بشكل عادل، مع ضمان حصول كافة المرضى على الرعاية الصحية في الوقت والمكان المُناسبين، بالإضافة إلى تحسين تجربة المُراجعين وتعزيز سلامتهم، لذلك يرى أن المركز الصحي الجديد تم تزويده بجميع المُتطلبات لتقديم مستوى مُتميز من الخدمات الصحية والطبية على الوجه الأمثل.
تقليل الانتظار
وبدورها أشادت السيدة مريم الحميدي، بالمنظومة الصحية وحالة المواكبة والتطوير التي تشهدها من حين لآخر، من أجل توفير الراحة والوقت والجهد على المراجعين سواء داخل مؤسسة حمد الطبية أو مراكز الرعاية الصحية الأولية، مؤكدة أن افتتاح مركز الخور الصحي الجديد من شأنه تقليل مدة الانتظار، كما أنه سوف يساهم كثيرا في تخفيف ازدحام المراجعين بمؤسسة حمد الطبية، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة زيادة الكادر الطبي في جميع التخصصات داخل المراكز الصحية الجديدة، لاسيما تلك التي تواجه ضغطا كبيرا، باعتبار أن نقص عدد الأطباء يسهم في مضاعفة الأزمة وزيادة قوائم الانتظار، فضلاً عن افتتاح أقسام للطوارئ في المراكز الصحية، خاصة الخارجية التي تبعد مسافة كبيرة عن طوارئ حمد العام.
وأشارت الحميدي إلى أنَّ التطورات التي يشهدها القطاع الصحي في دولة قطر ممتازة، ولكننا نطمح إلى المزيد من التطوّر، فهو قطاع مهم ولابدّ من رعايته، حتى تكون الخدمات المقدمة مُناسبة للمواطن، فمن أبرز مشاكل القطاع الرئيسية التي بسببها أصبح الكثير من المواطنين لا يقصدون القطاع الحكومي، ويتجهون مباشرة للقطاع الخاص، مشكلة المواعيد سواء بالعيادات التخصصية بالمراكز الصحية أو في العيادات الخارجية بمؤسّسة حمد الطبية، منوهةً بأن أي نظام صحي في العالم يعاني مشاكل، ولكن بالنظر للمشاكل التي يعاني منها القطاع الصحي بدولة قطر نجد أنه يمكن تقليلها أو حلّها من جذورها باتخاذ القرارات السليمة.
زيادة المراكز
وتتبنى مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خطة توسعية لزيادة عدد المراكز الصحية، حيث إن هناك مراكز جديدة سيتم افتتاحها خلال الفترة المقبلة، بعد افتتاح مركز الخور الصحي الجديد، وهي: المشاف، وأم السنيم، والسد، استعدادا لبطولة كأس العالم «2022»، كما تتضمن الخطة التوسعية إنشاء مراكز صحية جديدة في مناطق الهلال وبني هاجر وأم غويلينة ومدينة خليفة، حيث سيكون كل من مركزي أم غويلينة ومدينة خليفة بديلين للمركزين الحاليين، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من تشييد هذه المراكز بحلول «2024» وفي الوقت الذي يتم التركيز فيه على إنشاء مراكز جديدة، يجري أيضا العمل على صيانة وتوسيع بعض المراكز الحالية التي تشهد إقبالا كبيرا من المراجعين، خاصة تلك التي تخدم مناطق سكنية كثيفة.
خطط واستراتيجيات
ونجحت مؤسسة الرعاية الأولية خلال العشر سنوات الماضية في زيادة عافية وصحة ورفاه سكان قطر بتقديمها أفضل الخدمات الصحية وتطويرها باستمرار من خلال العيادات التخصصية، وتدشين طب الأسرة، والرعاية المنزلية، والاهتمام بالصحة النفسية، وغيرها من الخدمات، بالإضافة إلى الخدمات الوقائية المتمثلة بافتتاح المؤسسة لأكثر من «5» مراكز صحة ومعافاة في البلاد، وأيضا تقديمها خدمات الكشف المبكر والفحص الذكي، ولا تزال المؤسسة مستمرة في رسم خطط واستراتيجيات جديدة تساعدها على التفرّد في مجال الرعاية الأولية من خلال توسيع التغطية الجغرافية لمراكزها وتقديم خدمات متطورة ودعم البحث العلمي واستقطاب الكفاءات ودعم شركاء المؤسسة في القطاع الصحي وجميع القطاعات الأخرى.
وشهدت خدمات مؤسسة الرعاية الأولية تطورا ملحوظا، فقد استطاعت المؤسسة خلال السنوات الأخيرة تقديم خدمات إلكترونية هي الأولى من نوعها في القطاع الصحي بدولة قطر بإطلاقها لتطبيق «نرعاكم» الذي بفضله أصبح بإمكان سكان قطر إدارة كافة الأمور المتعلقة بصحتهم وصحة أسرهم في أي وقت ومن أي مكان، كما لعبت المؤسسة دورا هاما ورئيسيا في التصدي للجائحة، حيث تولت المراكز الصحية التابعة للمؤسسة مسؤولية اكتشاف الحالات المشتبه بها والتعامل معها، هذا بالإضافة إلى إطلاقها لحملات تطعيم واسعة النطاق ضد «كوفيد - 19»، كما أنها قدمت الدعم اللازم لشركائها في التصدي لهذه الجائحة.
كما حرصت مؤسسة الرعاية الأولية على الاستمرار في تقديم خدماتها عبر كافة مراكزها الصحية المتاحة، والحفاظ على سلامة وأمن مراجعيها وتقليل فرص العدوى من خلال تقديم بعض الخدمات عن بعد مثل الاستشارات الهاتفية ومكالمات الفيديو وخدمة توصيل الأدوية إلى المنازل وإنشاء مركز الاتصال المجتمعي وتدشين الخدمات الإلكترونية.