دشن سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة رئيس اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة، شعار اليوم الوطني الذي سيتوج فعاليات الاحتفال باليوم الوطني في درب الساعي، بعد أن انتقل إلى مقره الجديد والدائم، وذلك في حفل كبير بمحمية أم صلال محمد التراثية، وبحضور عدد كبير من الشخصيات المعروفة والإعلاميين والكتاب والمثقفين.

وقد تم عرض فيلم قصير يعبر عن التلاحم بين فئات المجتمع القطري، مظهرا لوحة جميلة تعبر عن قيم الولاء والتكاتف السامية.

ومن ثم ألقى سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني كلمة في هذه المناسبة، حيث قال «اليوم الوطني هذه السنة مختلف فهو يتزامن مع استضافة دولة قطر لكأس العالم وبذلك يصبح كل منا سفيراً لهذ البلد المعطاء، الكبير والصغير، المواطن والمقيم هو سفير، ولكن بين أهله وذويه، سفير بأخلاقنا، بقيمنا، بثقافتنا، بمروءتنا وبحكمتنا».

ومن ثم كشف سعادته عن شعار اليوم الوطني لهذا العام «وحدتنا مصدر قوتنا»، وهو مقتطف من كلمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد الـمفدّى حفظه اللّه، مؤكدا حقيقة تحلّي القطريين بالحكمة والمروءة على مدار عقود من ملحمة التأسيس.

وأضاف أن الحكمة قدمها الله عز وجل على الموعظة الحسنة، ومن الأهمية بمكان الانطباع الأول، فليس لديك فرصة ثانية لترك انطباع أول.

ونوه قائلا «لابد أن يكون الشعار لهذه السنة متماهيا مع هذا الحدث، وخاصة أن العالم يأتي إلينا في هذه المناسبة بشتى ثقافاته».

وتابع سعادته «نحن حريصون على ترسيخ ثقافتنا في وطننا وفي الأجيال القادمة، فلو لم تكن وحدتنا لما أصبحت دولة قطر على ما هي عليه اليوم، ولو لم تكن وحدتنا لما أُشير إليها بالبنان، ولو لم تكن وحدتنا لما استطعنا أن نستضيف كأس العالم على هذه الأرض الطيبة».

واستشهد سعادته ببيت شعر قال إنه «ينطبق على بعض ممن تقلدوا مناصب في شتى بقاع الأرض»:

كلُّ العداواتِ قد تُرْجى مَوَدَّتُهَا.... إلاَّ عداوةَ من عَادَاكَ عن حَسَدٍ

وفي قول آخر:

حَسَدوا ألفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيهُ...... فَالقَومُ أَعداءٌ لَهُ وَخُصومُ

وأكد سعادته أن «الأمم لم تقم على عامل النطاق الجغرافي، ولم تقم على عامل التعداد السكاني، بل قامت على الهمم وهو ما عُرف بها القطريون منذ تأسيس هذه الدولة».

وشدد على أنه «بهمّتنا ووحدتنا كمصدر لقوتنا استطعنا أن نتجاوز المصاعب الاقتصادية والسياسية، بل حتى العسكرية».

كما استشهد سعادته ببيت شعر للمغفور له إن شاء الله الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مؤسسة دولة قطر:

صبرنا لها ما زعزع الدهر عزمنا...... نلنا بها العالية على كل طايل

وأردف قائلا: «كما كانت دائماً قلوبنا مفتوحة للجميع ستكون أبواب درب الساعي مفتوحة للجميع بين 25 نوفمبر حتى يومنا الوطني، اليوم الذي يصادف نهائي كأس العالم في 18 ديسمبر 2022، ليكون معلما لثقافتنا وإرثنا الحضاري».

واختتم سعادته كلمته قائلا: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وأتقدم بالشكر لكل من سبقنا وساهم في بناء هذا الوطن، فنحن امتداد لهم».

