لله درك يا ابن شعفاط، ابيت ان ترفع شارة الاستسلام.. ورصاص الحقد ينهمر على جسدك الملائكي، وهو يعلمنا كيف تكون المقاومة.. وكيف تكون الشهادة.. وجهوا رصاصهم نحو ساقيك للقبض عليك حيا.. فأبيت الاستسلام وتمسكت بسلاحك وعيناك تدوران تحدق في هدفك.. الذي طوق المكان.. وانت وحدك في المواجهة.. كانوا يرجفون، فرسالتك وصلت في وصيتك إلى شعبك وامتك الاّ حل الا بالسلاح.. وكم كنت ذكيا وثائرا مؤمنا بعدالة قضيتك وانت تخرج من بين صفوف الكتائب المدججة بالسلاح لتنفذ عملية ثانية ترعب بها عدو الله وترسل رسالتك إلى شعبك في رسالة خطتها اناملك الممسكة بالزناد لتكتب بالرصاص:
«انا المطارد عدي التميمي من مخيم الشهداء في شعفاط، عمليتي في حاجز شعفاط كانت نقطة في بحر النضال الهادر. اعلم اني سوف استشهد عاجلا ام اجلا، واعلم انني لم احرر فلسطين بالعملية.. ولكن نفذتها وانا اضع امامي هدفا.. ان تحرك العملية مئات من الشباب لحمل البندقية من بعدي».
وما اروع أن تكون ندا قبل ارتقائك للسماء حتى آخر طلقة، ورغم الرصاص المنهمر نحوك كنت تبحث عن الباغة لتلقم مسدسك بالرصاص.
طاردتهم حتى آخر نبض في عروقك، وحتى آخر رصاصة في جيبك، وجعل سدنتهم يتلعثمون وهم ينطقون باسمك، كنت تقفز بين الرصاص كانك تتخطى حقل ألغام.. وانت ترى مكانك وقصرك في الجنة مع رجال اصطفت ارواحهم على ارجاء السماء الدنيا تنتظر روحك لتزفها إلى حورية من حوريات الجنة.
لا ادرى كيف تفكر المؤسسة الصهيونية الآن.. كم معركة عليها ان تنتظر بعد هذه المعركة.. وكم انسانا تريد ان تقتل.. وكم امة ستواجه.. فالحقيقة ان الصهيونية طارئة على فلسطين.. وعليها ان ترحل من حيث اتت.. وليبق فيها وليعد اليها من كان اجداده فيها قبل 1917.. وإلا لا أمل في ان يسكت الرصاص، فدولة عدي أقيمت بين عمليتين.. ولكل فلسطيني دولة بين رصاصتين.