كتب محمد الجزار
يستضيف استاد المدينة التعليمية، أحد ملاعب بطولة كأس العالم 2022، مباراة القمة العربية التي تجمع الدحيل بطل قطر، وصاحب الأرض والجمهور وفريق الأهلي بطل مصر وإفريقيا في مواجهة بنكهة مونديالية ضمن منافسات كأس العالم للأندية التي تستضيفها الدوحة خلال الفترة من 4 إلى 11 فبراير الجاري بمشاركة 6 أندية.المباراة ستنطلق الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت الدوحة، وسط حضور جماهيري بعدما قرر الفيفا بالتنسيق مع اللجنة المحلية المنظمة السماح بتواجد 30 % من السعة الإجمالية للاستاد والمقدرة بـ40 ألف متفرج بما يوازي 13500 متفرج بسبب تداعيات الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).وأجرى جميع اللاعبين والطواقم الفنية والأجهزة الطبية والإدارية للفريقين المسحات اللازمة قبل 24 ساعة من بداية المباراة، ودخل كل الفريقين الفقاعة الطبية للحفاظ على سلامة الجميع، ونفس الأمر ينطبق على الجماهير أيضا التي ستحضر اللقاء والتي خضعت لفحص كورونا كذلك.
صدام قوي
بلا شك مباراة اليوم ستكون صداما قويا للغاية، فالطموحات فيها كبيرة والحوافز موجودة لكلا الفريقين، فجميع اللاعبين في الدحيل والأهلي يمنون النفس بالفوز والتأهل إلى نصف النهائي لمواجهة بايرن ميونيخ الألماني، وبالتأكيد هذا الهدف والطموح الكبير يزيد من قوة المباراة وصعوبتها بالنسبة للفريقين.وما يزيد أيضا من قوة اللقاء، هو الأسماء الكبيرة وقائمة النجوم العامرة في قائمة كلا الفريقين، ويكفي القول إن الدحيل والأهلي لديهما نخبة من الأسماء واللاعبين البارزين سواء المواطنون أو المحترفون الذين يعدون من أهم الركائز في قائمة منتخباتهم الوطنية.
التشكيلة المتوقعة
نبدأ في تقديمنا لهذه المباراة بالإبحار في عقل كلا المدربين صبري لموشي المدرب الفرنسي لنادي الدحيل، وبيتسو موسيماني مدرب الأهلي لنعرف كيف يفكران وما التشكيلة المتوقعة وفقا للمعطيات والمباراة الأخيرة التي خاضها كل فريق قبل خوض تحدي هذه البطولة.
الدحيل واجه الأهلي القطري في دور الـ16 من بطولة كأس سمو الأمير في البروفة الأخيرة للمونديال واستطاع الفوز عليه بنصف درزن في مباراة شهدت تألق المهاجم الكيني الجديد ميشيل أولونغا الذي سجل 3 أهداف هاتريك، بينما الأهلي المصري تعادل مع بيراميدز سلبيا قبل السفر للدوحة.
وبالنسبة لمباراة اليوم فقد يجري لموشي بعض التغييرات على التشيكلة، ولكن الأكيد أنه سيلعب بطريقة 4-4-2 لخلق التوازن بين الدفاع والهجوم وزيارة الكثافة العددية في خط الوسط مع عدم ترك المساحات أمام مهاجمي الأهلي المصري.
وسيكون صلاح زكريا موجودا في حراسة المرمى كأساسي، وأمامه أحمد ياسر المحمدي ومهدي بن عطية كقلبي دفاع، وفي اليمين كظهير بسام الراوي، وفي اليسار سلطان آل بريك.
وعلى صعيد خط الوسط فمن المرجح أن يتواجد لويس مارتن جونيور بجوار الإيراني علي كريمي كلاعبي ارتكاز لتعزيز قوة الفريق والوقوف كحائط صد أمام هجمات الفريق المصري، وسيلعب البلجيكي أدميلسون كجناح أيمن، بينما سيلعب البرازيلي دودو كجناح أيسر.
وفي الهجوم لا بديل عن الثنائي المميز المعز علي، والكيني ميشيل أولونغا اللذين سيتكفل كلاهما بالعمل على هز شباك الحارس المصري محمد الشناوي واختراق دفاعات الفريق.
ولكن قد تكون هناك خيارات أخرى أو مفاجآت يجهزها لموشي ويغير من أسلوب وطريقة اللعب وهذا ما سنراه خلال المباراة.