«4500» نشاط ثقافي وتراثي

ومن جهته قال الدكتور غانم بن مبارك العلي المشرف العام على احتفالات اليوم الوطني للدولة، في كلمة له خلال التدشين «إن الاحتفال باليوم الوطني هذا العام يأتي في سياق استثنائي، يحملُ معنى التحدّي»، مشيرا إلى أن «تزامُن كأس العالم مع الاحتفال باليوم الوطني يرفع سقف التحديات التي اعتاد عليها المجتمع القطري منذ تأسيس الدّولة وعلى مرّ الأجيال، وتطلّبت منه هذه التحديات أن يكون كالبنيان المرصوص في تماسكه ووحدته وولائه».

واعتبر الدكتور غانم بن مبارك العلي أن شعار اليوم الوطني «وحدتنا مصدر قوّتنا» جاء تعبيرًا عن أثر هذه الرابطة الفكريّة والاجتماعيّة في الاستجابة للتحديات، وبيّنت الوحدة في السّراء والضّراء.

وقال إن «اليوم الوطني لهذا العام يحتوي على حوالي 4500 نشاط ثقافي وتراثي على مدى 24 يوما، من شأنه تعزيز الولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية، ويكشف لزوّار قطر في فترة كأس العالم عن الجوانب المضيئة في تاريخنا وثقافتنا ومدى إيماننا بالتفاعل الحضاري مع سائر الثقافات واعتزازنا بقيمنا العربيّة الإسلاميّة».

وأشار الدكتور غانم بن مبارك العلي إلى تدشين المقرّ الجديد والدائم لـ«درب السّاعي» في منطقة أم صلال محمد على مساحه 150 ألف متر مربع، مؤكدا أن «درب الساعي سيمنح زوّاره وزوّار قطر من ضيوف كأس العالم فرصة القيام بجوله ثقافيّة تراثية فنية تعكسُ الموروث القطري والقيم الوطنيّة»، مؤكدا أنه «بقدر ما تُعزّز فعاليّات اليوم الوطني عناصر الذاكرة الوطنيّة لأبناء المجتمع القطري، فإنّها تُفسح للجيل الجديد فرصة بناء شخصيّته الوطنيّة، إذ يخصّص اليوم الوطني عددا من الفعاليات للناشئة والشباب، حتّى يكون اليوم الوطني فضاءً تواصليّا بين كلّ الأجيال».

وشهد الحفل مشاركة مميزة للشاعرين مبارك آل خليفة، ومحمد ياسين صالح، حيث ألقيا أبياتا شعرية تعبر عن معاني شعار اليوم الوطني، وما يحمله من قيم وموروث قطري أصيل.

كما تم بث أغنية أنتجت خصيصا لهذه المناسبة، حيث قام الموسيقار محمد المرزوقي بتلحين أبيات الشاعرين، وغناها الفنان فهد الكبيسي.

فعاليات درب الساعي

وتأتي فعاليات درب الساعي هذا العام تحقيقاً لرؤية اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني بإعلاء قيم اليوم الوطني وتعزيز الولاء والانتماء لهذا الوطن العزيز والاعتزاز بالهوية القطرية، والتي تتجسد كل عام في احتفالات اليوم الوطني للدولة، إحياءً لذكرى تولي مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، حكم البلاد.

وقد تم تجهيز المقر الجديد لدرب الساعي بكافة المرافق والخدمات المركزية والتجهيزات اللوجستية على مساحة تبلغ 150 ألف متر مربع، لاحتضان حوالي 4500 نشاط تراثي وثقافي وفني ورياضي وترفيهي خلال الفترة من 25 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر 2022.

وتستهدف فعاليات درب الساعي هذا العام، تعزيز مشاركة جميع أفراد المجتمع وزوار دولة قطر في احتفالات اليوم الوطني، وإبراز تاريخ دولة قطر وتراثها الأصيل، ومواكبة الحدث الرياضي الأبرز عالمياً كأس العالم FIFA قطر 2022، الذي تستضيفه دولة قطر خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2022.

