+ A
A -
انتهى موسم الأعياد لهذا العام وبدأ العام الدراسي الجديد بكل ما يحمله من أشياء جميلة وتحديات، فبالنسبة للتلاميذ ليس من السهل الانتقال من أجواء الحرية المطلقة، كالنوم لوقت متأخر واللعب طوال اليوم، إلى أجواء الالتزام والانضباط والتعب. فمن البديهي ألا يعجبهم ذلك، وقد تبدأ بعض الصراعات بين الأهل والأبناء أو بعض التمردات هنا وهناك وخاصة إذا وجدوا في مدارسهم ما يزعجهم.
الحقيقة أن موضوع جودة التعليم والمدارس موضوع عميق ومضن ولا يخلو من تناقضات، فأنا من جيل كان فيه الغالبية يرسل أولاده إلى المدارس الحكومية، ورغم أن تعليمنا كان بالمجان إلا أن مخرجاته لم تكن بأي حال أقل من مخرجات مدارس اليوم، علمًا أننا اليوم ندفع مبالغ طائلة من كل عام دراسي للمدارس الخاصة، ورسوم بعض هذه المدارس تزيد سنويًا بنسبة تتجاوز من خمس عشرة بالمائة علمًا أننا لا نلحظ تحسن بسوية التعليم وفقاً لهذه النسبة، لا بل وفي بعض الحالات نلاحظ تناقصًا بالأداء. فمنذ إعلان حكومتنا الرشيدة إطلاق نظام القسائم التعليمية لمساعدة القطريين في تعليم أبنائهم وبناتهم، أخذت المدارس الخاصة على عاتقها تحدٍ كبير، يكمن هذا التحدي بجعل قيمة القسيمة التعليمية لا تغطي الرسوم الدراسية، وبكلام آخر.. نجد المدارس الخاصة تأخذ تكاليف تعليم الطالب مرتين، مرة من قيمة القسيمة التعليمية ومرة أخرى من جيب الأهل.
وأنا أدعو أصحاب هذه المدارس من خلال هذا المنبر، لوضع خطط وتكثيف الجهود التي من شأنها رفع مستوى التعليم وتحسينه، بدلاً عن أن نضع كل تكتيكاتنا وخططنا في كيفية زيادة ورفع الرسوم الدراسية وتحقيق الربح المادي.
فالجيل القادم هو كل ما نملك وهو الثروة الحقيقية لهذا الوطن المعطاء، فلماذا لا نحافظ على هذه الثروة ونصونها ونجعل موضوع تعليمها خط أحمر خارج بورصة جني الأموال والتجارة؟ أليس بناء العنصر البشري وتحسين التعليم أحد ركائز رؤية قطر 2030. فلنضع هذه الرؤية نصب أعيننا ولنتعاون على تنفيذها لبناء بلدنا.