رأس حربة وحيد
أما الأهلي المصري فبدون شك سيكون محمد الشناوي هو حارس المرمى، وأمامه أيمن أشرف والمغربي بدر بانون في قلب الدفاع، وسيلعب محمد هاني كظهير أيمن وعلي معلول كظهير أيسر.
وفي الوسط من المؤكد أن اعتماد المدرب موسيماني سيكون على ثنائي الارتكاز المتفاهم جدا عمرو السولية وأليو ديانج، وأمامهما الثلاثي محمود كهربا ومحمد مجدي «أفشه» وحسين الشحات، وفي الهجوم وحيدا محمد شريف، لتكون طريقة اللعب 4-2-3-1 كما نتوقع، لكن قد يفاجئ موسيماني الجميع بالدفع باللاعب الجديد والتر بواليا كرأس حربة ثانٍ لمباغتة فريق الدحيل وزيادة القوة الهجومية والتضحية بثلاثي الوسط الهجومي.
واستعاد الأهلي مصابيه محمد هاني وحسين الشحات خلال الأيام الماضية بعد تعرض الأول للإصابة في الدوري المحلي، فيما عانى الشحات من آلام في العضلة الخلفية قبل أن يعود من جديد سريعا للتدريبات الجماعية، أما المغربي بدر بانون فقد تعرض لكدمة خفيفة في الكاحل لكن الجهاز الطبي للفريق المصري أكد جاهزيته للمشاركة في اللقاء.
الجماعية والفردية
ورغم أن أسلوب لعب الدحيل يبدو متشابها مع الأهلي كثيرا، من حيث الميل للعب الهجومي والانطلاقات السريعة على الأطراف في وجود لاعبين أصحاب سرعات مثل دودو وأدميلسون، وأفشة والشحات وكهربا، لكن نجد أن الدحيل يتفوق على الورق في الفرديات في ظل الكم الكبير من الأسماء والنجوم بين صفوفه، بينما يعتمد الأهلي على الجماعية أكثر.
وتؤكد المعطيات أننا سنكون على موعد مع مباراة مثيرة وقوية للغاية وسيزيد الحضور الجماهيري من بريقها في ظل الإقبال الكبير الذي وجدناه منذ إعلان الفيفا عن فتح الباب للشراء عبر موقعه الإلكتروني أون لاين.
ويحظى الدحيل بدعم هائل من الجماهير القطرية بالكامل من كل الأندية حيث ظهرت حملات دعم ومساندة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لدعم ممثل الوطن في هذه البطولة المهمة والعالمية.
أما الجالية المصرية ورابطة مشجعي الأهلي المصري في قطر فأكدت مساندتها للفريق منذ وصول البعثة إلى مطار حمد الدولي حيث كان في استقبال الأهلي عدد كبير جدا من المشجعين.
خارج الخطوط
أما على الجانب الآخر فيبرز صراع من نوع خاص جدا خارج الخطوط بين المدربين موسيماني وصبري لموشي، وكلاهما يريد إثبات تفوقه وقيادة فريق إلى مباراة نصف النهائي وتحقيق الإنجاز التاريخ لناديه تحت قيادته.
وإذا كان لموشي يشارك في هذه البطولة كمدرب لأول مرة، فإن الجنوب إفريقي موسيماني سبق له التواجد فيها عام 2015 مع نادي صن داونز الذي أشرف على تدريبه سابقا وحقق معه ألقابا عديدة.
وسيحاول كل مدرب جاهدا كذلك اختيار التشكيلة الأنسب والاعتماد على أفضل العناصر التي يمكنها أن تساعده وتعزز من حظوظ فريقه لتحقيق الانتصار.
وكلا المدربين أكد في تصريحات سابقة على الاحترام الشديد للمنافس، وقيمته الكبيرة في وجود نجوم ولاعبين مميزين بين صفوفه، وحاول كلاهما أيضا تعزيز الجانب الذهني والنفسي من خلال محاضرات مستمرة للاعبين قبل التدريبات وداخل مقر الإقامة للتأكيد على أهمية المباراة وضرورة التعامل معها بأفضل صورة ممكنة من الناحية الفنية والبدنية.
التفاصيل الصغيرة
ونظرا لتقارب مستوى الفريقين وارتفاع سقف الطموحات لدى كليهما، يمكن التأكيد على أن هذه المباراة لن تحسم نتيجتها إلا بعض التفاصيل البسيطة مثل التركيز، واستغلال أنصاف الفرص، أما موضوع عامل الخبرة فبلا شك سيظهر دوره في الأوقات الصعبة خلال المواجهة، حيث قدرة اللاعبين على التعامل مع كل الضغوط والتحولات التي قد تشهدها المواجهة.