+ A
A -
كتب محمد الجعبري
تحتفل حديقة القرآن النباتية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، خلال الفترة المقبلة بزراعة 2022 شجرة في إطار الاستعدادات لإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، حيث اقتربت الحملة من تحقيق أهدافها، إذ غرست بالفعل حتى الآن ما يقرب من ألفي شجرة. يأتي ذلك في إطار احتفال حديقة القرآن خلال سبتمبر المقبل بمرور 13 عاماً على افتتاحها.
حيث ستقوم الحديقة باستعراض أقسامها ونباتاتها والمتحف النباتي فيها، ومركز الصون النباتي، كذلك يسلط الاحتفال الضوء على دور الحديقة، التي تُعنى بزراعة النباتات التي ورد ذكرها في القرآن والحديث والسنة النبوية، في إظهار، منذ تأسيسها، اهتمام التراث الإسلامي بالحفاظ على البيئة، وإسهاماتها الملموسة والمستمرة في رؤية قطر الوطنية 2030.
كما ستقوم الإدارة بالتركيز على تأثير حديقة القرآن النباتية الملموس ودورها البارز في غرس الإحساس الجماعي المشترك بالمسؤولية تجاه البيئة لدى طلاّب المدارس من جميع الأعمار، عبر برامجها ومبادراتها التعليمية التي تركّز على استدامة البيئة وصونها، مثل برنامج «باحث النبات اليافع»، وبرنامج «امرح وتعلم» التعليمي للمرحلة الابتدائية، وبرنامج الأمن الغذائي التعليمي.
وتضمّ الحديقة 59 نوعاً نباتياً مذكوراً في القرآن الكريم والسُنة النبوية، وثمة مشاتل تحوي أكثر من 6 آلاف نبتة من أشجار وشجيرات وعشبيات معمّرة، وأخرى حولية من بيئات جغرافية ومناخية متباينة، مثل النباتات الصحراوية ونباتات المناخ المعتدل والاستوائية، منها الخردل والعصفر والكمون والشعير والعدس والحبة السوداء والأرز، إضافة إلى السمسم، القمح، البصل، الكراث، الثوم، القثاء، القرع، العسلي، البطيخ، الدباء، اليقطين، السعدان والسلق وغيرها. أما النباتات المعمّرة، فتشمل القتاد، الإذخر، الحنظل، الزقوم، السنامكي، قصب الذريرة، القسط، الزعفران، البردي، الزنجبيل والزرنب، إضافة إلى الصبار والريحان.
وتحرص حديقة القرآن النباتية على إشراك المجتمع المحلي والتواصل مع أطيافه المختلفة، من خلال أنشطة توعوية متنوّعة على مدار العام، توجه الوعي المجتمعي نحو مفاهيم أساسية ومهمة، مثل تعزيز المسؤولية تجاه البيئة واحترام تنوّعها، وتأكيد قيمة غرس الأشجار في الدين الإسلامي، والحفاظ على الموارد الطبيعية لدولة قطر.
وفي إطار الاحتفال بيوم البيئة القطري، الفترة الماضية، أطلقت عضو مؤسسة قطر، حديقة السيدات الدبلوماسيات الأفريقية، وغرست الدبلوماسيات أشجاراً تعود لـ10 دول أفريقية.
كما قامت حديقة القرآن النباتية، بتنظيم ندوة عن بُعد بعنوان «النباتات الطبية وأهميتها للجهاز المناعي» سلّطت الضوء على فوائد النباتات الطبية في تقوية جهاز المناعة لدى الإنسان.
استضافت الندوة نخبة من الخبراء المتخصصين في هذا المجال حيث ناقشوا استخدامات النباتات الطبية في مواجهة الأمراض، واستعرضوا دراسات الحالة حول النباتات والغذاء والمشروبات التي لها تأثير مهمّ في تقوية كفاءة جهاز المناعة في التصدي للميكروبات والفيروسات.
وتضمنت الندوة كذلك مناقشات حول النباتات الفطرية في قطر وخصائصها الطبية وحمايتها، بالإضافة إلى محاضرة حول النباتات الطبية والتجارب المختبرية المرتبطة بها التي تحلل تأثيرها في مقاومة أمراض المناعة والوقاية من السرطان.
من جانبها، علقت السيدة فاطمة الخليفي، مدير حديقة القرآن النباتية بقولها: «تولي الحدائق النباتية العالمية اهتماما كبيرا للنباتات الطبية وتعترف بأهميتها في الوقاية وتقوية الجسم، فالمواد الفعالة المستخلصة من النباتات الطبية تعتبر مكونا رئيسيا في صناعة الدواء الحديث، لذلك تقوم الحدائق النباتية بعمل مهم وهو صون الأنواع النباتية الطبية كما تسهم في الأبحاث حول هذه النباتات بالتعاون مع المؤسسات العلمية. لعالمنا العربي، ومنطقة الخليج بصفة خاصة، تاريخ حافل وثري في استخدام الطب التقليدي كاستخدام السنامكي والمره والأهم ان يكون بالتوازي مع الطب الحديث.
يُسعدنا في حديقة القرآن النباتية أن نتحاور مع مجتمعنا حول هذا الموضوع البالغ الأهمية، ونتطلع لمواصلة إقامة المزيد من الندوات والفعاليات المماثلة في المستقبل القريب».
جدير بالذكر أن حديقة القرآن النباتية وفي إطار تركيزها الرئيسي على نباتات القرآن والحديث والنباتات في قطر تلتزم بتوثيق المعرفة التراثية في ضوء العلوم الحديثة، وقد دشنت الكثير من المبادرات لإذكاء الوعي بالبيئة والحفاظ عليها، ومن جهودها في هذا الصدد مشاركتها في تنظيم «المؤتمر الدولي الأول في اللبان والنباتات الطبية: التطورات الأخيرة في البحث العلمي والصناعة» لتسليط الضوء على تطبيقات واستخدامات النباتات الطبية واللبان العلاجية والدوائية في العديد من الدول والثقافات.
copy short url   نسخ
24/07/2021
560