باتت الأزمة في سوريا تشهد بشكل متسارع المزيد من التعقيدات في ظل تداعيات مأساوية مؤسفة، حيث أننا نشهد يوميا سقوط عشرات القتلى بغارات النظام الذي بات «يبتكر» كل يوم وسيلة جديدة للقتل المروع والبشع، دون أي وازع من الدين أو الخلق أو الوطنية، فرغم تشدق النظام بأنه يعمل لأجل سوريا وشعبها، مثلما يتبجح في مزاعمه، فها نحن نرى جثامين الاطفال محمولة بين أكف الامهات والآباء والمنقذين الذين ينقبون بين ركام المباني المدمرة باستمرار، لإخراج قتلى نظام الأسد في مشاهد يكتب التاريخ عنها الآن أنها من أبشع ما حدث في التاريخ المعاصر.
لقد ظلت التقارير ترد بعد اجهاض النظام وموسكو لاتفاق الهدنة وسلسلة الجرائم التي لا تحصى ضد المدنيين، وحتى ضد العاملين الإنسانيين وهم يقومون بأشرف وأقدس المهام لإغاثة الجوعى وإيصال الادوية للمرضى، ظلت هذه التقارير ترد مسجلة أبشع الانتهاكات وابشع جرائم الحرب. فالنظام ما عاد يخشى مؤسسات الشرعية الدولية، وفق ما هو بائن الآن بوضوح.
النظام استخدم أنواعا مختلفة من القنابل على مدى اليومين الماضيين آخرها القنابل الارتجاجية وقبلها «القنابل الحارقة» وسجلات إدانة النظام باستخدام الأسلحة الكيميائية موثقة، تشهد على بشاعة وجه هذا النظام المتبجح بأنه يحمي سوريا والسوريين، وفق مزاعمه الباطلة التي لا يصدقها أحد.
إن النظر المتجدد إلى المشهد السوري ورؤية واقع الجرائم اللانهائية الممتدة في أفق الأزمة يستدعي أن تتحرك القوى الاقليمية والدولية بنهج مغاير، لإرغام النظام على وقف جرائمه.
إن الأمل لا يزال معقودا بأن تسارع القوى الاقليمية والدولية الداعمة للشعب السوري في قضيته العادلة بالاصطفاف خلف نهج جديد للحل، يرتب أولويات إنهاء الأزمة، وذلك بفرض دخول المساعدات الإنسانية عبر قرار دولي ملزم، وإرغام النظام على الجلوس سريعا للتفاوض حول رحيله في أقرب الآجال.