الخرطوم- الوطن- لبنى الشيخ
تفوح رائحة «الشربوت» الآن – مع رائحة العيد- من كل بيت سوداني.
«الشربوت» مشروب سوداني. صناعة سودانية مثل مشروب «الحلو مر» الذي ارتبط بموائد رمضان.
من أول من صنع الشربوت؟
لا أحد يعرف من.. ومتى. كل ما نعرفه أنه مشروب ارتبط بعيد الأضحية.
يقولون إنه، مشروب يساعد على هضم اللحوم.
الشربوت، تجاوز مراسيم العيد، واصبح مشروبا معروضا باستمرار، على مدار اليوم في كل المطاعم، خاصة مطاعم الأسماك التي انتشرت بكثافة، وبصورة راقية في كل السودان.
حتى وقت قريب كان يصنع الشربوت من البلح، إلا أنه مؤخراً باتت تدخل فيه ثمار أخرى بديلة كالسمسم والكركدي والعرديب بجانب بعض الفواكه.. ولكن برغم ذلك فالبلح لا يزال هو سيد الموقف حيث تستلطفه الكثير من الأسر السودانية، ربما لأن صناعته ارتبطت تاريخيا بالتمور!
هذا العام ولأول مرة درجت شركة من الشركات المحلية على توفير الشربوت جاهزاً داخل البقالات والمحلات التجارية معبأ داخل «جركانات». كيف يصنع هذا المشروب الذي لو طالت به الأيام، تعتق، ودخل شرابه في خانة الحرام؟
تقول الخالة «فاطمة عثمان» طريقة إعداده بالبلح أو أي منتجات أخرى ولكن الأفضل والأشهر شربوت البلح الذي عرف منذ القدم.
«شربوت» البلح يتم غليان البلح، ثم تضاف إليه كمية البهارات «حب الهال، الحرجل، القرنجال، الجنزبيل، المحريب، والفلفل الاسود» ويغطى جيدا بعد ذلك لمدة تتراوح ما بين يومين إلى ثلاثة أيام، ثم يصفى ويضاف له السكر ويوضع في الثلاجة ويقدم عصيرا في عيد الاضحية لكل الضيوف.
وتقول ايضا الخالة فاطمة ان كل أسرة تضع البهار الذي يناسبها لأن إضافة البهارات الموجودة فيه مفيدة لامراض الامعاء، وتساعد في عملية الهضم بامتصاصها للدهون داخل الجسم.
الكل في السودان، يستمتع بالشربوت.. حتى رجال الدين، يتذوقونه أولا، للتأكد بأن أيامه لم تطول.. لو طالت يلعب بالرؤوس!