+ A
A -
الخرطوم- الأناضول- تحولت موجة الغلاء بالأسواق السودانية إلى أحد أهم التحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية في عامها الثالث.
ورغم محاولات حكومية لكبح جماح أسعار السلع، إلا أنها تختفي أمام نسب التضخم الصاعدة في البلاد لمستويات قياسية. وسجل معدل تضخم أسعار المستهلك السنوي في يونيو الماضي 412.75 بالمائة، مقارنة بـ 378.79 بالمائة لمايو السابق له.
وكانت إحدى المعالجات التي نفذتها الحكومة، حملة قومية لمراقبة الأسعار في الأسواق بالعاصمة الخرطوم والولايات المحلية.
وفي يوليو الماضي، نفذت وزارة التجارة والتموين حملة قومية لمراقبة الأسواق وضبط أسعار السلع، عبر حملات توعية وسط التجار، للإسهام في خفض الأسعار.
وتهدف الحملة إلى إحداث استقرار في جانبي الوفرة والأسعار، بجانب تبصير المواطنين بحقوقهم وصولاً لأسعار معقولة ومناسبة في السوق حسب التكلفة.
ويتألف الفريق المسؤول عن الحملة، من ممثلي الجهاز القومي لحماية المستهلك ونيابة حماية المستهلك، والمباحث العامة ومباحث التموين والجمارك والأمن الاقتصادي، إضافة إلى المواصفات والمقاييس وإدارة المستهلك ومجلس تنظيم المنافسة.
واستمرت الحملة خلال يوليو الماضي واختتمت أعمالها بداية أغسطس الجاري.
وفي تصريحات صحفية سابقة، قال وزير التجارة والتموين علي جدو، إن الحملة تهدف في هذه المرحلة لتوعية التاجر وحماية المواطن من الجشع والاستغلال ورفع الأسعار.
والحملة، بحسب الوزير، تمنح التجار فرصة تصويب أوضاعهم فيما يتعلق بوفرة السلع وعدم احتكارها وبيعها بأسعار مناسبة.. «هي حملة عادلة وليست حربا على التجار».
وتتصاعد أسعار السلع الاستهلاكية بصورة مستمرة، على إثر القرارات الاقتصادية التي أقرها السودان خلال الفترة الماضية، حيث طبق سياسة التعويم الجزئي للجنيه مقابل الدولار، في محاولة للقضاء على الاختلالات النقدية، في فبراير الماضي.
وفي يونيو الماضي، أعلن السودان تحرير أسعار الوقود بشكل كامل، وترك أمر الاستيراد لشركات القطاع الخاص دون تدخل من الدولة.
وساهمت هذه القرارات في ارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير.
إلا أن خبراء ومحللين اقتصاديين قللوا من فعالية الحملة في تخفيض أسعار السلع، لا سيما في ظل تبني السودان لسياسة التحرير الاقتصادي.
وقلل الخبير الاقتصادي، على الله عبد الرازق من جدوى حملات وزارة التجارة الأخيرة، على الأسواق ومراقبة الأسعار.
وقال للأناضول: «ليس عدلا ولا منطقا اقتصاديا، أن تفرض الحكومة أسعارا محددة، في ظل تبني سياسة للتحرير الاقتصادي أو ما تعرف بـ«السوق المفتوحة».
وبرر ذلك بأنه في ظل فلسفة السوق المفتوحة، فإن آلية العرض والطلب هي التي تحدد السعر في السوق.
ونبه عبد الرازق إلى أن الحكومة أصدرت قرارات متصلة بإلغاء نظام الدولار الجمركي، وأخرى تتصل بتعويم سعر الصرف خلال الفترة الأخيرة، ما ساهم في أن يتجاوز سعر الصرف في السوق الموازية 450 جنيها لكل دولار.
كان سعر الدولار في السودان يبلغ 42.5 جنيه حتى قبل عامين.
وأوضح عبد الرازق أن سعر الصرف في السوق الموازية، هو سعر الواردات من السلع، بما يساهم بالضرورة، في ارتفاع أسعار السلع المستوردة، إضافة إلى تكاليف أخرى مثل النقل، وهامش الربح، والنقل الداخلي.
وأكد أن أسعار السلع وخاصة المستوردة منها، وأغلبها استراتيجية تدخل في قائمة السلع المعلن تحديد أسعارها من قبل وزارة التجارة، ستتضاعف في الأسواق.
وأشار إلى أن القرارات الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها الدولة، ساهمت هي الأخرى في رفع أسعار مدخلات الإنتاج، ولجهة ارتفاع تكاليف النقل الباهظة، بسبب تحرير أسعار الوقود.
في المقابل، رهن الأمين العام للجمعية السودانية لحماية المستهلك ياسر مرغني، نجاح الحملة القومية لمراقبة الأسعار في الأسواق، بتوفير كافة التعيينات الوظيفية للجهاز القومي لحماية المستهلك حتى يقوم بدوره المنوط به.
ووصف في حديث مع الأناضول، الحملة بأنها محدودة لجهة أن تأثيرها يزول بانتهاء فترتها.. المطلوب حملات مستدامة.
copy short url   نسخ
12/08/2021
83