مصطفى أبو السعودكاتب فلسطيني
بعد انتهاء المعركة يبدأ الحصاد، ومن كان يتألم في المعركة يدفع الثمن بعدها، هكذا تقول التجارب.. انتهت معركة «سيف القدس» بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، وللمرة الأُولى منذ ولادة الاحتلال يتألم بهذا المستوى، فهو مثل المختار الذي يهابه الجميع، فأتاه الله من حيث لا يحتسب، وضربه طفل فأصبحت هيبته هشيماً تذروها الرياح، وصارت عينه مخزية بين مخاتير الحارة.
وبالعودة إلى عنوان «الاستثمار السياسي لمعركة سيف القدس»، فإن الواجب الشرعي والوطني يقتضي العمل بكل قوة لأن المعركة السياسية التي تبدأ بعد انتهاء الحرب لا تقل شراسة عن معركة السلاح، ولهذا فهي تحتاج لمفاوض عنيد مزود بالسلاح.
ولقد كتبتُ في حسابي في فيسبوك سؤالاً حول كيفية الاستثمار السياسي لمعركة «سيف القدس»، فطرح القراء عددا من الأفكار فجمعتها مضافا لها أفكاري:
- توحيد الخطاب السياسي الفلسطيني داخلياً وخارجياً، والتخلص مما بقي من مظاهر الانقسام.
- تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل كل الطيف الفلسطيني، بما فيه سكان فلسطين المحتلة عام 48.
- تفعيل دور السفارات الفلسطينية في الخارج لتعزيز الرؤية الفلسطينية، فالهبّة العالمية المناصرة للقضية الفلسطينية التي حدثت تؤكد أن الجماهير الغربية والعربية والإسلامية في الخارج بحاجة لمن يستنهض همتها، وهذا دور مناط بالسفارات الفلسطينية في الخارج على وجه الخصوص، والسفارات العربية والإسلامية على وجه العموم.
- التأكيد على أن دولة الاحتلال دولة كرتونية وأن جيشها تمكن هزيمته.
- رفع قضايا في المحاكم الدولية، مع ضرورة تشكيل جسم قانوني من كافة رجال القانون الدوليين والمؤسسات الدولية ذات الطابع غير الرسمي.
- اصطحاب أهالي الشهداء، وخاصة النساء والأطفال، وأصحاب المنازل والأبراج المدمرة في جولات خارجية والتركيز على مشاهد الدمار وصور الأطفال والنساء.
- العمل على تخصيص مقررات جامعية في المناهج العربية والغربية تؤكد الرواية الفلسطينية.
- ضرورة زيارة سفراء الدول الغربية لغزة بشكل جماعي لإطلاعهم على الدمار الذي ألحقه الاحتلال بها.
- التنسيق مع مؤسسات إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية لعمل بث مباشر لأماكن الدمار، تخصص يوماً كاملاً كل أسبوع، مع ضرورة وجود الأطفال والنساء الجرحى وأهالي الشهداء ومخاطبة العالم باللغة التي يفهمها.
- إرسال مجموعة من الأطفال الجرحى لمجلس الأمن، وخاصة الذين فقدوا أهلهم في العدوان الصهيوني على غزة.
- الإبقاء على التعاطف العالمي مشتعلاً من خلال إقامة المظاهرات والمهرجانات والمعارض الفنية واللقاءات مع مختلف القطاعات الشعبية في كل الدول.
تلك كانت بعض الأفكار التي من شأنها المساهمة في استثمار سياسي لمعركة «سيف القدس»، وعلينا عدم الاستهانة في التفاعل العربي والدولي وألا ننتظر حتى تبرد حرارة الشعوب الملتهبة.