سفيان بن مصطفى بنحسينكاتب تونسي
زعموا أننا أمة مهزومة وأن جيش الكيان لم يوجد إلا لينتصر وأن جنوب لبنان لن يتكرر مرة أخرى وأن العين لا تنتصر على المخرز، لكنها غزة وهي عين الأمة المنزهة عن العطب، غزة العظمى تنتصر وتحيي أمجاد أسلاف أمتنا الغابرين.. غزة تنتصر ومعركة سيف القدس تعيد إلى الحياة مدن اللد وعسقلان، كادت اللد أن تنفض عنها وعثاء الصهيونية ونحسبها قريبا عروس المدن المحررة، واللد لمن لا يدري جرح نازف يروي ذكرى مجزرة موشى ديان ولن يندمل إلا مع التحرير الكامل والقصاص العادل، وعسقلان التي أنارت صواريخ المقاومة سماءها بعد طول عتمة هي توأم القدس التي قال عنها عبد الله بن عمر (لكل شيء ذروة وذروة الشام عسقلان)، ويافا التي أقيمت على قراها عاصمة الكيان وأوكار الشر والرذيلة هي عروس البحر التي لا يسقط انتماؤها لفلسطين والأمة بالتقادم، صواريخ المقاومة بكل فصائلها وأيديولوجياتها تطال كل شبر من فلسطين كما لم يحدث في كل الحروب السابقة، ألسنة اللهب وللمرة الأولى تمتد إلى داخل أوكارهم المقامة على أرضنا.
النصر العظيم هو مقدمة التحرير الشامل لكل الأرض من رأس الناقورة إلى أم الرشراش ولن يقبل الأحرار إلا بحدود 67 ولا بالكتاب الأبيض ولا حتى برمز صهيوني على قرية نائية في النقب، ما بعد سيف القدس ليس كما قبله ويبدو أن هذا الجيل قد يعيش ليشهد تحرر الأرض التي لا تقبل القسمة على اثنين. وما على أهلنا في فلسطين إلا الإعداد للموقعة الكبرى وتجنب سعي العدو لدق إسفين الفرقة بين مكونات الوطن الواحد، فلسطين اليوم موحدة كما لم تكن من قبل، وحين رد «الضيف» حفظه الله معتصم العصر على استنجاد المقدسيين به، فقد وجه الرسالة إلى عموم الفلسطينيين أن خلافات أهل السياسة لن تمر إلى الأجنحة العسكرية فضلا عن المدنيين.