كلما تأملت في أحداث التاريخ أجد أن الإجرام والخيانة والغدر هي صفة بارزة غالبة على أعمال الخير والبناء واستعمار الأرض، فالإنسان الذي استخلفه الله في الأرض مهمته الأساسية أن يقيم العدل وأن يعمر الكون وأن يخلف نجاحات من الإرث الإنساني لجيل بعد جيل حتى تتحقق الغاية من الخلق، وهي إعلاء كلمة الحق في الأرض وعدم سفك الدماء، لكن الذي حدث أن فترات الاستقرار والإعمار في الكون كانت بسيطة مقارنة بفترات الحروب والدمار والخراب، أي أن أشرار الناس يمثلون الأكثرية.
وإذا فقد الإنسان إنسانيته فإنه يتحول إلى وحش كاسر، ومن الصعب عليه أن يعود إلى بشريته إلا أن يشاء الله، وهذا ما نشاهده في حاضرنا الذي سيتحول إلى تاريخ يحوي بين صفحاته قليلا من الجرائم الكثيرة التي ترتكب فمعظم الجرائم لاسيما جرائم الإبادة التي تجري الآن في سوريا والعراق تحديدا تجري بعيدا عن كاميرات التلفزة وعيون المدونين من الصحفيين، ومن ثم فإنها يهال عليها التراب مع أهلها ولا تجد من يرويها للأجيال القادمة حتى يوثق لهم حجم الجرائم التي ترتكبها أميركا وروسيا وإيران والنظام العلوي في سوريا والطائفي في العراق، فرغم ما تنقله شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي إلا أني أكاد أجزم أن ما ينشر من قصص مصورة لا يتعدى نسبة الواحد في المائة من حجم الجرائم التي لا توثق لغياب الموثقين عنها، قد نشاهد مدنا كاملة مهدمة لكن هذه البنايات المهدمة تروي ألف قصة وهذه القصص هي شهادة على جرائم المجرمين الذين خرجوا من إنسانيتهم وتحولوا إلى حيوانات قاتلة.
ومن خلال تغطيتي لحروب أفغانستان والبوسنة والعراق أكاد أجزم أيضا أن معظم الجنود الذين يشاركون في هذه الجرائم لا يعودون إلى حالتهم السوية مطلقا بعد انتهاء المعارك أو انتهاء دورهم، فالانتحار والأمراض النفسية والعصبية هي التي تسيطر عليهم لأن معظمهم كما تشير تقارير كثيرة يعيشون في كوابيس ليلية ونهارية يطاردون خلالها ممن قتلوهم، وقد دونت في كتبي عن حربي البوسنة والعراق قصصا كثيرة لهؤلاء الجنود الأميركان تحديدا والصرب، وقد انتشر مقطع فيديو أخير لجندي إسرائيلي ممن شاركوا في الحرب الأخيرة على غزة في العام 2014 وهو يبكي ويقول إنه لا ينام ويبول على نفسه ويعيش كوابيس وأحلاما مزعجة بسبب ما قام به في الحرب، ومثله آلاف مؤلفة، لكن هؤلاء الذين يسمون بالمحاربين القدماء لا يلتفت لهم أحد في هذه الدول حيث يستخدمون كأدوات للقتل ثم يلقون بهم على قارعة الطريق.
نحن الآن نعيش فصولا جديدة من التاريخ مليئة بالجرائم ودورنا إن عجزنا عن إيقافها أن نوثقها حتى تأتي الأجيال التي بعدنا فتحاسب هؤلاء المجرمين على ما اقترفوا بحق شعوبنا، فالحق لا يضيع طالما أن وراءه من يطالب به، فلا يتقاعس أحد عن تدوين تلك الجرائم حتى يأتي يوم الحساب.
بقلم : أحمد منصور
وإذا فقد الإنسان إنسانيته فإنه يتحول إلى وحش كاسر، ومن الصعب عليه أن يعود إلى بشريته إلا أن يشاء الله، وهذا ما نشاهده في حاضرنا الذي سيتحول إلى تاريخ يحوي بين صفحاته قليلا من الجرائم الكثيرة التي ترتكب فمعظم الجرائم لاسيما جرائم الإبادة التي تجري الآن في سوريا والعراق تحديدا تجري بعيدا عن كاميرات التلفزة وعيون المدونين من الصحفيين، ومن ثم فإنها يهال عليها التراب مع أهلها ولا تجد من يرويها للأجيال القادمة حتى يوثق لهم حجم الجرائم التي ترتكبها أميركا وروسيا وإيران والنظام العلوي في سوريا والطائفي في العراق، فرغم ما تنقله شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي إلا أني أكاد أجزم أن ما ينشر من قصص مصورة لا يتعدى نسبة الواحد في المائة من حجم الجرائم التي لا توثق لغياب الموثقين عنها، قد نشاهد مدنا كاملة مهدمة لكن هذه البنايات المهدمة تروي ألف قصة وهذه القصص هي شهادة على جرائم المجرمين الذين خرجوا من إنسانيتهم وتحولوا إلى حيوانات قاتلة.
ومن خلال تغطيتي لحروب أفغانستان والبوسنة والعراق أكاد أجزم أيضا أن معظم الجنود الذين يشاركون في هذه الجرائم لا يعودون إلى حالتهم السوية مطلقا بعد انتهاء المعارك أو انتهاء دورهم، فالانتحار والأمراض النفسية والعصبية هي التي تسيطر عليهم لأن معظمهم كما تشير تقارير كثيرة يعيشون في كوابيس ليلية ونهارية يطاردون خلالها ممن قتلوهم، وقد دونت في كتبي عن حربي البوسنة والعراق قصصا كثيرة لهؤلاء الجنود الأميركان تحديدا والصرب، وقد انتشر مقطع فيديو أخير لجندي إسرائيلي ممن شاركوا في الحرب الأخيرة على غزة في العام 2014 وهو يبكي ويقول إنه لا ينام ويبول على نفسه ويعيش كوابيس وأحلاما مزعجة بسبب ما قام به في الحرب، ومثله آلاف مؤلفة، لكن هؤلاء الذين يسمون بالمحاربين القدماء لا يلتفت لهم أحد في هذه الدول حيث يستخدمون كأدوات للقتل ثم يلقون بهم على قارعة الطريق.
نحن الآن نعيش فصولا جديدة من التاريخ مليئة بالجرائم ودورنا إن عجزنا عن إيقافها أن نوثقها حتى تأتي الأجيال التي بعدنا فتحاسب هؤلاء المجرمين على ما اقترفوا بحق شعوبنا، فالحق لا يضيع طالما أن وراءه من يطالب به، فلا يتقاعس أحد عن تدوين تلك الجرائم حتى يأتي يوم الحساب.
بقلم : أحمد منصور