حين يتجدد الحديث عن واقع مأساة الشعب السوري، فإننا نجدد الإشارة والتنويه إلى أهمية الجهود العظيمة المشهودة، التي ظلت دولة قطر تبذلها نحو الشعب السوري الشقيق، منذ بدء الأزمة قبل خمس سنوات وحتى الآن.
لقد تجلت جهود قطر في سعيها المستمر لمساعدة السوريين عبر مساع سياسية ودبلوماسية، من جهة أولى، ومواقف مشهودة في جانب العمل الإنساني الكبير، من جهة ثانية، إدراكا منها لفداحة المأساة التي خلقها النظام بتعنته وإصراره، منذ البدء، على أن يصم أذنيه مرارا وتكرارا عن سماع أي صوت يدعو للاحتكام إلى المنطق والعقل، واتباع القانون الدولي واحترام معايير حقوق الإنسان.
وفي هذا السياق، فإن العالم يترقب حاليا ما ستسفر عنه تفاعلات تطبيق اتفاق الهدنة في سوريا، وهو اتفاق رعته واشنطن وموسكو معا. لكن النظرات اليومية المتجددة إلى المشهد السوري لا تزال تشير إلى استمرار النظام في خرق الهدنة.
ومن المؤسف أن تأتي الأنباء تباعا، على مدى أيام تطبيق الهدنة منذ اليوم الأول منها وحتى الآن، لتؤكد أن الغارات الوحشية التي يشنها النظام، والتي تشترك في عدد منها طائرات روسية، لتقتل وتجرح العشرات، هي تصرف نشاز وسط توجهات ونوايا حقن الدم السوري.
إن التقارير تشير أيضا إلى عدم وصول أية مساعدات إلى المدن المحاصرة، التي ظلت لوقت طويل تنتظر العون الإنساني.
ونرى أن مجمل ما يمكن قوله إيجازا حول تداعيات استمرار مأساة الشعب السوري، هو التساؤل مجددا: متى يولي العالم هذه المأساة الإنسانية ما تستحقه من اهتمام بالشكل الذي ينهي معاناة سكان المدن والبلدات المحاصرة، ممن أعيتهم الحيلة وهم يخشون إما الموت قصفا بغارات النظام، أو الموت جوعا، في ظل تأخر إنفاذ الحلول المنطقية العقلانية لإنهاء المأساة؟.