المقر الدائم

ويتميّز المقر الدائم لدرب الساعي في منطقة أم صلال محمد بمستوى عالٍ من التجهيزات والخدمات والمرافق العامة التي توفر عوامل الراحة والأمان للزوار والجهات المشاركة وتعزز تجربتهم خلال الفعاليات، ويظهر ذلك جلياً من خلال توزيع أجنحة الجهات المشاركة في درب الساعي ومقراتها، فضلاً عن التصميم الذي يبرز التراث المعماري القطري الأصيل بصبغة عصرية إبداعية.

كما يتميز المقر الجديد بسهولة الوصول إليه من ثلاث طرق رئيسية، بالإضافة إلى مترو الدوحة عبر الخط الأخضر «محطة الريان القديم»، مما يعزز انسيابية الحركة المرورية، بالإضافة إلى وجود مساحة مواقف تستوعب 3500 سيارة تقريباً، وهي تتصل بسبع بوابات رئيسية وخمس بوابات خدمية للدخول والخروج بأريحية تامة، كما توجد شاشات عرض رئيسية لبث عدد من الفعاليات أمام جمهور درب الساعي.

كما يوفر درب الساعي لزواره في المقر الجديد هذا العام تجربة قوائم متنوعة من المأكولات والمشروبات لأكثر من 30 مطعماً ومقهى تتوزع في فعاليتي سوق واقف والميز، فضلاً عن وجود 80 متجراً في فعالية سوق واقف، كما يوجد بالمقر 9 مبانٍ ثابتة لدورات المياه.

تعزيز تجربة الزوار

وتسعى اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني إلى تعزيز تجربة زوار وضيوف دولة قطر في درب الساعي بباقة غنية من الفعاليات والأنشطة التي تبرز الثقافة القطرية والتراث الأصيل، حيث يبلغ عدد الفعاليات حوالي 4500 نشاط ثقافي وتراثي في أكثر من 191 فعالية رئيسية، وأمسيات شعرية وموسيقية، إضافة إلى عدد من الندوات الأدبية والفكرية والفنية، إلى جانب معارض ومسابقات، ومتحفين، وعدد من الحرف والألعاب الشعبية، وورش عمل، وهي تقام جميعاً خلال 24 يوماً من الاحتفالات.

وهناك رحلة ثقافية تنتظر رواد درب الساعي عبر مجموعة ثرية من الفعاليات الثقافية والندوات الأدبية والفكرية والأمسيات الشعرية والحفلات الموسيقية والملتقيات الأدبية والعروض المسرحية والمعارض والورش الفنية، فضلاً عن أنشطة ثقافية تعليمية للكبار والأطفال.

ويعـد المـسرح ركنـاً مهما مـن أركان الفعاليات الثقافية في درب الساعي، حيـث تدار فيـه الندوات الأدبيـة والفكريـة والثقافيـة، وتنظـم فـيـه الـعـروض المسرحية والأمسيات الشعرية والحفلات الموسيقية.

ويأخذ المسرح أهمية خاصـة مـن حيـث المحتوى الفكري المهم الذي يقدمه ومن حيث الشكل المعماري المميز يحتوي على خشبة مسرحيـة مميـزة بفتحـة قدرها 10 أمتـار وعمق 12 مترا، ويتسع المسرح لحوالي 350 متفرجا ضمن جلسة مميزة وزوايا مريحـة للرؤية ومناسبة للفضاء الفني والجمالي، وهو مـا يخلـق جـوا فـريـداً يحفز الجمهور للاستمتاع بهذه الليالي المبهرة.

وسيشهد المسرح 46 نشاطا ثقافيا وفنيا يوميا يتنوع بين ندوات أدبية وفكرية، وأمسيات شعرية، وعروض مسرحية، وحفلات فنية.